لإعادته لرونقه الأثرى.. جامعة عين شمس تطور قصر الزعفران التاريخى.. التطوير يشمل قاعاته وطوابقه الثلاثة وفق أحدث النظم الحديثة.. وتاريخه كان شاهدا على المفاوضات المصرية البريطانية المعروفة بمعاهدة 1936

الأربعاء، 29 مايو 2024 01:00 م
لإعادته لرونقه الأثرى.. جامعة عين شمس تطور قصر الزعفران التاريخى.. التطوير يشمل قاعاته وطوابقه الثلاثة وفق أحدث النظم الحديثة.. وتاريخه كان شاهدا على المفاوضات المصرية البريطانية المعروفة بمعاهدة 1936 قصر الزعفران
كتب محمود راغب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 .. وإقرار ميثاق الجامعة العربية ومفاوضات الجلاء المصرية البريطانية في 1946
 

تجرى جامعة عين شمس خلال هذه الفترة، أعمال تطوير لقصر الزعفران ، للمحافظة على قيمته التاريخية والتراثية ، فى محاولة لإعادته لرونقه الأثرى والتراثى.

أعمال التطوير بقصر الزعفران تتضمن قاعات القصر والطوابق الثلاثه وتتم وفق أحدث الوسائل والنظم الحديثة وطبقا للمعايير العالمية فى ضوء حرص جامعة عين شمس علي دورها المجتمعي في الحفاظ علي الآثار، حيث يعتبر هذا مشروع تطوير قصر الزعفران  هو أحد المشروعات الضخمة التي تنفذها الجامعة

تاريخ قصر الزعفران
 

ووفقا لكتيب أعدته جامعة عين شمس لتوثيق تاريخ قصر الزعفران فى تحت عنوان "قصر الزعفران" ، تسرد خلالها تاريخه حيث كانت البداية كانت من "الريدانية" التى وقعت فيها أحداث معركة سميث بنفس الاسم عام 1517 بين جيش المماليك الذين كانوا يحكمون مصر منذ عام 1260، حتى تمكن السلطان العثمانى سليم الأول من فتح مصر وهزيمة المماليك بقيادة السلطان طومان باى ، لكن الذى قد لا يعلمه الكثيرون أن الريدانية هذه هى نفسها منطقة العباسية ، وقد سميت بهذا الاسم نسبة إلى "ريدان الصقلى" أحد أفراد حاشية الخليفة الفاطمى العزيز بالله الذى يعد أول من أصلح صحراءها وأنشأ فيها بستانا كبيرا فسميت المنطقة التى كانت حتى ذلك الوقت مجرد صحراء جرداء بإسم "الريدانية"

وبعد هزيمة المماليك فى منطقة "الريدانية" العباسية حاليا ودخول العثمانيين منها للقاهرة، أهملت المنطقة ثم تغير اسمها إلى "الحصوه" حتى أعاد اكتشافها عباس الأول ثالث حكام الأسرة العلوية .

وفى مايو عام 1849 ولم يمض على تولى عباس حلمى الأول منصب والى مصر غير 6 أشهر، حيث بعث بخطاب إلى رئيس مجلس الأحكام المصرية جاء فيه "حيث أن البلاد وما حولها والحمد لله فى أمن وأمان

والزعفران هو قصر مَهيبٌ يعد تحفة معمارية فخمة، شاهدًا على زمانه وعلى ما مر به من أحداث تاريخية، وارتبط اسمه بالخديوي إسماعيل، بناه المعماري الإيطالي أنطونيو لاشياك عامي 1901-1902 ، للأميرتين جنانيار هانم وجشم آفت هانم أرملتي الخديوي إسماعيل، وتخليدًا لذكرى الزوج الفقيد.

وكلفت الضرتان المهندس المعماري أنطونيو لاشياك بوضع وحدات زخرفية تمثل المونوجرام الخاص بالخديوي إسماعيل، بالحرف الأول من اسمه داخل إكليل نباتي مكون من غصنين متقابلين في شكل دائري يعلوهما التاج الملكي ذو الهلال، كأحد الشارات الملكية التي عرفت للحكام والأمراء من عصر أسرة محمد علي.

شيد لاشياك قصر الزعفران بالحجر الجيري من دورين وبدروم وسطح يشغله مجموعة من الغرف الخدمية، تبلغ مساحة البدروم 1504 متر مربع، أما مساحة كلا من الطابقين الأرضي والأول فهي 1377 مترا مربع، ويفتح على هذا القصر خمس مداخل اثنان رئيسيان في الجانبين الشمالي والجنوبي، وآخران فرعيان، إضافة لمدخل يُفضي للبدروم.

وقد بني القصر متأثرًا بطراز فن الباروك، ويميزه العناصر الزخرفية المتنوعة الأشكال، والتي اشتملت على باقات الورود، وفروع الأزهار المتناثرة في الواجهات الأربع للقصر، والتي تميزت بتكدس الوحدات النباتية، وكذلك في الكتل البارزة للواجهات، فكانت مزدحمة بالوحدات الزخرفية المكونة من فروع النباتات والفاكهة والأزهار المتناثرة على الواجهات. أما النقوش الداخلية فهي متأثرة بزخارف الباروك وبعض ملامح من طراز الروكوكو، الذي يعد امتدادا لفن الباروك بتكثيف النقوش النباتية، كاستخدام الأكاليل المشكلة من الزهور، واستخدام ألوان الباستيل الدافئة، وهذا ما يظهر أيضا في الأشغال المعدنية، كما جمعت زخارف القصر الداخلية بين الطراز القوطي الذي يتضح في كثرة استخدام الزجاج المعشق بالرصاص، وفي البريجات الصغيرة التي تعلوا الواجهات.

ويتميز القصر بالتناسق المثلي (السمترية) في تخطيط القصر، وبين أجزاء الواجهة، واستخدام السلم الكبير البيضوي الذي يعد أبرز عنصر معماري في البهو الكبير، وافتراش الأرضيات بخشب الباركيه بنظام السبعات والثمانينات، إضافة إلى استخدام الأعمدة أمام الفصوص وهو ما يبدو في بهويّ الطابقين الأول والثاني، وكذلك الثراء الزخرفي في الداخل لاسيما الزخارف المنفذة بنظام الفورمات التي اشتهرت بها مباني الباروك والركوكو وتغطية الزخارف الجصية بالألوان الذهبية والفضية.

وقد اختلفت الآراء في سبب تسمية القصر بالزعفران، وكل ما ذكر ربما يكون مجرد آراء متواترة؛ فذكر أن الوالدة باشا خوشيار هانم أصيبت بمرض غريب، ونصح الأطباء باللجوء لسكن هادئ تحيط به نباتات الزعفران، فأقام إسماعيل باشا هذا القصر، وذكر أيضًا أن المنطقة التي بنى فيها كانت مشهورة بنمو نبات الزعفران المعروف بجمال لونه الأصفر وغلو ثمنه، وقد يكون الرأي الأصوب، أن القصر أخذ اسمه من المكان، الذي تميز بوجود مساحات واسعة مزروعة بنبات الزعفران.

وبعد وفاة الأميرتين، وشراء السلطان أحمد فؤاد للقصر، وافق في 1921 على إحلال مدرسة ثانوية جديدة فيه، وأطلق عليها اسم مدرسة السلطان فؤاد، ثم حلت الجامعة المصرية محل المدرسة في 1925، ثم اشترته وزارة الخارجية عام 1930، وحولته إلى قصر ضيافة لكبار الشخصيات.

وشهد قصر الزعفران المفاوضات المصرية البريطانية المعروفة بمعاهدة 1936، وإقرار ميثاق الجامعة العربية والتوقيع عليه في 1945، ثم مفاوضات الجلاء المصرية البريطانية في 1946، بالإضافة إلى أنه كان حاضنا للعديد من الحفلات الخاصة.

وفي 1950 أصدر الملك فاروق قرارًا بإنشاء جامعة إبراهيم باشا الكبير، وتبنى الدكتور طه حسين وزير المعارف مشروع إنشاء الجامعة، وكانت هناك 8 كليات متفرقة فيها، ثم وافقت لجنة انتقاء المواقع بوزارة الأشغال في 1951 على تخصيص قطعة أرض تبلغ مساحتها 196 فدانًا من أملاك الحكومة لتكون موقعًا لبناء كليات الجامعة الجديدة.

وفي 1952 أهدى اللواء محمد نجيب قصر الزعفران لجامعة إبراهيم باشا، فانتقلت إليه إدارة الجامعة الجديدة، ثم ضم قصر الزعفران إلى مباني الجامعة.

وفي 1954 تم تغيير اسمها إلى "هليوبوليس"، ثم تغير في السنة نفسها إلى "عين شمس"، و بدأت الجامعة بالتوسع ببناء الحرم الجامعي حول قصر الزعفران في 1962، وأنشئت المباني الجديدة، وبدأت قرارات إنشاء كليات الجامعة واحدة تلو الأخرى حتى أصبح عددها 17 كلية ومعهد عالي واحد










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة