ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، اليوم الجمعة، أن النهج الذى يسلكه رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو فى التعامل مع الحرب الدائرة فى غزة يتسبب تقريبًا فى إحباط كل من له مصالحة وراء هذه الحرب، بمن فيهم حلفاؤه، وأنه يستميل "اليمين المتطرف" من أجل البقاء فى منصبه.
وأوضحت الصحيفة، فى تقرير بثته عبر موقعها الإلكتروني، أن الولايات المتحدة تريد وقف إطلاق النار على الأقل بشكل مؤقت، كما يرغب مسؤولون أمنيون فى إسرائيل من بينهم وزير الدفاع يوآف جالانت فى إعداد خطة لمرحلة ما بعد الحرب ومن سيحكم غزة بعد انتهاء أعمال القتال هناك، إلى جانب عائلات الرهائن التى تتمنى عودة أفرادها المحتجزين من جانب "حماس".
لكن العقبة المشتركة التى تقف أمام تلبية هذه المطالب تتمثل فى حاجة نتنياهو الماسة إلى استرضاء وزيرين من اليمين المتطرف فى حكومته من الأسماء غير المألوفة خارج إسرائيل وهما إيتامار بن جفير، وزير الأمن القومى وهو يمينى متطرف؛ وبتسلئيل سموتريتش، وزير المالية وزعيم المستوطنين، الذى يسعى إلى توسيع عملية الاستيطان فى الضفة الغربية، فكلًا منهما يريد إعادة بناء المستوطنات اليهودية فى غزة، كما يتمتعان بنفوذ هائل داخل الكنيسيت الإسرائيلي، بحسب الصحيفة.
وتشير الصحيفة الأمريكية إلى أن بن جفير وسموتريتش أعلنا من قبل أنهما سينسحبان من الائتلاف الحاكم فى حال رضخ نتنياهو لمطالب الولايات المتحدة، وهى خطوة من المؤكد أنه سيعقبها انهيار الحكومة والإعلان عن انتخابات جديدة، من المرجح أن ينهزم فيها نتنياهو نظرًا لحالة الفوضى والاضطربات التى يشهدها الشارع الإسرائيلى حاليًا.
ونقلت الـ"وول ستريت" فى تقريرها قول مايكل كوبلو، وهو كبير مسؤولى السياسات فى منتدى السياسة الإسرائيلية، وهى منظمة يهودية أمريكية تتخذ من واشنطن مقرا لها، "إن كل ما يخشاه نتنياهو فى النهاية هو انسحاب إيتامار بن جفير وبتسلئيل سموتريتش من ائتلافه والدعوة إلى انتخابات مبكرة"، موضحًا أن ذلك هو التفسير الوحيد لسياساته ومواقفه بشأن الكثير من القضايا.
كما يؤكد السفير الإسرائيلى السابق لدى الولايات المتحدة مايكل أورين أن نتنياهو أصبح لديه اعتقاد راسخ بأن بقاء إسرائيل يرتبط ارتباطًا وثيقًا ببقائه، وهذا الاعتقاد يمكنه من تحمل ضغوطا هائلة، وفقًا لما جاء فى التقرير.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة