كانت رحلة الإسكندر الأكبر إلى مصر القديمة خلال منتصف القرن الرابع قبل الميلاد بمثابة لحظة محورية في التاريخ، تميزت بالتقارب العميق بين الحضارات وعلى الرغم من تاريخ مصر الطويل، الذي يمتد لآلاف السنين فإن مصر كانت خاضعة للحكم الفارسى بحلول وقت وصول الإسكندر ومع ذلك، فقد اختلف نهجه بشكل ملحوظ عن نهج الغزاة السابقين.
عند دخوله مصر، لم يُقابل الإسكندر بالعداء، بل تم الترحيب به كمحرر محتمل من قبل الشعب المصري حيث لعب احترامه الاستراتيجي للعادات المحلية والمعتقدات الدينية دورًا حاسمًا في تشكيل هذا الاستقبال وفقا لموقع ancient origin.
والدليل تكريمه لثور أبيس المقدس في ممفيس ما جسد فهمه لأهمية الممارسات الدينية المصرية ومن خلال دمج نفسه في هذه التقاليد، سعى الإسكندر إلى إقامة علاقة مع الشعب المصري وتقديم نفسه كحاكم محسن وليس طاغية منتصرًا.
علاوة على ذلك، أكد ترميم الإسكندر للمعابد والآثار المصرية التزامه باحترام التراث الثقافي للبلاد وعكست أفعاله فهمًا دقيقًا للدبلوماسية الثقافية، بهدف سد الفجوة بين الغزو المقدوني والحضارة المصرية.
ويقول عبد الرحمن الرافعي في كتاب تاريخ الحركة القومية في مصر القديمة من فجر التاريخ إلى الفتح العربي: وقد ابتهج المصريون لهزيمة الفرس، ورأوا في الإسكندر بادئ الأمر منقذًا لهم من الاحتلال الفارسي، ولم يكونوا لينسوا أن الفرس قد انتزعوا عرش مصر من آخر ملوك الفراعنة وأقاموا حكمًا أجنبيًّا بغيضًا امتهَنَ كرامة بلادهم، مما حفزهم إلى الثورة عليه ثلاث مرات.
احترم الإسكندر ديانة المصريين، وعاداتهم وتقاليدهم ولم يكتفِ بذلك، بل توَّجَ نفسه تتويجًا فرعونيًّا في معبد "بتاح" بمدينة "منف"، وقلد الفراعنة الأقدمين فيما كانوا يفعلون عند اعتلائهم عرش مصر.
وإذ كان المصريون يرمزون بالكبش المقدس إلى الإله آمون، فقد أمر الإسكندر أن تُبرز في صوره قرنا "آمون" من قمة رأسه ولعل هذا التصوير هو الذي جعل بعض مؤرخي العرب يسمُّونه الإسكندر ذي القرنين.
وامتدت الحقبة اليونانية فى تاريخ مصر لنحو ثلاثة قرون، فبعد أن نجح الإسكندر المقدونى فى هزيمة الفرس فى آسيا الصغرى فتح مصر عام 332 ق.م وطرد منها الفرس، توج الإسكندر نفسه ملكاً على منهج الفراعنة ووضع أساس مدينة الإسكندرية ثم زار معبد آمون فى واحة سيوة والذى كان يتمتع بشهرة عالمية واسعة فى ذلك الوقت .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة