انطلق المؤتمر العلمى السابع للمعهد القومى للملكية الفكرية بجامعة حلوان تحت رعاية الدكتور السيد قنديل رئيس الجامعة، وريادة الدكتور عماد أبو الدهب نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث.
وأوضح الدكتور السيد قنديل على أن الجامعة أولت ملف الملكية الفكرية اهتماماً بالغاً هذا العام، حيث نظمت أكثر من 20 ورشة تدريبية لطلاب كليات الهندسة والفنون الجميلة والتطبيقية والحاسبات والذكاء الاصطناعى وبرنامج الأسواق المالية بكلية التجارة الخارجية لتعليم الطلاب كيفية تسجيل أفكارهم التى صاغوها فى مشروعات تخرجهم، كما أن الجامعة ولأول مرة تنشأ سجلاً رقمياً لتسجيل مشروعات التخرج بأسماء الطلاب، وتقدم خدمة الافادة بنسبة تلك الحقوق لأصحابها من جانب الجامعة تمهيداً لاتخاذ إجراءات تقديم الحماية القانونية للأفكار التى تستحق الحماية فى مكاتب الملكية الفكرية بأسماء أصحابها ونسبها إلى جامعة حلوان كذلك، ويتم ذلك بمعرفة وحدة الملكية الفكرية التابعة للمعهد وتستكمل الجامعة مسيرة الاهتمام بملف الملكية الفكرية من خلال تنظيم هذا المؤتمر لمناقشة أربعون بحثاً فى مجال الذكاء الاصطناعى ومستقبل الملكية الفكرية.
وأشاد رئيس جامعة حلوان بدور المعهد القومى للملكية الفكرية والذى يعد مؤسسة متفردة بحثية ومرجعية وطنية متخصصة فى مجال الملكية الفكرية معترف بتميزها إقليمياً ودولياً، ويستهدف أن يكون موكلاً لإنجاز البحوث ورسائل الماجستير والدكتوراه وبيت خبرة واستشارات متخصص يقدم برامج تدريبية لإعداد خبراء متمرسين فى مجال الملكية الفكرية ويوفر خدمة العدالة بطريق التحكيم والوساطة لتسوية منازعاتها.
وأكد الدكتور عماد ابو الدهب خلال كلمته على أهمية تطوير برامج الدراسات العليا بالجامعة لتستوعب التطورات العلمية المذهلة ومنها الذكاء الاصطناعى وربطه بالملكية الفكرية، مفيداً أن تطبيقات الذكاء الإصطناعى تعد هى السمة المميزة لهذا العصر حيث تداخلت هذه التطبيقات فى كل المجالات بلا استثناء بداية من الاقتصاد والمعاملات المالية مرورا بالصناعة والتجارة والطب والقضاء وغيرها حتى أنها قد تدخل أيضا فى مجال الفنون وفى مجال البحث العلمى وهو ما ساعد كثيرا فى منظومة بحث نسب الإقتباس بالأبحاث التى تنشر.
وأوضح الدكتور أبو الدهب انه كل يوم ينمو الاعتماد على الذكاء الإصطناعى وبشكل أكبر لطرح مجموعة من الحلول لكثير من القضايا والإشكالات وفتح قطاعات وآفاق جديدة للتحديات المستجدة التى تواجه البشر فى حياتهم اليومية، كل هذا التطور المتنامى وبشكل سريع وخيالى يتطلب حماية قانونية شاملة تتنامى ايضا وتتسارع بشكل وآلية يجب أن تواكب فيه نفس سرعة التطور فى إنتاج تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
ولان تطبيقات الذكاء الاصطناعى ومجالاته هى نتاج مجهود بشرى وفكرى نجح فى استخدام الأدوات والبرمجيات الحديثة لإخراج منتج على شكل تطبيق لتيسير العمل بالمجالات المختلفة فإنه من المهم أن تتولد عن هذا النتاج والمجهود حقوق ملكية فكرية للمبدعين الذين أنتجوا هذه التطبيقات.
مؤكداً على أهمية تعديل تشريعات حماية الملكية الفكرية القائمة وإعداد التشريعات اللازمة لتتوافق مع النمو الهائل فى تطبيقات الذكاء الاصطناعى حماية لها ومبدعيها ولصناعة غد مشرق تتوازى فيه الحقوق مع الواجبات.
وأشار الدكتور حسام رفاعى نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب إلى أن الجامعة حريصة على تنظيم مؤتمر علمى لمناقشة الجديد فى الملكية الفكرية، واليوم يأتى المؤتمر فى نسخته السابعة لمناقشة التحديات التى تواجه حماية الملكية الفكرية فى ضوء تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
كما أوضح الدكتور وليد السروجى نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة على أهمية البعد الاقتصادى للملكية الفكرية ودورها فى تحقيق متطلبات التنمية المستدامة لمصر 2030.
وأشار الدكتور ياسر جاد الله عميد المعهد القومى للملكية الفكرية ورئيس المؤتمر إلى أن الاستثمارات فى الذكاء الاصطناعى وصلت إلى ما يقارب 500 مليار دولار خلال أخر سنتين، وأنه من المتوقع أن تصل القيمة المضافة لتلك الاستثمارات عالمياً ما يقرب من 7 تريليون دولار، وهو ما يوضح الأهمية الاقتصادية لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، وأوضح أن موضوع الذكاء الاصطناعى ليس بجديد وإنما الجديد هو التعامل مع حجم ضخم من البيانات التى يصعب على العقل البشرى تحمل تناوله وتحليله، مما ترتب عليه أهمية التوصل إلى تقنيات حديثة يمكنها أن تحاكى العقل البشرى يمكنها دراسة وتحليل تلك البيانات والوصول لمخرجات مهمة تفيد البشرية وتقدم لها الكثير والكثير، وأكد على أن قوانين الملكية الفكرية لم تعد كافية للتعامل مع تطورات الذكاء الاصطناعى، وأنها فى حاجة للتطوير، كما يرى أن قيام تطبيقات الذكاء الاصطناعى بإجراء تحليلات وافية للعديد من الدراسات فى وقت قصير جداً، يجعل من الضرورة عدم اضفاء أى نوع من أنواع الحماية لتلك العمل، وترك الحماية القانونية لما هو جديد ومستحدث بفعل العقل البشرى الذى سوف ينتصر فى النهاية مهما بلغت قوة العقل الاصطناعى، ولكن لابد من التعامل الحذر مع هذا الأمر، والتمهل عند اصدار تشريع يخصه، مع ضرورة فهم المفاهيم المختلفة لمصطلحات الذكاء الاصطناعي، وأن يجلس رجال العلم مع القانونين وغيرهم للوصول إلى تشريع ملائم ومنظم يخدم فى النهاية صالح الاقتصاد المصري.
وناقش اليوم الأول عدد من البحوث التى تناول بعضها تأثير الذكاء الاصطناعى على العلامات التجارية للباحثة سمر عودة، وموضوع حماية الملكية الفكرية وأنظمة الذكاء الاصطناعى للباحث أحمد محمد عبد العزيز، وموضوع المسئولية التقصيرية لاستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعى التوليدى للباحث محمد المهدى، وموضوع التصميم بالذكاء الاصطناعى وأثره على حماية الصناعات التراثية للباحث عمرو غراب، والتكييف القانونى لتقنيات الذكاء الاصطناعى للباحث أيمن سراج، وأحكام حماية الملكية الفكرية وأنظمة الذكاء للباحث محمد مسعود، والعلاقة بين الذكاء الاصطناعى وحقوق الملكية الفكرية للباحث أحمد حمدي، ودور الأمن السيبرانى فى حماية حق المؤلف فى ظل تطبيقات الذكاء الاصطناعى للباحثة روجينا رؤوف، ودور حماية الملكية الفكرية فى تطور علم الأمراض البيطرية الرقمى فى عصر الذكاء الاصطناعى للدكتور أحمد فتوحؤ وشطب التصميمات والنماذج الصناعية للمهندسة أسماء حسين، وصفة المتصرف فى الابداعات والابتكارات الصناعية الناتجة عن الذكاء الاصطناعى للباحث كوبال الشاذلى، وموضوع تأثير الذكاء الاصطناعى على حماية المؤشر الجغرافى للصناعات التقليدية للباحثة نانسى حمدى، وشارك كل من الدكتور شريف عبد السلام وكيل كلية الفنون التطبيقية، وترأس الجلسة الأولى الدكتور فادى مكاوى دكتور القانون الجنائى بكلية الشرطة وكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر.
وتضمن اليوم الثانى مناقشة تحديات الشركات الناشئة المعتمدة على الذكاء الاصطناعى فى عملياتها فى إطار حماية حقوق الملكية الفكرية، الدور المتنامى للذكاء الاصطناعى فى مجال الطاقة، الأثر القانونى للذكاء الاصطناعى فى حماية العلامة التجارية، تطبيقات الذكاء الاصطناعى وتأثيرها على منح التراخيص باستغلال أصناف نباتية جديدة، الشخصية القانونية للذكاء الاصطناعى فى ضوء حقوق الملكية الفكرية، تطبيقات الذكاء الاصطناعى وحماية حق المؤلف، تأثير الذكاء الاصطناعى على إدارة وحماية حقوق الملكية الفكرية، تأثير تقنيات الذكاء الاصطناعى على براءات الاختراع، معايير تحديد الاصالة فى المصنفات المؤلفة بواسطة تطبيقات الذكاء الاصطناعى، الذكاء الاصطناعى ومستقبل فن صناعة الأثاث فى مصر، صفة المتصرف فى الابداعات والابتكارات الصناعية الناتجة عن الذكاء الاصطناعى، استراتيجيات الحماية القانونية للعلامات التجارية الخاصة بشركات الأزياء وكيفية حماية المحتوى الذى يولده الذكاء الاصطناعى وفقاً للطبعة الثانية عشرة من تصنيف نيس الدولي، دور الذكاء الاصطناعى فى توريق أصول الملكية الفكرية، الأدلة الجنائية الرقمية من حيث أهميتها ودورها فيما يتعلق جرائم الأمن السيبرانى والذكاء الاصطناعى، الذكاء الاصطناعى ودوره فى طرق التدريس، استخدام مصلحة التسجيل لتطبيقات الذكاء الاصطناعى فى عمليات فحص العلامات التجارية، آثار الذكاء الاصطناعى على حماية حق المؤلف، تأثير الذكاء الاصطناعى على حماية المؤشر الجغرافى للصناعات التقليدية.
وعلى هامش المؤتمر تم توقيع مذكرة تفاهم مع نقابة المهن السينمائية بمصر برئاسة الأستاذ مسعد فودة نقيب المهن السينمائية ورئيس الاتحاد العام للفنانين العرب، والذى يركز على تقديم الدورات التخصصية وبرامج دراسات عليا متخصصة فى مختلف فروع الملكية الفكرية للسادة أعضاء النقابة لإتاحة المجال أمامهم فى إنماء معارفهم وخبراتهم بقضايا ومشكلات حماية واستغلال حقوق الملكية الفكرية من المنظور القانونى والاقتصادي.
كما تم تكريم بعض خريجى المعهد من حملة الماجستير والدكتوراه فى الملكية الفكرية.