صبيحة دفن الرئيس الإيرانى إبراهيم رئيسى، ورفاقه، الذين قضوا فى حادث تحطم مروحية فى شمال غرب اللاد، بات السؤال الحالى، بعد استعداد طهران لاجراء انتخابات رئاسية لاختيار خليفة الرئيس الراحل، والإعلان عن جدول زمنى لهذا الاستحقاق، فخلال 50 يومًا سيكون لطهران رئيسًا جديدا، وقد يأتى من معسكر سياسى مشابه أو غير مشابه لرئيسى، كل هذا قد يؤثر على تجاهات السياسة الخارجية والداخلية للدولة الإيرانية.
الداخل الإيرانى
فى الداخل الإيرانى، بدأ المرشد الأعلى آية الله على خامنئى، فى ترتيب الأوراق باكرا حتى قبل الإعلان عن العثور على الطائرة ووفاة الرئيس، وكان ذلك واضحا خلال تصريحه الذى أدى له عقب ساعات قليلة من فقدان الطائرة، حيث دعا الإيرانيين إلى عدم القلق، مؤكدًا: "شئون الدولة لن تتعطل" وفقا لتصريح نقلته وكالة أنباء فارس.
غياب رئيسى ولن يؤدى على الأرجح إلى تغيير كبير فى اتجاه البلاد، بحسب ما يقول المحللون وفقا لما قالته صحيفة واشنطن بوست، لكن على مستوى المشهد الداخلى بين المعسكريين المحافظ والإصلاحى، فإن وفاة رئيسى ستغير ميزان القوى بين الفصائل داخل الجمهورية الإسلامية وفقا لموقع ذا أتلانتيك.
من تداعيات غياب رئيسى أيضا، بحسب أتلانتيك، هو احتمالية أن يصير قاليباف وهو رئيس مجلس الشوى الإسلامى الان، رئيسا جديدا للبلاد، لأن طموح قاليباف ليس جديدًا على أحد فقد ترشح للرئاسة عدة مرات، بدءًا من عام 2005. يعد قاليباف أكثر من كونه تكنوقراطًا بدلًا من كونه أيديولوجيًا، وكان قائدًا فى الحرس الثورى الإيرانى خلال الحرب العراقية الإيرانية، ومن المحتمل أن يحظى بدعم من داخل صفوفه، وتميزت فترة عمله الطويلة كعمدة لطهران (2005-2017) بدرجة من الكفاءة.
وقال مسؤول مقرب من الرئيس السابق روحاني: "مشكلة قاليباف هى أنه يريد ذلك بشدة. الجميع يعرف أنه ليس لديه مبادئ وسيقوم بأى شيء من أجل السلطة".إذا سجل قاليباف للترشح فى انتخابات رئاسية تم تنظيمها بسرعة، فقد يجد مجلس صيانة الدستور صعوبة فى رفضه، نظرًا لارتباطاته العميقة بهياكل السلطة فى إيران.
الساحة الدولية
يقول على فايز، مدير مشروع إيران والمستشار البارز فى مجموعة الأزمات الدولية، إن قواعد اللعبة القديمة بين إسرائيل وإيران تغيرت. والقواعد الجديدة لم يتم تأسيسها بشكل كامل. وأشار إلى أن وفاة رئيسى إضافة عدم يقين إلى حالة الغموض القائمة بين تل أبيب وطهران، مما يزيد من مخاطر الحسابات الخاطئة.
من ناحية أخرى، قال حميد رضا عزيزى، الزميل الزائر فى المعهد الألمانى للشئون الدولية والأمنية عن المخاوف المتعلقة بان إسرائيل وآخرين قد يستغلون وفاة رئيسى فرصة للتخطيط لهجوم على إيران يمكن أن يؤدى إلى إحساس بالضعف فى البلاد، وداخليا سيزداد القمع. ففى الفترة التى ستسبق موعد الانتخابات القادمة، سيكون هناك سيطرة أشد على الأنشطة السياسية والاجتماعية ومزيد من الحكم الأمني.
ويقول عزيزى، إنه أيا كانت التداعيات المحلية الناجمة عن وفاة ؤئيسى، فلا يوجد مؤشرات كبير على أن دور إيران الإقليمى، ومواجهتها مع إسرائيل وتركيزها على تحسين علاقتها مع جيرانها العرب يمكن أن يتغير فهذه السياسات يضعها المرشد وينفذها الحرس الثورى.
الملف النووى
يرى دكتور محمد عباس ناجى الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجى: "لم تكن إيران، على ما يبدو، متعجلة فى الوصول إلى صفقة نووية جديدة تنقذ هذا الاتفاق، فقد فضلت إيران الانتظار إلى حين استشراف ما سوف تؤول إليه الانتخابات.. ورأى فى مقال له فإن إيران تعتبر أن تجديد ولاية بايدن معناه تعزيز فرص إجراء مفاوضات جديدة وإبرام صفقة نووية، تعتبر إيران أن تجديد ولاية بايدن معناه تعزيز فرص إجراء مفاوضات جديدة وإبرام صفقة نووية.
لكن هذا التصور ربما يتغير بعد غياب الرئيس إبراهيم رئيسى عن المشهد السياسى بعد وفاته مع وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، بحسب ناجى، وأن وقوع كارثة مروحية رئيسى، قد يدفعها إلى التفكير فى إعادة تحديث أسطولها المدني.. لذا فإذا كانت ترى أن التفاوض مع بايدن قد يمنحها صفقة نووية جديدة تتضمن امتيازات عديدة اقتصادية وتكنولوجية واستراتيجية، من بينها تعزيز قدرتها على تحديث أسطول طيرانها المدنى، فإنها ترى أن التفاوض مع ترامب قد يُحصِّنها من الولوج فى خيارات أصعب بكثير، مثل الانخراط فى حرب مباشرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة