أصدر الكاتب البحرينى حسن حداد، كتابه الجديد، شادى عبد السلام صاحب المومياء، وهو الكتاب الذى كتبت مقدمته الناقدة ناهد صلاح، حيث تقول "ثمة فكرة أساسية تتعلق بفيلم "المومياء.. ليلة أن تحصى السنين" للمخرج الكبير شادى عبد السلام، تجعله لا يعتبر فقط مهمًا وذى قيمة فنية كبيرة، بل إنه أيضًا الفيلم الذى رفع من مستوى النقد خطوات أو بالأحرى قفزات واسعة إلى الأمام، بما يثبت ويرسخ لنظرية أن النقد يزدهر بالأعمال العظيمة، فعلى سبيل المثل والدلالة لا يمكن أن تكون صدفة أو أمرًا عَرَضِيًّا أن نجد كتبًا وكتابات عديدة عن أعمال نجيب محفوظ، تتبارى فى جديتها وعمقها ومحاولاتها الاقتراب والعُلو كى تطالها، هذا لا يعنى حكمًا مطلقًا صوب الأعمال الضعيفة والكتابات النقدية حولها، لكنها مسألة تخص العلاقة بين الإنجاز الإبداعى والإنجاز النقدى والإسهام فى تحسين الوعى المعرفى والجمالى والبصري، كذلك إثارة النقاش الجدى والقراءة المعمقة وتفكيك الأعمال السينمائية وتأثيراتها انفعالا وتأملًا وتفكيرًا، لأنّه بهذه الطريقة يحدث تحوّلًا جذريًّا فى التلقى والوعى إجمالًا وتظهر أشكال مختلفة للتعبير".
وأضافت: "من هذا المنطلق ندرك، وهو إدراك قديم يتجدد، أن "المومياء" مُترع فى مفاصله كصنيع فنى بأسباب كثيرة تجعله مثار واستبصارات وسجالات وتساؤلات معلقة وإجابات غالبًا غير شافية، وهى مسألة فى حد ذاتها تُربك المُشاهدين وتورطهم ثقافيًا وفكريًا، خصوصًا بكل ما يحتوى الفيلم من سحر وجمال شكلًا ومضمونًا، فما بال النقاد وتواصلهم مع عمق النص السينمائى وما يحتمله من تفسيرات عدة، كما فى "المومياء" الذى لفت أنظار العالم، ومازال، إلى السينما المصرية والعربية، وهو الفيلم الذى يصح القول عنه بارتياح أنه رفع من معايير المُشاهدة وكذلك معايير الكتابة النقدية".
واستكملت ناهد صلاح: "ما الذى يمكن أن يقدمه الناقد حسن حداد إزاء هذه التجربة، وهو الكاتب المعروف باشتغاله البحثى والنقدى الحماسى والرصين فى ذات الوقت؟.. إنه هنا فى هذا الكتاب يسعى إلى توثيق التجربة بأسلوب يركَن إلى تحليلها، وطريقة فيها شيء من التحريض على إعادة مُشاهدة أفلام شادى عبد السلام وقراءتها بعين مختلفة قراءة وافية تليق به".
يقول حسن حداد فى كتابه عن شادي: "كان أحد المناضلين فى حرب الفن والثقافة العربية"، واستشهد بكلمة لـ"شادي" وضعها فى الغلاف الخلفى تدعم وجهة النظر هذه وترسخ لسينمائى تعامل مع صناعة الأفلام بزوايا متعددة من أجل الوعى والمتعة سويًا، فيقول فى كلمته: "أنا مؤمن بأن للسينما لغة خاصة بها، وهى لا تعتمد على اللغة المنطوقة، وإنما على الصورة السينمائية التى تخدم الإطار العام للفيلم، والحرفية بالنسبة للمخرج هى آخر شيء يفكر فيه، بل من الكريه أن يكون المخرج مجرد حرفى فقط، لابد أن يكون للمخرج وجهة نظر ورأى يلتزم به، حرفة المخرج تماثل معرفتى لاستخدام القلم".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة