أكد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن جريفيث، أن المدنيين فى كل من غزة والسودان يدفعون ثمنا باهظا كل يوم فى ظل الفشل فى التوصل لتوافق فى الآراء بشأن الحلول.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، قال مارتن جريفيث: "كان لدينا حلم ذات يوم أننا نستطيع أن نجتمع معا لإنقاذ الأجيال المقبلة من ويلات الحرب"، في إشارة إلى ما ورد في ميثاق الأمم، لكن حالت المنافسة المستمرة والعداء والعدوان بين الدول دون تحول هذا الحلم إلى حقيقة لعدد كبير جدا من الناس.
وأشار إلى أن العالم شهد تفشي المآسي والصدمات المدمرة التي لا يمكن تصورها في غزة والسودان، وذلك في وقت تظل الحرب في أوكرانيا مصدر قلق كبيرا.كما أن الناس في سوريا يواجهون أسوأ وضع إنساني منذ أكثر من 13 عاما من الحرب الرهيبة، بينما نقترب من عشر سنوات من الحرب في اليمن، منبها إلى أن المنافسة الاستراتيجية لا تقتصر على منع حل الصراعات فحسب، بل إنها تغذيها أيضا، من خلال قيام الدول القوية في كل منطقة بتسليح أو دعم الأطراف المتحاربة، أو حمايتها من الضوابط الدولية.
كما أشار إلى أن المنافسة الاستراتيجية والحمائية الاقتصادية حالت دون الاستجابة الجماعية الكافية لأزمة المناخ، وجائحة كوفيد-19، ومواجهة عدم المساواة الاقتصادية والاجتماعية، مشددا على أن تغير المناخ الناجم عن النشاط في البلدان المتقدمة والنامية له تأثير أكثر ضررا على أولئك الذين فعلوا أقل ما يمكن للتسبب فيه، وغالبا ما يكونون على بعد آلاف الأميال من أماكن التسبب فيه.
وشدد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية على أهمية الدبلوماسية الإنسانية التي قال إنها أصبحت شائعة ومهمة للغاية في هذه الأوقات المحفوفة بالمخاطر.
وأضاف جريفيث "إن تلك الدبلوماسية الإنسانية تشتمل على ثلاثة عناصر بما فيها المفاوضات كما هو الحال الآن في السودان، لخلق الفرص للوكالات والمجتمعات للحصول على الرعاية الصحية وغيرها من أشكال المساعدات الإنسانية" مؤكدا أن الوساطة هي التي تنهي المعارك والحروب، وأن تعزيز المبادئ الإنسانية هي الأساس في تحقيق الصالح العام.