لسنوات طويلة كان المشاهد المصرى من محبى السينما، فريسة سهلة للأفلام الأمريكية التى تصنع من البطولات الواهية أفلاما تبهر بها العالم، وترسخ فى نفوس الجمهور قدرة الجندى الأمريكى على المقاومة والنجاح فى تقديم المهمات، والخروج بدون خدش فى أحيان كثيرة، وهى الأفلام التى جعلت الجمهور فى الوطن العربى ينظر للجندى الأمريكى على أنه شخص لا يقهر، وأن الجيش الأمريكى هو الأفضل والأقوى، وأن الجندى الأمريكى لا يضاهيه أحد حول العالم، تلك هى الكذبة التى روجت لها السينما الأمريكية، ومن خلالها استطاعت أن تغزو العالم بتلك الأسطورة، وهو الأمر البعيد تماما عن حقيقة ذلك الجندى الذى فى كثير من الأحيان لا تكون لديه الشجاعة فى الحرب على الأرض بل وفى أحيان كثيرة يتهرب من مهامه.
على الجهة الأخرى، لم يكن لدينا الوعى الكافى بمنح قوات الجيش والشرطة حقهما فى السينما والدراما بالشكل الكافى، أو بما ينبغى له أن يكون، ولا أقول هنا تمجيدهم كنوع من بيع الوهم كما تفعل السينما الأمريكية، لكن تقديم بطولاتهم الحقيقية، بطولاتهم الملموسة على الأرض، والتى يشهد لها الجميع، خاصة بعد أن مرت على مصر تحديات صعبة وأزمات، أثبت فيها كل من الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية قدراتهم على مواجهتها والانتصار فيها، هذا هو الخيط الذى التقطته الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، مدركة أهمية توثيق البطولات المصرية وتأريخها للأجيال الجديدة، تقديم حكاية الوطن، والتحديات التى تواجهه، والصعوبات التى ينتصر عليها.
أدركت الشركة المتحدة أن تدوين تلك البطولات فى شريط سينمائى أو فى مسلسل أمر لا يستهان به، خاصة أن التعاطى مع السينما والتفاعل معها أمر غاية فى الأهمية، يمنح التاريخ وحكايات الوطن عمرا طويلا، تتوارثه الأجيال وتشعرهم بالفخر والعزة والثقة فى بلدهم، لذلك تقديم الشركة المتحدة فيلم السرب، هو أمر يستحق الإشادة، خاصة أن العمل يوثق لواحدة من أهم العمليات التى ثأرت للمصريين وشفت غليلهم، ردا على استشهاد 21 مصرى قبطى على يد جماعة داعش الإرهابية بأبشع الصور.
العمل يعد وثيقة للتاريخ شاهد على العصر، وشاهد على بطولات أولادنا واخواتنا، عمل سيبقى للأجيال المقبلة، يمنحهم الشعور بالفخر والعزة، ولذة الانتصار، فاضحا المتآمرين على مصر واعداء الوطن، وتجار الدين، مانحا الأجيال الجديدة جرعة إضافية من الوعى، لما يدور فى الكواليس من صعوبات وتحديات وبطولات لو لم توثق بشكل سينمائى ستبقى فى التاريخ علامات مضيئة، لكن بتقديمها فى السينما يمنحها الفيلم عمر، فوق عمرها ويخلدها لأجيال وأجيال وتبقى فى وجدان كل عربى ومصرى عايش ما مرت به مصر.
فيلم السرب
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة