نواصل قراءة كتاب الكامل فى التاريخ لـ ابن الأثير ونتوقف مع شيث بن آدم عليه السلام، وذلك بعد رحيل سيدنا آدم، فما الذى يقوله التراث الإسلامى؟
يقول كتاب الكامل في التاريخ لـ ابن الأثير:
ذكر شيث بن آدم عليه السلام
قد ذكرنا بعض أمره وأنه كان وصي آدم في مخلفيه بعد مضيّه لسبيله، وما أنزل الله عليه من الصحف، وقيل: إنه لم يزل مقيماً بمكّة يحج ويعتمر إلى أن مات، وإنه كان جمع ما أنزل عليه وعلى أبيه آدم من الصحف وعمل بما فيها؛ وإنه بنى الكعبة بالحجارة والطين.
وأما السلف من علمائنا فإنهم قالوا: لم تزل القبة التي جعل الله لآدم مكان البيت إلى أيام الطوفان فرفعها الله حين أرسل الطوفان، وقيل: إن شيثاً لما مرض أوصى إلى ابنه أنوش ومات فدفن مع أبويه بغار أي قبيس؛ وكانت وفاته وقد أتت عليه تسعمائة سنة واثنتا عشرة سنة، وقام أنوش بن شيث بعد موت أبيه بسياسة الملك وتدبير من تحت يديه من رعيّته مقام أبيه لا يوقف منه على تغيير ولا تبديل، فكان جميع عمر أنوش سبعمائة وخمس سنين، وكان مولده بعد أن مضى من عمر أبيه شيث ستمائة سنة وخمس سنين، وهذا قول أهل التوراة.
وقال ابن عباس: ولد لشيث أنوش وولد معه نفر كثير، وإليه أوصى شيث، ثم ولد لأنوش بن شيث ابنه قينان من أخته نعمة بنت شيث بعد مضيّ تسعين سنة من عمر أنوش وولد معه نفر كثير، وإليه الوصيّة، وولد قينان مهلائيل ونفراً كثيراً عنه، وإليه الوصيّة، وولد مهلائيل يرد، وهو اليارد، ونفراً معه، وإليه الوصيّة، فولد يرد حنوخ، وهو إدريس النبيّ، ونفراً معه، وإليه الوصية، وولد حنوخ متوشلخ ونفراً معه، وإليه الوصية.
وأما التوراة ففيها أن مهلائيل ولد بعد أن مضى من عمرآدم، عليه السلام، ثلاثمائة وخمس وتسعون سنة، ومن عمر قينان سبعون، وولد يرد لمهلائيل بعدما مضى من عمر آدم أربعمائة سنة وستون سنة، فكان على منهاج أبيه، غير أن الأحداث بدأت في زمانه.