تعد لوحة العشاء الأخير أحد أبرز اللوحات التى قدمها الرسام العالمى ليوناردوا دافنشى، والتى وجدت على جدار غرفة الطعام بدير السيدة مريم فى ملانو، قام دافنشى بالانتهاء من اللوحة قرب نهاية القرن الخامس عشر لكنها أثارت الجدل على مدار سنوات بعد رسمها، وقد نفَّذ الفنان العالمى ليوناردو دافنشى لوحة العشاء الأخير بتكليف من منلودوفيكو سفورزا دوق مدينة ميلانو الإيطالية آنذاك، وتم عرض اللوحة مرة أخرى فى مثل هذا اليوم 28 مايو 1999 بعد 22 من الإصلاح والترميم.
استغرق دافنشى وقتًا طويلًا للانتهاء من اللوحة بسبب تفاصيلها الكثير، كما احتاجت كل هذه السنوات من الترميم بسبب لجوء دافنشى إلى التلوين المباشر على الحائط ليحصل على حرية أكبر فى تنويع الألوان، ولم يستعمل تقنية الفريسكو فى هذة اللوحة، وأدى ذلك إلى سرعة تلف اللوحة واحتياجها إلى عمليات ترميم متعددة كان أولها بعد عشرين عاما فقط من إنهائها.
وخضعت اللوحة بعد ذلك لسبع محاولات ترميم، كانت أولها في عام 1726 وآخرها في عام 1999، وكان الهدف منها حفظ أكبر قدر من عمل دافنشي وجهوده، مما أسفر عن 42.5% من سطح العمل هو من جهود ليوناردو دافنشي الأصلية، و40% إضافات المرمم، بينما فقدت اللوحة 17.5% من عمل دافنشي الأصلي، أي أن اللوحة فقدت جزءًا كبيرًا منها.
استخدام دافنشى للزيت على الجص الجاف أدى إلى سرعة دمار اللوحة، حيث بدأت اللوحة فعلاً بالتلف بحلول سنة 1500، وفى عام 1726 جرت محاولات لإعادتها إلى وضعها الأصلى إلا أنها باءت بالفشل.
وأسلوب ليوناردو دافنشى كان ظاهراً بشكل كبير فى هذه اللوحة، حيث قام بتمثيل مشهد تقليدى بطريقة جديدة كلياً، فبدلاً من إظهار الحواريين الإثنى عشر كأشكال فردية، قام بجمعهم فى مشهد ديناميكى متفاعل.
وصور السيد المسيح فى المنتصف معزولاً وهادئاً، وضمن موقع السيد المسيح قام برسم مشهد طبيعى على مبعدة من السيد المسيح من خلال نوافذ ضخمة مشكلاً خلفية ذات بعد درامي.