قبل خمس سنوات، كانت أوكرانيا تعيش لحظة تنصيب فولوديمير زيلينسكى رئيسا للبلاد، ولفت أنظار العالم تحول قصة عمل درامى كوميدى إلى حقيقة، كون زيلينسكى كان ممثلا كوميديا أدى دور البطولة فى مسلسل يروى قصة شخص عادى يترشح للرئاسة ويفوز.
لكن ما لم تعرضه الدراما حدث فى الواقع، ووصل الرئيس إلى اللحظة التي انتهت فيها شرعيته التي منحتها إياه أصوات الأوكرانيين فى الانتخابات، وانتهت فترته الرئاسية فى 20 مايو دون انعقاد انتخابات جديدة فى ظل ظروف الحرب التي تشهدها بلاده مع روسيا، وأصبح السؤال: هل تمنح الحرب شرعية لزيلينسكى للبقاء على كرسى السلطة؟
منذ أشهر، واجه الرئيس الأوكرانى دعوات من حلفائه فى الغرب بإجراء الانتخابات حفاظا على "مبادئ الديمقراطية" التي ترفعها واشنطن وشركائها دائما شعارا للتميز عن باقى العالم. لكن الأمر انتهى بتأجيل الانتخابات إلى أجل غير مسمى مع استمرار المعارك، وفى ظل التقدم الذى تحرزه القوات الروسية فى الوقت الراهن من الحرب.
لم يكن زيلينسكى وحده من مكث فى السلطة بعد انتهاء رئاسته، فعلها قبله أحد أبرز القادة فى التاريخ الحديث، وهو رئيس وزراء بريطانيا وينستون تشرتشل فى الوقت الذى كانت بلاده تخوض الحرب العالمية الثانية.
فى عام 1940، وبحسب تقرير للمجلس الأطلنطى، كانت بريطانيا تخوض حربا من أجل البقاء الوطنى. وفى شهر أكتوبر من كل عام من الأعوام الخمس التالية، حصلت حكومة الحرب البريطانية بقيادة تشرشل على توافق تشريعى لتأجيل الانتخابات المقررة ومد بقاء البرلمان البريطاني.
وكانت أسباب تشرشل فى هذا السعي لتجنب الإلهاء واحتمال حدوث انقسام، ومن أجل الحفاظ على الصمود الوطنى وتركيز طاقة البلاد على الحرب. كما أدركت حكومة تشرشل أيضا صعوبة إجراء الانتخابات مع وجود ملايين النازحين داخل البلاد وخارجها، ورأت أنه من المستحيل تقريبا ضمان إجراء اختبار نزيه للرأى العام مع تعرض بريطانيا لهجمات يومية وانخراطها فى حرب عالمية.
وكان من المقرر ان تعقد أوكرانيا انتخابات برلمانية أواخر العام الماضى، وانتخابات رئاسية فى مارس 2024. إلا أن مقدمة القانون العرفى الذى تم فرضه فى أعقاب العملية العسكرية الروسية يعنى عدم القدرة على إجراء انتخابات حاليا.
