أكد الدكتور محمد فريد، رئيس قسم اللغة العربية بكلية البنات، جامعة عين شمس، أن الهدف الأساسى للنحو العربى هو تقويم العقل، وليس تقويم اللسان، وأن النحو يرتبط بطرقنا فى التفكير، ولو أدركنا هذه النقطة وتعاملنا مع النحو العربى من زاوية أنه يخاطب عقولنا، ستتغير أِشياء كثيرة فى حياتنا.
جاء ذلك فى الجلسة العلمية التى عقدها قسم اللغة العربية، بكلية البنات جامعة عين شمس بعنوان (تجديد القاعدة النحوية)، وقد أدارت الندوة الأستاذة الدكتورة عزة محمد أبو النجاة، أستاذ الأدب الحديث بالكلية، والرئيس السابق لقسم اللغة العربية، وقد حضر هذه الندوة الأستاذ الدكتور محمد عبد السلام، والأستاذة الدكتورة حسنة الزهار، والأستاذة الدكتورة صباح حسين، وعدد من أعضاء هيئة التدريس، والهيئة المعاونة، وطلاب الدراسات العليا.
الندوة في كلية البنات
وتحدث الدكتور محمد فريد، عن إمكانية التجديد فى النحو العربي، مشيرًا إلى أن التجديد ليس المقصود به التسطيح والسعى وراء الخلل، ولكن المقصود التجديد المبنى على الأسس والأصول.
وأضاف الدكتور محمد فريد، أنه تجب معرفة أن النحو ليس هو اللغة، وأن العلاقة بينهما هى علاقة التابع والمتبوع، فاللغة هى التى تقوم النحو، وهذا المعنى لو أدركناه وفهمناه سيساعدنا بقوة فى تجديد النحو.
ثم طرح الدكتور محمد فريد عدة أسئلة منها: هل كان القدماء ينظرون إلى النحو نظرة تقديس؟ وهل هناك جديد يمكن أن يدفعنا كى نبدأ فى تجديد علم النحو؟ وأكد أن الإجابة عن هذه الأسئلة وما يشابهها سوف يجعلنا نقف موقفا واضحا من هذه القضايا، ومن فكرة التجديد.
جانب من الحضور في كلية البنات
وانتصر الدكتور محمد فريد إلى أن البعض يذهب إلى أن هناك جديدًا فى الألفاظ، لكننى أضيف أن هناك جديدًا فى التراكيب، واستشهد فى ذلك بأساليب مهمة مثل الحذف، والتقديم والتأخير، وغير ذلك من الأساليب المعروفة فى العربية.
وأشار الدكتور محمد فريد إلى نقطة مهمة فى الفكر العربى تتعلق بالاستشراف، مؤكدًا أن علم الاستشراف له أصول عربية، وأنه يقوم على فكرة التوقعات، لكنها توقعات قامة على الاستنباط والعلم والمنطق، وليست أمورا فى الفراغ، وانتهى الدكتور فريد إلى أن النحاة كانت لديهم أصول كثيرة تدل على استعدادهم الكبير لتقبل الجديد واستيعابه.
ووعد الدكتور محمد فريد باستكمال فكرة تجديد النحو فى جلسات علمية مقبلة، لأن الموضوع كبير ويستحق أن يُقدم على أكثر من مستوى.