كلما يأتي ذكرى ميلاد أو رحيل لرائد الفكر التنويري في مصر رفاعة رافع الطهطاوي أتذكر السؤال الذي سألته للفنان والنجم محمد رمضان في المؤتمر الصحفي الخاص بتكريمه في مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، ومفاجأته لي بالإجابة ، فقد سألته: ما الشخصية التي يحلم محمد رمضان بتجسيدها؟، وكانت إجابة محمد رمضان: نفسي أقدم شخصية رفاعة الطهطاوي، لما قرأته ووجدته من ثراء في حياة هذا المفكر.
اليوم 27 مايو هو ذكرى رحيل رفاعة الطهطاوي أحد رواد الفكر التنويري في مصر، الذي أتمني أن يصدق محمد رمضان ويقدم سيرته في مسلسل أو فيلم لينصف هذا الرجل الذي كان له دور كبير في النهضة الفكرية التي عاشتها مصر في عهد محمد علي باشا، فقد كان الطهطاوي من أهم الدعائم الفكرية التي قامت عليها النهضة التي أرادها محمد علي باشا في مصر، فدور الطهطاوي في حركة الترجمة وإنشاء مدرسة الألسن كان له الأثر الهام في نمو التطوير العلمي والثقافي مصر من خلال الاطلاع على ما وصلت إليه العلوم والثقافات المختلفة.
النجم محمد رمضان والكاتب الصحفي جمال عبد الناصر
وبالمناسبة حياة الطهطاوي تصنع دراما مشوقة وعصره وما عاصره من حكام شهد تطورات سياسية واجتماعية واقتصادية كثيرة، ورحلته من سوهاج بصعيد مصر إلي فرنسا ثرية بالأحداث، ثم عودته ومعاصرته للكثير من حكام مصر بداية من عصر محمد علي ثم إبراهيم باشا، ثم عباس حلمي الأول الذي نفاه إلي السودان، ثم جاء محمد سعيد باشا الذي عاد الطهطاوي إلى القاهرة في عهده ، وأسندت إليه عدة مناصب تربوية، فتولى نظارة المدرسة الحربية، ثم الخديوي إسماعيل، الذي أهداه 250 فداناً، ورحل هذا العالم الجليل والمفكر المستنير يوم 27 مايو عام 1873، في عهد الخديوي إسماعيل الذي حزن عليه كثيرا، ولذلك فمن الإنصاف تقديم مسلسل بإمكانيات هذا العصر وبإنتاج ضخم عن هذا الرجل العظيم .
أتمني من النجم محمد رمضان أن ينفذ وعده وينصف الطهطاوي ويقدم عملا عن حياته ومسيرته، ولن يندم بل سيحقق النجاح لأن حياة هذا الرجل كما أوضحت ثرية ومليئة بالأحداث الدرامية ، وأرشح لكتابة هذا المسلسل الكاتب الكبير عبد الرحيم كمال ويخرجه محمد ياسين ويقدم بطولته النجم محمد رمضان، خاصة أن الجمهور المصري والعربي بعد نجاح الحشاشين وتقديم شخصية حسن الصباح أصبح متشوقا برؤية الشخصيات المؤثرة في حياة الشعوب ورفاعة رافع الطهطاوي كان له تأثير كبير في حياة الشعب المصري والعربي .
