"من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا" شعار رفعه العاملون بهيئة الإسعاف المصرية، من خلال العمل بأسرع شكل ممكن والانتقال فى أقل وقت لإنقاذ الأرواح ونقلها لأقرب مستشفى مع تقديم الإسعافات الممكنة لإنقاذ حياة تلك الأرواح، ولم يقتصر عملهم على هذا الموقف البطولى فقط بل امتد أيضا ليشمل حفظ الأمانات الخاصة بالمرضى والمصابين وردها إلى أصحابها، كما حثنا الدين الحنيف "ردوا الأمانات إلى أهلها".
"إحنا بنعامل ربنا.. ومش منتظرين شكر من عبد".. هذا هو ما قدمه النموذج المشرف من هيئة الإسعاف المصرية، وهما المسعف محمد سعيد، والسائق ماجد عبد الشافى، بإسعاف القليوبية، اللذين حتمت أمانتهما على سرعة نقل اثنين من المصابين بحادث مرورى على طريق القاهرة الإسكندرية الزراعى بمنطقة قليوب بمحافظة القليوبية، بعد ورود بلاغ لهما، وبعد نقل المصابين من السيارة المتسببة بالحادث لسيارة الإسعاف، وأثناء بحثهما عن أية أوراق إثبات شخصية بهما، عثرا على مبلغ مالى كبير.
وقال محمد سعيد مسعف بالقليوبية، خلال حديثه لـ "اليوم السابع"، إنه فور ورود بلاغ من غرفة العمليات، انتقل على الفور رفقة السائق ماجد عبد الشافى، لمكان الحادث، وتبين إصابة شقيقين بإصابات بالغة، كما أن أحدهما كان فاقدا للوعى تماما، والآخر لديه نسبة وعى ضعيفة جدا، فتم على الفور نقلهما لسيارة الإسعاف، وأثناء البحث عن أية أوراق ثبوتيه تفسد فى تحقيق شخصيتهم، عثر السائق على مبلغ مالى كبير، تم نقله على الفور لسيارة الإسعاف وحفظه كأمانات، وتم نقل المصابين للمستشفى.
وتابع، أنه تم عمل الإجراءات الطبية اللازمة أولا للمصابين ودخولهما للعمليات، كان هناك أحد الأشخاص انتقل خلفهم للمستشفى وأدعى صلة قرابة بينه وبين المصابين للحصول على المبلغ، لكن لم يتم تسليم المبلغ له، وتم التواصل مع أحد أهلية المصابين "نجل عمتهم"، وتم التأكد من هوية وصلة القرابة بعد تأكيد أحد المصابين تم تسليم الأمانة فى محضر تسليم أمانات رسمى بعد معرفة المبلغ بالكامل وكان 110 آلاف جنيه.
وأوضح السائق ماجد عبد الشافى، أن شعارهم فى العمل "من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا"، كما أن هذه أمانة بين يد الله وتوجب عليهم حفظها وهذا ما تعلموه طوال فترة عملهم بهيئة الإسعاف المصرية، مشيرا إلى أن عملهم علمهم ألا ينتظروا شكر من أحد وأن هذا واجبهم المقدس الذى يؤدونه بكل حب وإقبال على العمل.
وأضاف سائق الإسعاف، أن مثل هذه الوقائع حدثت معهم كثيرا طوال فترة عملهم بهيئة الإسعاف المصرية، حيث استطاع من قبل رد مبلغ تجاوز الـ90 ألف جنيه، وأنه تم التواصل مع محمد جمال مشرف النموذج بمنطقة قليوب، وتم الإرشاد بكافة خطوات تسليم الأمانات من خلال حصر كامل المبلغ وعده بالكامل، وإثبات اية أمانات أخرى ما بين هواتف محمولة أو ساعات وغيرها من المتعلقات الخاصة بالمصابين وإثباتها حال تسليمها لذويهم.
أثناء انتقالهما للبلاغ
أثناء حديثهما لليوم السابع
المسعف والسائق