كشفت وكالة الفضاء المصرية عن أحدث الصور عالية الدقة التقطها القمر الصناعى "مصر سات 2"، والتى تمثل طفرة تقنية ورؤية مستقبلية تسهم فى دفع عجلة التنمية والابتكار فى مصر والعالم العربى.
الصور الملتقطة تضمنت صور لحي المال والأعمال بالعاصمة الإدارية – الحى الإدارى بالعاصمة الإدارية – المدينة الأولمبية بالعاصمة الإدارية - قناة السويس – الأهرامات).
الحي الإداري بالعاصمة الإدارية
أكدت وكالة الفضاء، أن هذه الصور تعد أكثر من مجرد لقطات فضائية؛ فهى أدوات حيوية تستخدم فى مجالات عديدة مثل الزراعة، وإدارة الموارد الطبيعية، والتخطيط العمرانى، ومراقبة البيئة، وتوفير البيانات الدقيقة لصناع القرار.
وعن هذه الصور قالت وكالة الفضاء:
تابعونا فى رحلتنا الاستكشافية عبر الفضاء، حيث نجمع بين العلم والتكنولوجيا لرسم خريطة جديدة لمستقبل مصر والعالم بأسره. فى كل صورة، قصة، وفى كل بيكسل، بيانات تثرى حياتنا ومعرفتنا. انضموا إلينا، واستمتعوا برؤية الأرض كما لم تروها من قبل، عبر القمر الصناعى "مصر سات 2".
ما هى تفاصيل القمر الصناعى مصر سات 2؟ وما هى أدواره وكيف يمكن لمختلف الجهات الاستفادة من الصور الملتقطة من خلاله ؟ وما دور المهندسين المصريين فى إدارته وتلقى بياناته وتحليلها، كل هذه التساؤلات كشف عنها الدكتور شريف صدقى الرئيس التنفيذى لوكالة الفضاء المصرية.
فى البداية أكد الدكتور شريف صدقى، أن هذا القمر جاء فى ضوء الشراكة الاستراتيجية التى تجمع حكومتى جمهورية مصر العربية وجمهورية الصين الشعبية والتعاون المثمر والبناء بين البلدين الصديقين، حيث تم إطلاق القمر الصناعى "مصر سات 2" من قاعدة إطلاق تيوتشان بمدينة تيا أكوان فى تمام الساعة الثانية عشرة من ظهر يوم الرابع من ديسمبر 2023 بتوقيت الصين، وذلك فى إطار اتفاقية التعاون الفنى والاقتصادى بين الجانبين.
وأضاف الرئيس التنفيذى لوكالة الفضاء المصرية، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن فريق من مهندسى وكالة الفضاء المصرية شارك مع فريق من الخبراء الصينيين فى كل مراحل تصميم وتصنيع القمر، ونجح الفريق المصرى فى تنفيذ أحد مكونات القمر بالكامل وبالتالى يكون لدى مصر أول منتج مصرى يطلق فى الفضاء.
ولفت إلى أنه تم تجميع وتكامل واختبار النماذج المختلفة للقمر الصناعى بمركز التجميع والتكامل والاختبار بوكالة الفضاء المصرية، والذى يعد الأكبر من نوعه فى أفريقيا والشرق الأوسط، وتم تأسيسه فى إطار الشراكة الإستراتيجية بين مصر والصين.
والقمر الصناعى "مصر سات 2" يخدم أهداف التنمية المستدامة للدولة المصرية وذلك من خلال استخدام تكنولوجيا التصوير الفضائى فى دعم تطوير مجالات حيوية ومنها على سبيل المثال لا الحصر الزراعة، استكشاف الثروات المعدنية، تحديد مصادر المياه السطحية، التنمية العمرانية ومتابعة المشروعات القومية للدولة المصرية ودراسة تأثيرات التغير المناخى على البيئة بما يساهم فى دعم الاقتصاد المصرى، فضلًا عن تعزيزه لدور مصر الريادى من خلال توفير البرامج التدريبية الهادفة لتأهيل الكوادر المتخصصة فى القارة الإفريقية والشرق الأوسط وإمدادها بالبيانات الفضائية.
ويعد إطلاق القمر الصناعى "مصر سات 2" هو أحد العلامات البارزة فى مسيرة التعاون المصرى الصينى الناجح فى شتى المجالات خاصة فى مجال تكنولوجيا الفضاء، وخطوة هامة فى إطار الرؤية المصرية لتوطين الصناعات المتطورة مثل صناعة الأقمار الصناعية فى جمهورية مصر العربية وذلك اتساقًا مع توجيهات السيد رئيس الجمهورية فى تنفيذ أولويات الأهداف الاستراتيجية للدولة المصرية.
ومؤخرًا تم توقيع بروتوكول استلام مصر تشغيل القمر الصناعى "مصر سات 2" وتشغيله من خلال المتخصصين بوكالة الفضاء المصرية، حيث جرى التوقيع على البروتوكول مع لى جون، ممثل وكالة الفضاء الصينية.
الأهرامات
ودور "مصر سات 2" فى دعم الاستخدامات السلمية للفضاء، وتعزيز التنمية المستدامة للبلاد، من خلال توفير صور فضائية دقيقة تصل إلى 2 متر، مما يسهل على الحكومة المصرية تحديد مسارات المياه وتغيرات الشواطئ ومتابعة الزراعات، بالإضافة إلى كشف التعدي على الأراضى وغيرها من التطبيقات الحيوية ومتابعة التغيرات فى البيئة وتحديد احتياجاتها بدقة وفعالية.
قناة السويس
وكشف الدكتور شريف صدقى أنه يتم حاليا العمل على إمكانية مد الجهات المعنية فى الدولة بصور فضائية بدقة 2 متر أو أكثر، قائلا: "نحن بصدد عمل بروتوكول مع وزارة التخطيط وهيئة التنمية الاقتصادية حيث ستقوم وزارة التخطيط والتنمية الإقتصادية بمد كافة الجهات فى الدولة بما تحتاجه من صور مرئيات الأقمار الصناعية ذات دقة تصوير أرضى 2 متر أو أكثر تحصل عليها من خلال هذا البروتوكول مما سيوفر على الدولة تدبير الكثير من النفقات من العملة الصعبة نظير الحصول على مثل هذه الصور الفضائية من الجهات الخارجية".