كانت متعة الفنان الهولندي العالمي فان جوخ في المنزل هي تدخين الغليون وتناول القهوة، وهذا ما يفسر إبريق القهوة البارز الذي تم تصويره في لوحة ساكنة أنجزها في مطبخ البيت الأصفر الذى عاش فيه بفرنسا وقد اشترى الوعاء قبل بضعة أيام فقط للمساعدة في تجهيز منزله الجديد في آرل ثم رسم الحياة الساكنة مع إبريق القهوة في الفترة من 16 إلى 17 مايو 1888، أي في اليومين اللذين كانت السماء تمطر فيهما وكان بحاجة إلى العمل في الداخل.
في البيت الأصفر الذى عاش فيه بفرنسا حصل فنسنت فان جوخ على منزل مناسب خاص به، بعد أن عاش لسنوات في سكن مشترك أو غرف مستأجرة متواضعة وكتب إلى شقيقه ثيو في 10 مايو 1888، وذكر أنه "اشترى ما أحتاجه لإعداد القليل من القهوة أو المرق في المنزل، وكرسيين وطاولة".
لعبت القهوة دورًا مهمًا في حياة فينسنت فان جوخ المنزلية وبعد شهر من الانتهاء من اللوحة، كتب إلى أخته ويل، معترفًا فيها بأنه يشرب "كميات كبيرة من القهوة السيئة"، مستمتعًا "بتأثيرها المبهج" وأشار في رسائل إلى شقيقة ثيو كما ذكر موقع أرت نيوز إلى أهمية "الغليون أو القهوة السوداء وفي وقت لاحق من ذلك العام، أوصى صديقه الفنان الباريسي إميل برنارد بأنه ينبغي على المرء أن "يدخن غليونه ويشرب قهوته بسلام"، حتى يتمكن من الرسم بشكل جيد.
يتكون الوعاء المطلي باللون الأزرق الداكن في لوحة فان جوخ من جزأين: يُسكب الماء المغلي في الجزء العلوي الضيق، مع وضع بقايا القهوة في الأسفل في مرشح معدني داخلي، ثم يقطر المشروب في الوعاء المنتفخ.
استخدم فان جوخ المطبخ الخلفي في الطابق الأرضي من البيت الأصفر كاستوديو خاص به، لذلك كان من السهل تسليم جميع لرسم لوحة الحياة الساكنة وإلى جانب إبريق القهوة، يوجد إبريق حليب باللونين الأزرق والأبيض، والذي حددته مؤرخة الفن ألكسندرا فان دونجن على أنه يعود إلى أواخر القرن التاسع عشر من مصنع Sarreguemines.
يظهر في اللوحة فنجانان من القهوة، مما يشير إلى احتمال وصول زائر، اللون الأزرق الملكي الموجود على اليسار له حواف ذهبية والكوب المزخرف الموجود على اليمين، والموجود على طبق خزفي برتقالي، هو من الخزف الصيني العصري الذي يعود تاريخه إلى أواخر القرن التاسع عشر، وكذلك الإبريق الكبير الموجود على اليمين وهناك برتقالتان وثلاثة ليمونات تكمل التكوين الفني.
لوحة فان جوخ
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة