كشف الدكتور محمد صبحي أستاذ مساعد الطبقات والأحافير بقسم الجيولوجيا بكلية العلوم جامعة طنطا ، عن تفاصيل الكشف البحثي الذي قامت به مجموعة بحثية ضمت استاذة في عدة مجالات من بينهم اساتذة من جامعة طنطا، والخاص باكتشاف مجرى مائي لنهر النيل بجوار الاهرامات، والذي يعد خطوة البدايه لاكتشاف سر بناء الاهرامات
وقال إن الوصول لكيفية بناء الاهرامات هي لغز حير العلماء على مر العصور، حيث بحث الكثير من العلماء عن الطريقة التي قام بها المصري القديم ببناء اهرامات الجيزة وكيف استطاع نقل الاحجار خاصة الجرانيت من اسوان لمنطقة الاهرامات بالجيزة، مبينا ان الجميع أجمع علي أن الطريقة الوحيدة للنقل هي استخدام نهر النيل، وهو ما كان محور البحث ونجح الفريق البحثي خلال الفترة البحثيه في اكتشاف فرع جاف لنهر النيل بالقرب من الاهرامات، والذي استخدمه المصريين القدماء في نقل احجار الجزانيت من اسوان للمنطقة.
وأضاف أن الدكتورة إيمان غنيم مديرة معمل الفضاء والاستشعار عن بعد بالطائرات بدون طيار في قسم علوم الأرض والمحيطات بجامعة نورث كارولينا ، صاحبة فكرة البحث، للوصول لحل لغز عما اذا كان هناك فرع لنهر النيل بالقرب من الاهرامات واستطاعات من خلال الامكانيات البحثية الحديثه والاقمار الصناعية اكتشاف فروع للنيل في الضفة الغربية بالقرب من الاهرامات.
وأضاف أنها تواصلت مع مركز البحوث الفلكية والجيوفيزيقية، وقام المعهد من خلال برتوكول شراكة وتم القيام بالاعمال البحثية ومن خلال الصور الجيوفيزيقية وجهاز الكهربية وجهاز الرادار الخارق للارض تبين وجود ارهاصات لمجري مائي مدفون.
وأشار إلى أنها استعانت به وبزميله الدكتور عمرو فحيل كونهما بقسم الجيولوجيا، وتم البدء فى اعمال الحفر فى عدة مناطق فى بنى سويف والاقصر والمنيا وعدة مناطق وتم اكتشاف رواسب رملية مختلفه عن الصخور الموجودة حولها في الصحرء، حيث ان هذه الصخور تحتوى على انواع معادن منها معدن مسكو فايت، والتي لا يوجد لها مصدر في هذه المنطقة حيث أنها ناتجه عن صخور نارية ومتحولة.
وبالبحث تم اكتشاف أن هذه الراوسب قادمه من فرع النيل الأزرق القادم من إثيوبيا، مؤكدا أنه تم تأكيد فكرتهم البحثية، بأن هذه المناطق كان بها فرعا لنهر النيل القديم وتم عمل الابحاث في عدة مناطق من الجيزة حتى الاقصر وتم الاستعانه بنتائج لابحاث سابقة وأيضا صور القمر الصناعي.
وتابع الدكتور محمد صبحي أنه تم اكتشاف وجود نيل قديم، وتم التواصل من خلال الابحاث إلى أن هناك مجارى مائية لنهر النيل بجانب الاهرامات، وتم اكتشاف أن هناك رافد متفرع منه يمتد لأي هرم، مبينا أن هذا يعد مؤشرا لبداية اكتشاف لغز بناء الاهرامات، وتم عمل الابحاث علي 31 هرما بداية من الجيزة حتى الاقصر.
وأوضح أن الابحاث توصلت لوجود معبد الوادي في نهاية روافد النيل الموجودة بالقرب من الاهرامات، وهى بمثابة الميناء للمراكب المحملة بالاحجار القادمه من الاقصر، ووجود طريق حجرى مؤدى للهرم.
وأشار إلى أن هذا البحث بداية لحل لغز بناء الاهرامات، وستفتح هذه الاستكشافات الطريق أمام استكشافات أثرية أخرى خلال الفترة القادمة.
وكان أعلن الدكتور محمود زكي رئيس جامعة طنطا، عن مشاركة باحثين من جامعة طنطا ضمن فريق من الباحثين، توصلوا إلى اكتشاف علمي جديد عن وجود مجرى مائي نهري قديم لنهر النيل بجوار الاهرامات بقيادة الدكتورة إيمان محمد غنيم خريجة جامعة طنطا- كلية الأداب – قسم الجغرافيا ومديرة معمل الفضاء والاستشعار عن بعد بالطائرات بدون طيار في قسم علوم الأرض والمحيطات بجامعة نورث كارولينا ويلمنجتون، بمشاركة الدكتور محمد صبحي فتحي والدكتور عمرو شعبان فحيل من قسم الجيولوجيا بكلية العلوم جامعة طنطا بالاضافة الى فريق علمي من المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية بالقاهرة والعديد من خبراء الأثار والمجاري المائية من أمريكا واستراليا.
وأضاف الدكتور حاتم أمين نائب رئيس جامعة طنطا لشئون الدراسات العليا والبحوث أنه تم استخدام العديد من التقنيات الحديثة والتقليدية مثل صور الأقمار الصناعية وأشعة الرادار المخترقة للأرض والتصوير المقطعي الكهرومغناطيسي بالاضافة الى حفر ابار يصل عمقها الى 28 متر اسفل سطح الأرض في اماكن متفرقة من وادي النيل من الجيزة حتى الأقصر.
ومن خلال تلك التقنيات والبيانات والعينات الصخرية توصل الفريق البحثي الى وجود فرع جاف من نهر النيل يبلغ طوله 64 كيلومترًا (40 ميلًا)، وعرضة يتراوح ما بين 200 و700 متر مدفونًا منذ فترة طويلة تحت الأراضي الزراعية غرب النيل الحالي وموازيا له وبالقرب من سلسلة الأهرامات والمعابد الفرعونية. هذا بالاضافة الى انه تم اكتشاف العديد من المجاري النهرية المختلفة التى تمتد من هذا النهر القديم وتصل الي مشارف الأهرامات. ومن الجدير بالذكر ان الفريق البحثي لاحظ ان هذه الأفرع تنتهي ببناء أثري يسمي معبد الوادي (Valley Temple) حيث يوجد ممر صخري يربط هذه المعابد بالأهرامات مباشرة.
ويعتقد الباحثون أن وجود هذا النهر القديم يفسر سبب بناء أكثر من 30 هرم تم انشاؤهم في سلسلة على طول الشريط الصحراوي الغربي لوادي النيل منذ 4700 عام مضى. وتضم هذه السلسلة اهرامات قريبة من العاصمة المصرية القديمة ممفيس مثل هرم زوسر والهرم الأحمر والأسود بالإضافة الى اهرامات الجيزة المشهورة وهى هرم خوفو وخفرع ومنكاورع .
وتعتبر هذه هي الدراسة الأولى من نوعها التي تقدم أول خريطة للفرع القديم المفقود من نهر النيل منذ فترة طويلة. كما أظهرت الدراسة أنه عندما تم بناء الأهرامات، كانت جغرافية نهر النيل وروافده المائية تختلف بشكل كبير عما هي عليه اليوم. وقد مكن هذا الاستكشاف من الحصول على صورة أوضح لما كان يبدو عليه سهول فيضان النيل في زمن بناة الأهرامات، وكيف استفاد المصريون القدماء من النهر القديم وروافده في نقل مواد البناء الثقيلة من أجل مساعيهم الإنشائية الضخمة." وعليه فيمكن أن يساعد فرع النيل المفقود الذي تم تعيينه حديثًا في حل لغز بناء الأهرامات الذي طال انتظاره.
وتم نشر هذه الأستكشاف العلمي الجديد يوم الخميس الموافق 16 مايو 2024 بالمجلة العلمية العالمية Communications Earth & Environment وتناولته العديد من المواقع الاخبارية العالمية مثل CNN, The Gurdian, BBC, Nature.
العلماء-خلال-العمل
خطوة-على-كشف-لغز-بناء-الأهرامات
من-أمام-الأهرامات