في خضم الأزمة الإنسانية التى يشهدها جنوب البرازيل بسبب الفيضانات الناجمة عن الأمطار الغزيرة والمتواصلة، أفادت وزارة الصحة البرازيلية فى نشرتها الرسمية أن عدد الوفيات بسبب مرض حمى الضنك تجاوز حاجز الثلاثة آلاف.
وأوضحت صحيفة أو جلوبو البرازيلية أن عدد الوفيات المسجلة، والذى بلغ 3.039، لا يشمل 2.679 حالة وفاة لا تزال قيد التحقيق، والفئة العمرية الأكثر تضررا هى من 20 إلى 29 عاما، بينما توجد أكثر من 935 ألف حالة إصابة محتملة.
ورغم انخفاض عدد الوفيات بعد نهاية الصيف، إلا أن الموسم الذى ظروفه مواتية لانتشار الزاعجة المصرية - البعوض الناقل - وزيادة هطول الأمطار ودرجات الحرارة بسبب ظاهرة النينيو، يثير قلق السلطات.
وبين الخميس والجمعة من الأسبوع الماضى، أدت العواصف القوية إلى تفاقم الفيضانات فى جنوب البرازيل. وفى منطقة بورتو أليغرى، وصل منسوب المياه فى نهر جوايبا إلى 4.05 متر، أى أكثر من 10 سنتيمترات فوق مستوى 3.93 متر.
وارتفع عدد ضحايا الفيضانات التى ضربت جنوب البرازيل إلى 165 شخصا، بحسب آخر حصيلة قدمها الدفاع المدنى فى ولاية ريو جراندى دو سول، مشيرة إلى أنه عدد المصابين وصل إلى 806 أشخاص، وهناك 64 مفقودا، بالإضافة إلى أكثر من 581 ألف مواطن فقدوا منازلهم.
وأشارت صحيفة أو جلوبو البرازيلية، إلى أنه وفقا للتقرير فإن هناك 469 بلدية متأثرة بالفيضانات، مع زيادة عدد الوفيات والمصابين بسبب المياه الملوثة للفيضانات.
من جهتها، أشارت الوكالة الوطنية للمياه إلى أن منسوب المياه فى نهر جوايبا انخفض بمقدار 17 سم خلال 12 ساعة، لكنه لا يزال يتجاوز 4 أمتار، ما يعنى أن عدة مناطق من عاصمة ولاية ريو جراندى دو سول، بورتو أليجرى، لا تزال تعانى من انخفاض مستوى المياه.
وحذرت مجموعة من الباحثين من معهد البحوث الهيدروليكية التابع لجامعة ريو جراندى دو سول الفيدرالية من فيضانات دائمة، مع استمرار ارتفاع المستويات خلال الأيام المقبلة.
ويقول تقرير الباحثين: أنه من المفترض أن ترتفع مستويات الجويبة بسبب الرياح المتوقعة والحفاظ على المستويات بسبب الأمطار التى حدثت بالفعل هذا الأسبوع والأمطار المتوقعة الأسبوع المقبل، مما يؤدى إلى إطالة أمد الفيضانات.
وحذرت السلطات الصحية فى الدولة الواقعة فى أمريكا الجنوبية من أنه يجرى التحقيق فى أكثر من 800 حالة يشتبه فى إصابتها بداء البريميات فى مخيمات اللاجئين فى ريو جراندى دو سور.
وبحسب وزارة الصحة، تم تأكيد حوالى 54 حالة إصابة بالمرض هذا الشهر، وتوفى ما لا يقل عن أربعة أشخاص بسبب الفيروس وما زالت أربع حالات أخرى مشتبه بها قيد التحقيق.
وحذرت الهيئات الصحية من تضاعف الحالات بسبب ملامسة المياه الملوثة ببول الفئران والحيوانات الأخرى التى تعانى من المرض، ونظرا للوضع الصحى، أوصت السلطات السكان بالتماس العناية الطبية الفورية لأعراض مثل الحمى والألم والصداع وضعف الجسم.