يعانى الكثير من الآباء والأمهات من أزمة المذاكرة مع أبنائهم، وأداء الواجبات المدرسية، فهى واحدة من أشقى المهام التى من الممكن أن يقوم بها ولى الأمر مع ابنه أو ابنته، وكثيرا من الأباء يفقدون أعصابهم، نتيجة تكاسل الأبناء أو عدم فهمهم أو تباطئهم فى أداء الواجبات الدراسية، وهو ما يجعل الأمر يتطور ليتسبب فى إيذاء الأطفال نتيجة الانفعالات الزائدة لدى الآباء.
فى الصين، قام أب بإلقاء ثمرة الرمان على ابنه، أثناء جلسة مذاكرة، حيث انهار الأب، فضرب الصبى بالثمرة، مما أدى إلى تمزق طحاله، وقد أثارت الواقعة نقاشا طويلا على مواقع التواصل الاجتماعى الصينية، حول التحلى بمزيد من الصبر كوالد.
وذكر تقرير لصحيفة Wenzhou Urban Daily أن الرجل، الذى يُدعى تشين، من مدينة ونتشو بمقاطعة تشجيانغ الشرقية، تولى مسؤولية مؤقتة لمساعدة ابنه فى واجباته المدرسية بينما كانت زوجته تعمل لوقت إضافى.
فقد الأب أعصابه عندما فشل الصبى، وهو تلميذ فى المرحلة الابتدائية الثالثة، يُدعى ليانغليانغ، فى فهم حل مسألة فى الرياضيات، ففقد الأب المحبط أعصابه والتقط رمانة من الطاولة وألقاها على الطفل فأصابه فى بطنه.
وصرخ الصبى من الألم عندما أصابته الفاكهة، لكن لا يبدو أنه تعرض لأى ضرر دائم. حتى اليوم التالى، وفى تلك المرحلة كان يشكو من آلام فى البطن وكان لا بد من نقله إلى المستشفى، حيث تم تشخيص تمزق الطحال.
أب يذاكر لطفله
وحذر الأطباء من أن الطحال يتمزق بسهولة، الأمر الذى قد يؤدى فى بعض الحالات إلى نزيف يهدد الحياة واحتمال الحاجة إلى إزالته، وأثار الحادث انتقادات على وسائل التواصل الاجتماعى فى الصين بسبب قلة صبر الوالدين.
قال أحد المتابعين موقع ويبو: "لقد دمر هذا الأب حياة ابنه! إن إزالة الطحال هى ضرر لا يمكن إصلاحه.. لو كنت هذا الطفل فلن أسامحه أبدا".. وقال آخر: "إنه يذكرنى عندما كنت طفلا عندما ألقى والدى جهاز التحكم عن بعد على.. كنت نصف مخدر فى ذلك الوقت"، وقال ثالث: "لماذا يجب أن يكون الآباء مسؤولين عن تعليم أطفالهم الواجبات المنزلية.. يجب أن تكون هذه مسؤولية المدرسة".
فى الصين، يُعاقب على التسبب فى إصابة خطيرة بسبب الإهمال بالسجن لمدة تصل إلى 3 سنوات، ومع ذلك، إذا لم تقم الضحية وعائلتها بالإبلاغ عن الحادث ولم تتدخل الشرطة، فسيتم وضع الأمر جانبا.
بالنسبة للحالات التى يمكن تحديدها على أنها عنف منزلى أو تشكل أعمالا إجرامية، حتى لو لم تقم الضحية أو أفراد الأسرة بإبلاغ الشرطة بشكل فعال، بمجرد اكتشاف هذا السلوك من قبل المنظمات أو الأفراد المعنيين، فإنهم يتحملون أيضًا مسؤولية الإبلاغ.
من الشائع فى الصين أن يقوم الآباء بتعليم أطفالهم الواجبات المنزلية، وفى عام 2020، قضى أولياء أمور طلاب المدارس الابتدائية ما متوسطه 7.19 ساعة أسبوعيا فى تدريس الواجبات المنزلية، وفقا لمسح تتبع الأسرة الصينى.
شعر أكثر من نصف الطلاب بأنهم مقيدون بسبب الدروس الخصوصية للوالدين، وفقًا لتقرير تطوير تعليم اللغة الصينية لعام 2020، وفى إبريل، فقدت أم محبطة من مقاطعة جيانغسو فى جنوب شرق الصين أعصابها أثناء مساعدة ابنها فى واجباته المدرسية، فحاولت ركله لكنها اصطدمت بالحائط، مما أدى إلى كسر إصبع قدمها، وفى سبتمبر 2021، أصيب رجل من مقاطعة هونان بوسط الصين بالغضب الشديد أثناء تدريس ابنته لدرجة أنه خلع فكه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة