قطعت مصر شوطا كبيرا في زراعة الأقطان قصيرة ولا سيما بعد نجاح توطينها خلال الأربع سنوات الماضية شرق العوينات، وبإنتاجية تقارب الإنتاجية العالمية من تلك النوعية من الأقطان التي تمثل 98.5% من نسبة تداول وصناعة الأقطان عالميا حيث تظل النسبة الباقية للاقطان طويلة التلية، والتي تمتاز بها مصر أيضا وتتصدر العالم فيها بجانب قطن البيما الأمريكي .
تبدأ وزارة قطاع الأعمال العام بالتنسيق مع وزارة الزراعة وجهاز مشروعات الخدمة الوطنية، زراعات الأقطان قصيرة التلية شرق العوينات يوم الأربعاء المقبل على مساحة تصل لنحو 4 آلاف فدان، تمثل ضعف المساحة المنزرعة الموسم الماضي 4 مرات.
كشفت مصادر لـ"اليوم السابع" إن بدء الزراعة سيتم ببذور متبقية من زراعات الموسم الماضي ، تحت إشراف خبير زراعة الأقطان في المناطق الصحراوية الدكتور سعيد عبد التواب، تزامنا مع وصول البذور المستوردة من الخارج يوم الأربعاء 15 مايو الجارى، لافتة أن الأرض ممهدة للزراعة لا سيما بعد انتهاء موجة الرياح والأتربة والتي تؤثر بالسلب على الأقطان.
أضافت المصادر أن أهمية التوسع في تلك النوعية من الأقطان يساهم في توفير خامات للمصانع الوطنية بدل المستور، وتوفير نحو 2 مليار دولار سنويا من الاستيراد.
علاوة على توفير آلاف فرص العمل الموسمية، ومئات الفرص الدائمة ، بجانب استغلال مساحات جديدة من شرق العوينات وتوشكى، مع إمكانية التوسع في الزراعة والوصول بها لـ600 ألف فدان سنويا.
كشف الدكتور أحمد شاكر الرئيس التنفيذي العضو المنتدب للشركة القابضة للقطن والغزل والنسيج والملابس، أن هناك توجها بالتوسع في زراعة الأقطان قصيرة التيلة سواء في مناطق شرق العوينات أو في توشكى لا سيما بعد نجاح الزراعات الموسم الماضى والمواسم السابقة والحاجة الماسة لتلك النوعية من الاقطان؛ لتوفير الأقطان للمصانع الوطنية بدلا من استيرادها وفق توجيهات الدكتور محمود عصمت وزير قطاع الاعمال العام.
وتتضمن خطة الدولة زراعة 150 ألف فدان من القطن قصير التيلة شرق العوينات وفى توشكى وفي بعض مناطق الضبعة خلال السنوات المقبلة،ثم زيادتها ل 600 ألف فدان وفق توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى، مع البدء بزراعة 5 ألاف فدان خلال العام الجارى من خلال شركة مصر لحليج وتجارة الأقطان التابعة للقابضة للقطن والغزل، بالتنسيق مع وزارة الزراعة وجهاز مشروعات الخدمة الوطنية، وتحت إشراف الدكتور سعيد عبد التواب، الخبير العالمى؛ لزراعة الأقطان في المناطق الصحراوية.
جاذبية زراعة الاقطان قصيرة التلية دفعت العديد من شركات القطاع الخاص لتقديم طلبات للموافقة لها على زراعة تلك النوعية من الاقطان ، ولا سيما ان أن دخول القطاع الخاص لزراعة الأقطان قصيرة التيلة لن يكلف الحكومة أعباء، وبالتالي يساهم في توفيرها للمصانع المحلية بدلا من استيراد اقطان قصيرة ومنسوجاتها سنويا بنحو 2 مليار دولار، خاصة بعد ارتفاع سعر القطن عالميا نتيجة العوامل اللوجستية والفيضانات والنزاع في السودان؛ مما ضاعف سعره 3 مرات على الأقل.
وبحسب المصادر فإنه سيتم التوسع التدريجي في الزراعات، بداية من 5 آلاف فدان هذا العام ومضاعفتها عدة مرات الأعوام المقبلة لتنفيذ الخطة في غضون 3 سنوات بمشاركة القطاع الخاص.
من جانبه كشف المهندس أشرف بدوى، خبير صناعة الغزل والنسيج ، إنه بعد افتتاح مجمع المحلة العملاق والمخطط له انتاجية تتعدى الـ30 طن يومى من الخيوط الرفيعة لعدد 182 ألف مردن، بأحدث ماكينات ريتر السويسرية فى العالم بالإضافة إلى 500 ألف مردن بالقطاع الخاص والاستثماري بطاقه إنتاجية تتعدى ال 80 طن يومى من الخيوط الرفيعة ، ليصبح إنتاج مصر من الخيوط الرفيعة متوسط 110طن يومي، أى استهلاك قطن مصرى سنويا بما يعادل 60 ألف طن من الأقطان المصرية ، أى مايقارب نصف إنتاج مصر من الأقطان والذى يصل إلى 150 ألف طن سنويا.
وأشار بدوى لـ" اليوم السابع" إنه من المعروف أن الاحتياج العالمى من الخيوط الرفيعة يصل إلى 1.6% ،بينما يصل استهلاك الخيوط السميكة والمتوسطة عالميا ومحليا إلى 98.4%.
وحول الاستراتيجية القادمة لسد عجز الاسواق المحلية من الخيوط السميكة والمتوسطة وتوفير العملة الصعبة، التى تصل لنحو 3 مليارات دولار سنويا من خامات وخيوط واقمشة مصنعة من الاقطان قصيرة التيلة، نتيجة استيراد الغزول السميكة والمتوسطة، أشار إنه لو تم تشغيل الغزول المحدثة بشركة المحلة الكبرى وشبين الكوم، والتى هى موديلات التسعينات وأواخر الثمانينات وبماكينات المانية وغيرها، سيصبح إنتاج مصر اليومى من الخيوط السميكة والمتوسطة على الاقل 180 طن يومى من تلك الخيوط لعدد 550 ألف مردن فقط، بما يعادل 23.5 مليون جنيه يوميا، وبما يعادل شهريا 600 مليون مصرى تخصم من ثمن الغزول المستوردة.
وكشف بدوى، أن مصر تستورد أقطانا قصيرة بمبلغ يعادل 564.44 مليون دولار؛ لتوفير الخامات لمصانع الغزل والنسيج، بجانب استيراد شعيرات بوليستر، أو ما يسمى ال filament،بما يعادل 993.13 مليون دولار، وشعيرات بوليستر قطنيه أو ما يسمى staple بمبلغ 773.38 مليون دولار، هذا بالإضافة إلى أقمشة الكروشيه التى تصل 263.420 مليون دولار بالإضافة إلى إكسسورات الملابس الجاهزة التى تصل إلى 172.9 مليون دولار.
أضاف أن صادرات مصر من القطن تصل لنحو 420 مليون دولار، ما يتطلب التوسع فى زراعة الأقطان القصيرة لتحقيق الاكتفاء منها،بجانب التوسع فى تصنيع البوليستر الريسكيل كبديل عن المستورد،لا سيما أن اجمإلى وارداتنا من مدخلات وخامات صناعة الغزل والنسيج والملابس،تصل سنويا لنحو 2 مليار دولار.