بثياب ملطخة بالدماء من أجل الشخصية وجسد يظهر عليه الإنهاك في بلد ريفى بجوار شريط القطار أثناء تصوير كواليس أحد أعظم أفلامه الذى قدمها بمسيرته الفنية المرصعة بالذهب، أجاب على الفور ردًا على سؤال الراحل مفيد فوزى عمن هو منافس عادل إمام ليجاوب على الفور: "الزمن" .
عادل إمام: الزمن منافسى الوحيد
كان هذا خلال كواليس فيلم المنسى الذى تم عرضه قبل 31 عامًا وتحديدًا عام 1993 خلال حوار دار بين عادل إمام والإعلامي الراحل مفيد فوزي، مؤكدًا أنه لا ينظر لأى شيء سوي عمله وموضحًا حقيقة ثابتة مفادها أن الزمن منافسه الوحيد لرغبته الشديدة في تقديم كل شيء بجعبته لذا ينشغل دائمًا بأعماله ويقدم أكثر من فيلم في العام الواحد بالإضافة لمسرحية بصورة يومية.
الغريب أن تلك لم تكن المرة الأولى الذى يؤكد فيها عادل إمام هذا الكلام، وإنما استهل مفيد فوزي حديثه خلال الحوار بقوله هل ما زال الزمن هو منافسك الوحيد كما قلت منذ 10 أعوام في حوارنا معًا، أي أنه سبق وقال ذلك في عام 1983 أي قبل 41 عامًا كان فيها عادل إمام في أوج نجوميته بعالم السينما المصرية مقدمًا بطولة أفلام مثل الحريف، المتسول، حب في الزنزانة ليثبت للجميع ما يمتلكه من موهبة قادرة على أن تتشكل في أي دور وتدخل إلى قلوب الجمهور بخلطة سحرية هو وحده من يعلم تفاصيلها وحبكتها.
الفنان عادل إمام
نصيحة محمود السعدنى التي غيرت مسيرة عادل إمام وتنبأت له بما وصل إليه
قصة عادل إمام مع السينما بدأت من الستينيات بأدوار استطاع التألق من خلالها كوجه بارز وعلامة مميزة بين ممثلي الكوميديا، الأمر الذى لفت انتباه الكاتب الكبير الراحل محمود السعدنى حينما أثنى عليه في كتابه "المضحكون" عام 1969 بجمل قال فيها: "لو أدرك عادل إمام كم هو موهوب وكم هو مطلوب لنجا بنفسه من الكمين الذي أعدوه له وإذا لم يهرب سريعًا من هذا الركن المحشور فيه، إلى دور البطولة الشرير الخفيف الدم، النصاب الظريف، مزيج من ريتشارد ويدمارك وكليفتون ويب، عصير من توفيق الدقن والمهندس، خلطة من حسن يوسف وعبدالمنعم إبراهيم وحتى لو فشل عادل في الإفلات من هذا المصير، حتى لو ظل محلك سر في دور السنيد، فلن ينقص هذا من موهبته، ولن يحط من قدره كفنان نابغ وموهوب وعظيم".
كانت تلك بمثابة نصيحة وتنبؤ للراحل محمود السعدني لما رآه في عادل إمام من موهبة تمني أن ينتبه لها وألا يحصر نفسه في أدوار معينة يحصره فيها المخرجين والمنتجين من أدوار على نفس الشاكلة يستخدم فيها لزمات معينة تلقى إعجاب الجمهور.
الزعيم عادل إمام
الوصول لقمة التألق فى السبعينيات وأرقام قياسية في السينما
نجح عادل إمام بصورة كبيرة خلال مسرحية مدرسة المشاغبين الذى تم عرضها عام 1971، ثم بدأت مسيرته مع التألق في السينما مع أدوار البطولة لينجح بأفلام مثل البحث عن فضيحة، إلى أفلام أخرى وصولاً لـ المحفظة معايا وبعدها أحد أهم علاماته السينمائية بفيلم احنا بتوع الاتوبيس مع الراحل عبد المنعم مدبولى.
كل ذلك جعله يمتلك نجومية كبيرة حتى جاء فيلم رجب فوق صفيح ساخن الذى حقق وقتها إيرادات بلغت مليون جنيه، متجاوزاً كل الأرقام القياسية ليستمر نجمه في الصعود بصورة كبيرة، ثم يبدأ معادلة ساحرة ميزته عن أقرانه وصعد بها لمنطقة أخرى في عالم النجومية.
الزعيم عادل إمام فى صور من أفلامه
معادلة عادل إمام الساحرة لتقديم مختلف الأدوار وإرضاء أذواق الجمهور المختلفة في الثمانينات
ربما لا يستطيع أي عقل حاليًا عن تفسير ظاهرة عادل إمام والنجاح الكبير الذى حققه إلا بالعودة إلى أساس انطلاقة تلك الظاهرة الفنية المميزة، وبالعودة إلى الثمانينات نجد هذا الأساس المتين خلال أعوام تمكن فيها من تقديم كم كبير من الأعمال لم يفقد الكيف أيضاً فيكفى أن عام 83 قدم فيه أفلام مثل حب في الزنزانة، المتسول، الحريف، لا من شاف ولا من درى، عنتر شايل سيفه.
بعد ذلك في عام 84 قدم أفلام مثل حتى لا يطير الدخان، الأفوكاتو، احترس من الخط، واحدة بواحدة، مين فينا الحرامى، كل ذلك جعل عادل إمام ذو اختيارات مميزة وقدرة عالية على التشكل بموهبة خاصة ساعدها ذكاء وثقافة عالية مع بصيرة نافذة تنظر دائماً إلى الأمام، وقبل كل ذلك بدأ الثمانينات بفيلم المشبوه وغيره من الأعمال الناجحة، حتى وصلت أحد الأعوام لحد عرض 7 أفلام مثلما حصل بأعوام 83 و 84.
عام 1985.. أهم كوميديان يقدم أكبر تحدياته بدور العفريت في الإنس والجن
ثقة عادل إمام العالية، وذكاؤه الحاد منحه أهم تحدياته حينما لعب دور العفريت بفيلم الإنس والجن متخليًا عن أي لازمة مما يحبها جمهوره أو لمحة من الكوميديا، وبالفعل ينجح عادل إمام في هذا التحدي مقدمًا الدور باقتدار ومتغلبًا على الجملة التي رافقت الفيلم حينما وصفه الكثيرين بأن الكوميديان يلعب دور العفريت.
بعد ذلك استمر عادل إمام مواصلاً زعامته في السينما بالثمانينات بأفلام مثل سلام يا صاحبى، المولد، النمر والأنثى وصولاً لحنفى الأبهة، جزيرة الشيطان، شمس الزناتى، ويتربع بتلك الأعمال على القمة.
عادل إمام فى صورة أخرى
مرحلة وحيد حامد وشريف عرفة بأفلام اللعب مع الكبار لـ طيور الظلام
دومًا ما اشتهر عادل إمام بتعلقه بقضايا وطنه، وانشغاله بهموم المواطن في أعماله بأدوار توغلت لقلب المواطنين وجعلته بمثابة نافذة لهم، وهو ما تغلغل بسينما وحيد حامد والمخرج شريف عرفة بعلامات فنية مثل اللعب مع الكبار، طيور الظلام، الإرهاب والكباب، النوم في العسل، ليستمر عادل إمام زعيماً متفرداً عن أقرانه مانحاً إياه أكبر قدر من النجاح لسنوات طويلة في السينما من السبعينات وحتى بداية الألفية مثلما حصل بأفلام مثل مرجان أحمد مرجان مع الكاتب يوسف معاطى أو السفارة في العمارة، أمير الظلام، عريس من جهة أمنية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة