تعد سبائك الأكسيد رمزًا للعصر البرونزي المتأخر في البحر الأبيض المتوسط، وتشتهر هذه القطع الأثرية، التي يعود تاريخها إلى القرن السادس عشر إلى القرن الحادي عشر قبل الميلاد، بشكلها المستطيل المسطح مع زوايا بارزة في أنماط مختلفة، وهي مصنوعة بشكل أساسي من النحاس، وفقا لما نشره موقع" labrujulaverde".
على الرغم من أنها كانت تعتبر منذ فترة طويلة "علامة تجارية" لقبرص منذ القرن الخامس عشر قبل الميلاد فصاعدًا، إلا أن أصل هذا الشكل المميز ظل مجهولاً حتى الآن.
تمكن الباحثون من تحديد أصل أقدم سبائك النحاس من أكسيد النحاس التي تم تحليلها كيميائيا، بفضل قاعدة بيانات نظائر الرصاص الموسعة لمعادن النحاس من أوراسيا.
يكشف تحليل 15 سبيكة على شكل وسادة عُثر عليها في جزيرة كريت أن تركيبة نظائر الرصاص ثنائية النسق تتطابق مع تركيبة معادن النحاس من جبال الأورال الجنوبية، وهي منطقة معروفة بأنها تم استغلالها بنشاط خلال العصر البرونزي.
من المحتمل أن يكون الشكل المميز لهذه السبائك الوسادة مرتبطًا بخصائص النقل البري، مما يسهل النقل لمسافات طويلة على حيوانات القطيع، هناك دلائل لغوية تشير إلى أصل شرقي لهذا النوع من السبائك، إذ يبدو أن مصطلحات "سبائك" و"نحاس" و"إخفاء" في لغات غرب آسيا والبحر الأبيض المتوسط مرتبطة ببعضها البعض.
تشير تحليلات نظائر الرصاص إلى أن هذه السبائك لا تأتي من رواسب النحاس في قبرص، والتي هي أحدث جيولوجيًا، ولكن من مصادر أقدم، ربما من غرب آسيا، عبر ولاية ميتاني الحورية ذات النفوذ.
ساعدت هذه الدراسة الجديدة في توضيح لغز أصل إحدى أكثر أيقونات العصر البرونزي المتأخر رمزية في البحر الأبيض المتوسط، يبدو أن سبائك جلد الأكسيد، بعيدًا عن كونها قبرصية حصريًا، كان لها أصل شرقي أكثر، ومن المحتمل أنها مرتبطة بالشبكات التجارية والتبادلات التكنولوجية التي كانت تتشكل بين آسيا والبحر الأبيض المتوسط خلال تلك الحقبة.
سبائك الأكسيد فى العصر البرونزى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة