تمر اليوم ذكرى الانتهاء من بناء قبة كاتدرائية القديس بطرس فى الفاتيكان بارتفاع 133.5 مترًا وذلك خلال حبرية البابا غريغوريوس الثالث عشر ورئاسة المهندس دومنيكو فونتانا.
الفاتيكان، فى العصور القديمة، كان اسم تلة في روما على الضفة اليمنى لنهر التيبر. كان مكانًا غير صحي وكثير الرطوبة. وقد بنى الإمبراطور نيرون سيركًا خاصًا صغيرًا الذى اصبح في ما بعد المكان الذي أُعدم فيه الشهداء المسيحيون الأوائل ومن بينهم بطرس الرسول.
القديس بطرس، هو أحد تلاميذ المسيح الاثنى عشر، ويدعى سمعان بطرس، وقد لقبه المسيح باسم بطرس ويعنى باليونانية "الصخرة"، قائلاً له "وأنا أقول لك أيضا: أنت بطرس (أى الصخرة)، وعلى هذه الصخرة ابنى كنيستى"، ويروى أن القديس بطرس أول من نقل المسيحية من سوريا إلى مدينة روما وأسس كنيسة مسيحية سرية، حتى تم القبض عليه ولقى تعذيبا كبيرًا، حتى قتل على أيدى السلطات الرومانية فى عهد الإمبرطور نيرون، ومنذ ذلك الوقت فقد عد رجال الدين الأوروبيون أسقف روما خليفة للقديس بطرس، نائب المسيح فى الأرض وبالتالى فهو رئيس أساقفة العالم المسيحى وبيده سلطة المسيحى فى العالم، وذلك استنادا لقول المسيح السابق لبطرس الرسول، ولأن بطرس أول من قام ببناء كنيسة هناك، وذلك بحسب كتاب "موسوعة تاريخ أوروبا: الجزء الأول" للدكتور مفيد الزيدى.
ويذكر موقع المعلومات التاريخية "المعرفة "أن بعد إعلان المسيحية كدين رسمى للإمبراطورية الرومانية عمد الإمبراطور قسطنطين إلى تشييد كنيسة فوق المدفن الأصلى سميت "الكنيسة القسطنطينية" نسبة إلى بانيها الإمبراطور، بنيت الكنيسة الأولى بدءًا من العام 320 وبداعى التقادم الزمنى من ناحية والثورة الثقافية فى عصر النهضة عمد البابوات منذ يوليوس الثانى إلى ترميم ومن ثم بناء الكاتدرائية بشكلها الحالى، وقد أدت الظروف السياسية والاقتصادية من ناحية وبعض العقد الهندسية كطريقة تشييد القبة الكبرى من ناحية ثانية، إلى تأخر إتمام عمليات البناء لما يربو القرن من الزمن. إذ بدأ العمل يوم 18 أبريل 1506 وانتهى فى 18 نوفمبر 1626.
وبحسب موسوعة الفاتيكان، شيدت كاتدرائية القديس بطرس، فوق المكان الذي استشهد فيه الرسول بطرس الذي قال له يسوع : "انت الصخرة وعلى هذه الصخرة سأبني كنيستي"، والذي أصبح البابا الأول للكنيسة، يقول التقليد أن القبر الذي دُفن فيه الرسول بطرس، بعد صلبه، مبدئيًا كان هنا، على أعلى نقطة من تلة الفاتيكان، حيث قرر الإمبراطور قسطنطين، في القرن الرابع بناء كنيسته، الأولى المكرّسة لذكرى القديس، خلال أوائل الحقبة الوسطى، أصبح مكان العبادة هذا الوجهة الرئيسية للحج في الغرب. إلى حين أن قرّر البابا يوليوس الثاني (Giulio II) هدمه في العام 1506، لإفساح المجال لبناء كنيسة أكبر وأكثر فخامة.
وتناوب أعظم فنّاني التاريخ في مشروع بناء هذه الكاتدرائيّة المهيبة، دوناتو برامانتي، رافاييلّو، مايكل أنجلو، حتى عام 1629، عندما أنهى برنيني الزخرفة الداخلية للكنيسة بأكملها معطيًا لها مظهرها الحالي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة