الشمس تشرق بعد الستين.. شادية معلمة على المعاش قررت تحويل منزلها لورشة تصنيع منتجات الجلود.. سافرت من الفيوم للقاهرة لتلقي التدريبات.. حصلت على المركز الأول في ريادة الأعمال.. وتحولت من هاوية إلى مدربة محترفة

السبت، 18 مايو 2024 08:00 م
الشمس تشرق بعد الستين.. شادية معلمة على المعاش قررت تحويل منزلها لورشة تصنيع منتجات الجلود.. سافرت من الفيوم للقاهرة لتلقي التدريبات.. حصلت على المركز الأول في ريادة الأعمال.. وتحولت من هاوية إلى مدربة محترفة شادية تصنع منتجات الجلود
الفيوم رباب الجالي

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ملامحها هادئة ومريحة تشبه بخبرتها شروق الشمس بعد ليل طويل، لتخبر العالم كله أن الوقت لم يتأخر أبدا لنبدأ من جديد، تمسك قطعة الجلد بيد قوية تنم عن عزيمتها فى إخراج منتج يثبت للجميع أن الإنسان عليه أن يعمل ما يحب ويسعى له ليصل فى النهاية إلى حالة الرضا والابتسامة الصافية المرسومة على شفتيها، الأستاذة شادية معلمة اللغة العربية لـ 40 عاما، قررت مع خروجها على المعاش أن تبدأ حياة جديدة ترسم خطوطها بيديها، وأن عليها أن تختار بحرية كيف تكون سنواتها القادمة، ووقع اختيارها على صناعة منتجات الجلود الطبيعية خاصة أن هذه المهنة تمكنها من استخدام حسها الغنى وموهبتها فى الرسم، وبدأت فى السفر من القاهرة إلى الفيوم للحصول على التدريبات اللازمة، حتى أصبحت محترفة تطلب منتجاتها من قبل العديد من محبى منتجات الجلود، وتعرض منتجاتها على منصة أيادى مصر التابعة لوزارة التربية والتعليم.

تقول شادية جابر أنها كانت منذ صغرها تحب الرسم ولديها حس فني، لكن والديها اختارا لها أن تدرس اللغة العربية حتى تعمل معلمة للغة العربية وهى كانت تثق فى اختياراتهم لها، وبالفعل أصبحت معلما للغة العربية لما يزيد عن 40 عاما اكتشفت خلال هذه السنوات أن اللغة العربية ليست أبدا ببعيدة عن الفن وهى لغة ثرية بالمعانى الفنية الجميلة، فلم يبعدها مجال عملها عن حبها للفن بل أنه زاد وغرست فيها اللغة العربية معانى أكبر من الدقة والإتقان والصبر وحب الحياة.


ولفتت الأستاذة شادية إلى أنها كانت قريبة من طلابها تحبهم ويحبونها، واعتادت أن تكون حياتها مليئة بالناس والإنتاج والحب وهو ما جعلها تفكر كثيرا قبل خروجها على المعاش ماذا ستفعل فى القادم من حياتها؟ وكان استقرارها على تعلم صناعة المنتجات اليدوية لكنها لم تكن تعلم من أين تكون البداية واى منتج الذى ستقوم بصناعته؟، وفى يوم أعجبتها حقيبة فى أحد المحلات واكتشفت أن سعرها 4 آلاف جنيه، فعزفت عن شرائها وقرر أن تعمل بصناعة منتجات الجلود، ولكنها اكتشفت أن معرفتها البدايات ليست كافية وعليها أن تحصل على تدريبات لتعلم فنون الصناعة، فبدأت فى السفر من الفيوم إلى القاهرة بمساعدة ابنها، وحصلت على تدريبات متعددة حتى تحولت من هاوية إلى محترفة، بدأت تصنع المنتجات الجلدية التى تعبر عن البيئة والمكان التى تسوق فيه فمثلا منتجاتها التى تسوق فى الأماكن السياحية تحمل وجوه الفراعنة وبعض أدواتهم، ومنتجاتها التى تستخدم فى الصيد وحمل ادوات الصيد عبارة عن سمكة قرش، ومنتجاتها التى تستخدم للخيول مثل السرج وغطاء الوجه تحمل صورة الخيل، فأصبح لمنتجاتها طابع مميز ساهم فى الترويج لها.


وأكدت معلمة اللغة العربية أن أكثر ما شجعها على الاستمرار هو دعم أبنائها لها، فهم فى مراكز وظيفية مرموقة لكنهم يركزون فيما يسعدها ويساعدونها على التسويق لمنتجها بين زملائهم ومعارفهم وهم فخورين بما تقدمه.


وعن التسويق للمنتجات أكدت شادية جابر أنها حصلت على تدريبات فى التسويق، ودخلت فى مسابقة لريادة الأعمال وفازت بالمركز الأول وحصلت على الدعم المالى المخصص للمسابقة، كما أن وحدة أيادى مصر التابعة لوزارة التنمية المحلية تقوم بالتسويق لها من خلال تصوير المنتجات بشكل احترافى وعرضها على الموقع الخاص بهم.


وأشارت مصنعة الجلود انه وصلت الآن إلى أن أى تصميم يطلب منها قادرة على تنفيذه بحرفية عالية، بالإضافة إلى أنها تستخدم أفضل أنواع الجلود وحلمها الكبير هو تصدير منتجاتها للخارج.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة