منذ فبراير 2022، تتواصل الأعمال العسكرية بين القوات الروسية، ضد القوات الأوكرانية، وتمكنت الأولى من فرض السيطرة التامة على العديد من المواقع العسكرية والاستراتيجية في الأراضي الأوكرانية، رغم دعم غربي أوروبي أمريكي عسكري ومادي إلى كييف، وقد جرى تمرير الحزمة الأخيرة في أبريل الماضي تبلغ قيمتها 61 مليار دولار، وسط خسائر بشرية ومادية بالجملة في صفوف الطرفين.
وبالرغم من الخسائر التي تتعرض إليها أوكرانيا، وقواتها العسكرية في المعارك ضد روسيا، يصّر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، على مقاومة الهجمات الروسية، وطلب أيضا الدعم الغربي من أسلحة وأموال، مع انتظار نتائج معارك خاركوف.
وعن العمليات العسكرية المتبادلية، فقد أفادت وزارة الدفاع الروسية، اليوم السبت، بأن الجيش الروسي حرر بلدة ستاريتسا في مقاطعة خاركوف.
وتابع البيان: "تم صد أربع هجمات مضادة شنتها مجموعات هجومية تابعة للقوات المسلحة الأوكرانية، في مناطق ليبتسي وتيكوي وفولانسك في مقاطعة خاركوف"، وأشار البيان إلى أن "خسائر القوات المسلحة الأوكرانية، بلغت ما يصل إلى 150 عسكريًا ودبابة ومركبتين قتاليتين مدرعتين وسيارتين".
وأوضح البيان، بالقول: "سيطرت وحدات من قوات مجموعة "الغرب" الروسية، على مواقع أكثر فائدة واستهدفت القوات المسلحة الأوكرانية، في مناطق سينكوفكا وإيفانوفكا في مقاطعة خاركوف، وأرتيوموفكا في جمهورية لوغانسك الشعبية".
وأشار بيان الدفاع الروسية إلى أن "القوات المسلحة الأوكرانية، فقدت ما يصل إلى 270 فردًا عسكريًا ومركبتين قتاليتين مدرعتين وشاحنتين صغيرتين ومدفع هاوتزر "إم777" أمريكي الصنع ومدفعين هاوتزر "دي-20" ومدفع "غفوزديكا".
وأضاف البيان: "قامت وحدات من قوات مجموعة "الجنوب" الروسية، بتحسين الوضع على طول خط المواجهة، واستهدفت أيضًا القوة البشرية والمعدات التابعة للقوات المسلحة الأوكرانية، في مناطق كراسنوغوروفكا وكونستانتينوفكا في جمهورية دونيتسك الشعبية".
ووفقا للبيان، فإن "القوات الأوكرانية، فقدت ما يصل إلى أكثر من 690 جنديا ودبابة وخمس عربات قتالية مدرعة وست مركبات، والعديد من المدافع".
وقالت الدفاع الروسية: "نتيجة للعمليات النشطة، قامت وحدات من قوات مجموعة "الشمال" الروسية، بتحرير بلدة ستاريتسا بمنطقة خاركوف، وواصلت التقدم في أعماق دفاعات العدو".
كما قال مصدر أمني روسي، اليوم السبت، إن القوات الروسية استهدفت المراكز اللوجستية للجيش الأوكراني في منطقة أوديسا، الليلة الماضية.
على الجانب الأخر، أعلن الجيش الأوكراني، اليوم السبت، ارتفاع عدد قتلى الجنود الروس إلى 491 ألفا و80 جنديا، منذ بدء العملية العسكرية الروسية.
وذكرت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، أن الجيش الروسي فقد خلال الساعات الـ 24 الماضية، 1210 جنود.. حسبما ذكرت وكالة أنباء (يوكرين فورم) الأوكرانية.
وبحسب هيئة الأركان الأوكرانية، خسرت روسيا منذ بدء العملية العسكرية 7 آلاف و560 دبابة و14 ألفا و595 من المركبات المدرعة و12 ألفا و639 من النظم المدفعية و1071 من أنظمة راجمات الصواريخ متعددة الإطلاق و801 من أنظمة الدفاع الجوي و354 طائرة مقاتلة و325 مروحية و26 سفينة حربية، فضلا عن 2075 من المعدات الخاصة وغواصة و17 ألفا و169 من المركبات وخزانات الوقود.
وفي تصريحات اليوم قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن "هجوم روسيا على منطقة خاركيف يمكن أن يكون مجرد موجة أولى من هجوم أوسع نطاقا، وذلك في الوقت الذي حققت روسيا فيه أكبر مكاسبها الإقليمية منذ نهاية عام 2022".
وأوضح زيلينسكي - في تصريح أوردته صحيفة "كييف بوست" الأوكرانية، اليوم السبت، أن القوات الروسية توغلت ما بين 5 إلى 10 كيلومترات على طول الحدود الشمالية الشرقية قبل أن توقفها القوات الأوكرانية، لافتا إلى أن المعركة هناك إذا حصلت ستكون صعبة على الجيش الروسي.
واعتبر أن الأمر بات بالنسبة إلى أوكرانيا وحلفائها الغربيين يتعلق بعدم إظهار ضعف، مطالبا بنظامين باتريوت مضادين للطائرات من أجل الدفاع عن سماء المنطقة والجنود الذين يدافعون عنها.
وكانت أوكرانيا قد أعلنت أمس الجمعة أن القوات الروسية تدمر مدينة فوفتشانسك، وأنها تواصل تقدمها في منطقة خاركيف بشمال شرق البلاد، المستهدفة بهجوم بري منذ العاشر من مايو الجاري.
وميدانيا، أكد القائم بأعمال رئيس دونيتسك الشعبية دينيس بوشيلين أن التقدم الروسي المستمر على جميع محاور القتال، خصوصا على محور مدينة خاركوف سيؤدي إلى تحرير أراضي الجمهورية في المستقبل القريب.
وقال بوشيلين، في مقابلة خاصة مع قناة "روسيا اليوم" الإخبارية، إن "الخطوة التالية عقب استعادة جميع أجزاء الجمهورية، هي إقامة منطقة آمنة وإعادة إعمار دونيتسك بشكل كامل"، مشيرا إلى أهمية الخطوات التي تجريها دونيتسك في الوقت الراهن على هامش منتدى قازان، من بينها تكثيف الاتصالات مع الدول الصديقة من أجل جلب المزيد من الاستثمارات للجمهورية.
وكان الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي قد صرح، في وقت سابق، بأن الأوضاع في ساحة المعركة مضطربة جدا، مشيرا إلى أن قوات كييف تواجه الكثير من المصاعب في محوري دونيتسك وخاركيف.
ومن جهتها، أفادت وزارة الدفاع الروسية بأن القوات الروسية دمرت زورقين أوكرانيين في الجزء الغربي من البحر الأسود، وعلى نهر الدنيبر، وعددا من الصواريخ الأوكرانية خلال الـ24 ساعة الماضية.
وأوضحت الوزارة أن أنظمة الدفاع الجوي أسقطت 37 طائرة وصاروخ "توتكشا-أو"، و21 صاروخ من طراز "هيمارس"، و"أولخا" و"فامبير"، مضيفة أن الطيران العملياتي التكتيكي والمركبات الجوية دون طيار والقوات الصاروخية والمدفعية لمجموعات من القوات المسلحة الروسية تمكنت من تدمير محطة الرادار لنظام الصواريخ المضادة للطائرات (IRIS-T) ألمانية الصنع، بالإضافة إلى مخزن مستودع للقوارب المسيرة. وتم استهداف تجمعات القوى البشرية والمعدات العسكرية للعدو في 134 منطقة".
وقال القائم بأعمال حاكم مقاطعة كورسك الروسية أليكسي سميرنوف، على قناته على "تيلجرام"، "هاجمت طائرة بدون طيار تابعة للقوات المسلحة الأوكرانية سيارة تابعة لشركة مرافق عامة محلية في مقاطعة كورسك، مما أسفر عن مقتل شخص وإصابة آخر".
وتقصف القوات الأوكرانية بانتظام المناطق الحدودية في روسيا بالمدفعية والصواريخ، وتنفذ ضربات بطائرات مسيّرة وتقوم بأعمال تخريبية تستهدف المدنيين.
ومن ناحية أخري، دخل قانون التعبئة العسكرية، المتعلق بتعديلات بعض القوانين التشريعية لأوكرانيا بشأن بعض قضايا الخدمة العسكرية والتعبئة والتسجيل العسكري، حيز التنفيذ اليوم السبت.
وذكرت وكالة أنباء "إنترفاكس" الأوكرانية أن القانون ينص على أن المستحقين للخدمة العسكرية من سن 25 إلى 60 سنة يخضعون للتعبئة العسكرية، كما يشدد القانون الجديد العقوبة على الفارين من الخدمة العسكرية ويحفز التجنيد الإلزامي، ويُلزم الرجال تحديث تفاصيل تسجيلهم العسكري لدى السلطات.
وفقًا للقانون، يُطلب من الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و60 عامًا أثناء التعبئة العسكرية حمل وثيقة تسجيل عسكرية وتقديمها بناءً على طلب ممثل معتمد لمركز التجنيد الإقليمي والدعم الاجتماعي أو ضابط شرطة، بالإضافة إلى ممثل من دائرة حدود الدولة لأوكرانيا في الشريط الحدودي، والمنطقة الحدودية الخاضعة للسيطرة وعند نقاط التفتيش عبر حدود أوكرانيا.
وفي غضون 60 يوما من دخول القانون حيز التنفيذ، يجب على جميع الأشخاص المسؤولين عن الخدمة العسكرية توضيح بياناتهم الشخصية، بما في ذلك عنوان السكن وأرقام الاتصال وعنوان البريد الإلكتروني (إن وجد).. وينطبق هذا الحكم من القانون أيضًا على الأشخاص المحجوزين والأشخاص المؤجلين للتعبئة والنساء الملزمات بالخدمة العسكرية.
ويجب على المجندين من مواطني أوكرانيا الذين تقل أعمارهم عن 25 عامًا والذين اجتازوا فحصًا طبيًا أو وصلوا من الخارج أو من أجزاء أخرى من أوكرانيا وحصلوا على الجنسية الأوكرانية، وكذلك أولئك الذين أكملوا خدمتهم، أن يتم تسجيلهم لدى الجيش في غضون 60 يومًا.