علا الشافعى تكتب: لاءات مصرية ترسم خارطة طريق القمة العربية بالبحرين.. لا تهجير قسرى.. لا تصفية للقضية.. لا بديل عن حل الدولتين.. وتضع سيناريوهات ردع الاحتلال ووقف العدوان

الخميس، 16 مايو 2024 09:12 ص
علا الشافعى تكتب: لاءات مصرية ترسم خارطة طريق القمة العربية بالبحرين.. لا تهجير قسرى.. لا تصفية للقضية.. لا بديل عن حل الدولتين.. وتضع سيناريوهات ردع الاحتلال ووقف العدوان علا الشافعى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

هنا يجتمع قادة العرب، من بينهم من يحمل على عاتقيه ميراثًا طويلًا من رعاية الآخرين.. ومن اعتاد العبور فى حقول ألغام السياسة، ومن تمرس بقوة الجغرافيا وحكمة التاريخ على اجتياز فخاخ المؤامرات ليكتب فى حكاية تلو الأخرى كيف تردع وتكيف صنع السلام.. وكيف حينما تتقاطع السبل ويسكن غبار الحروب أركان المشهد، تصون هذا السلام.

من البحرين تنطلق القمة العربية فى نسختها الـ33، فى ظل وضع استثنائى عربى وإقليمى، وفى الكواليس وكما قال شاعر فلسطين محمود درويش، أمريكا على الأسوار تهدى كل طفل لعبة للموت عنقودية.. تناصر غزة ببيانات باهتة، وتمد حكومة بنيامين نتنياهو بكل أشكال آلات القتل وأدوات الإبادة الجماعية.
تنطلق أعمال القمة الـ33 فى وقت تواصل فيه قوات الاحتلال اغتيال أطفال ونساء عزل، فى تحدٍ للقرارات الدولية سواء الصادرة عن مجلس الأمن أو محكمة العدل الدولية، وفى وقت تواصل فيه القاهرة تحركاتها عبر مؤسساتها وأجهزتها وجبهاتها الدبلوماسية والأمنية والسياسية، لرفع الظلم عن أبناء قطاع غزة، وإعادة حل الدولتين على مائدة تفاوض سكنها غبار السنين حين غاب العقل وتوارى خلف إرهاب اليمين المتطرف فى تل أبيب، وحين ضل رفاق البيت الفلسطينى طريق التوافق وتفرقوا فى دروب الانقسام.

قبل إزاحة الستار عن أعمال القمة، تحدث دبلوماسيون عرب عن أهمية الدور المصرى فى أزمة غزة منذ اندلاعها، وثمّنوا تحركات القاهرة، مؤكدين أنها منعت ـ حتى كتابة هذه السطور ـ  سيناريو التهجير القسرى للفلسطينيين ومؤامرة الاحتلال لتفريغ قطاع غزة وتغيير تركيبته السكانية، فضلًا عن كفالة القاهرة لخطوط اتصال مفتوحة لا تنقطع بكل الأطراف المباشرة للأزمة والوسطاء الدوليين بحثًا عن هُدن إنسانية ووقف نهائى لإطلاق النار.

فى ضيافة البحرين، وعبر رؤية مصرية بلورتها القاهرة منذ اليوم الأول من عدوان 7 أكتوبر، محاورها «لاءات ثلاثة» جديدة: لا تهجير قسرى،  لا تفكيك للقضية الفلسطينية، لا بديل عن حل الدولتين،  يبحث قادة العرب عما تبقى من ضمير عالمى لوقف سياسات العقاب الجماعى التى يتعرض لها الشعب الفلسطينى، ويبحثون عن آليات تترجم قرارات الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية بإلزام إسرائيل بوقف آلة الحرب ومخطط التهجير القسرى وسياسات الإبادة وحروب التجويع التى خلفت فاتورة من الدماء اجتازت حاجز الـ113 ألف شهيد وجريح وقرابة 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ونساء ومسنين ومرضى.

على طاولة القمة تتراكم الملفات، ربما يعلوها ملف غزة، إلا أن جروحًا أخرى لم تلتئم تسكن الأوراق ومسودات البيان الختامى، من بينها الملف السودانى والأزمات السياسية الممتدة من المحيط إلى الخليج وفى الشمال الأفريقى، كما هو الحال فى لبنان وسوريا وليبيا والصومال، ومن بينها طوفان التضخم وأزمة سلاسل الإمدادات العالمية التى شكلت منذ اندلاع الحرب الروسية ـ الأوكرانية موجة غلاء اجتازت بحارًا ومحيطات، وضربت اقتصادات كانت قبل بضع سنين فى قوائم الآمنين من الصدمات الكبرى.

يجتمع العرب بآمال السلام العاجل فى غزة، وإزالة آثار العدوان فى سوريا ولبنان، واسترداد لحظات الاستقرار فى ليبيا والعراق وغيرها من الدول العربية، ويتحاور العرب بحثًا عن المزيد من التبادل التجارى، ورسم خارطة طريق واضحة للتعافى الاقتصادى مما تبقى من آثار إغلاقات كورونا، وما هو قائم من تداعيات الحرب الأوكرانية.

يجتمع اليوم مَن تمرسوا على اجتياز فخاخ المؤامرات والسير فى حقول الألغام بحثًا عن بصيص أمل ولمنع الصراعات من الاتساع ووأد سيناريوهات الحروب الإقليمية.. ويتابع مئات الملايين ما ستسفر عنه مخرجات تلك القمة التى تُعقد فى ظروف «استثنائية» بشكل «توافقى» يلبى تطلعات الرأى العام العربى، بعيدًا عن أى قضايا خلافية، خاصة أن هناك ضغوطًا شعبية فى الشارع على المستويين العالمى والعربى.

غغغغ






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة