استقبلت دور العرض المصرية، ملحمة سينمائية جديدة، وهو فيلم السرب الذى أهدته الشركة المتحدة لشهداء مصر، وهو من بطولة أحمد السقا، شريف منير، آسر ياسين، نيللى كريم، صبا مبارك، كريم فهمي، محمد ممدوح، محمد فراج، أحمد صلاح حسنى، محمود عبد المغنى، دياب، عمرو عبدالجليل، مصطفى فهمى، أمير صلاح الدين، وعدد كبير من الفنانين، والفيلم من تأليف عمر عبدالحليم، وإخراج أحمد نادر جلال، وإنتاج شركة سينرجى فيلمز.
ويؤرخ فيلم "السرب" لإحدى بطولات القوات الجوية عن الضربة الجوية على مواقع لتنظيم "داعش" الإرهابى فى ليبيا بعد واقعة إعدام التنظيم لـ21 قبطيا ذبحا فى ليبيا وبعدها بساعات نفذت القوات الجوية توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى توجيه ضربة نوعية للثأر من قتلة شهداء مصر فى ليبيا ضد معسكرات ومناطق تمركز وتدريب ومخازن أسلحة وذخائر تنظيم داعش.
فيلم السرب جاء متميزا على كثير من الأصعدة، فالفنان أحمد السقا قدم أداء متوازنا وأعاد اكتشاف نفسه بشكل كبير فهو فى أفضل حالاته فى الأداء التمثيلى وتقديم مشاهد الأكشن، خاصة أن نوعية الفيلم من الأفلام المحببة للسقا لما فيها من أكشن ومهارات يتقنها أحمد السقا، فهو أول من فتح الباب لعالم الأكشن وسار على نهجه الكثير من النجوم، إضافة إلى أنه لا يبخل أبدًا بمجهود، خاصة فى تلك المشاهد الخطرة، فيعلى دومًا من مصلحة العمل على حسابه ويلقى نفسه فى المخاطر من أجل ظهور المشاهد بأفضل صورة ممكنة، ناهيك عن الصعوبات التى مر بها أحمد السقا فى العمل سواء بدفنه وسط الرمال أو إصراره على تصوير مشهد النهاية وهو تحت الطائرات أثناء عودة السرب من مهمته الناجحة، وهو ما أفقده السمع فترة طويلة بسبب صوت الطائرات، وساعده فى ذلك المخرج أحمد جلال، والذى منحته أجهزة الدولة كل الإمكانيات المطلوبة لظهور الفيلم فى صورة متقنة واحترافية بكل المركبات والمعدات المطلوبة لتقديم ملحمة وطنية حربية بهذا الشكل تأريخ لثأر مصر لأولادها ممكن استشهدوا فى ليبيا عام 2015، بدم بارد تلك الواقعة التى شهد العالم كله على بشاعتها، وردت مصر فى الوقت المناسب وبالشكل المناسب الذى أثلج صدور المصريين.
المميز أيضًا فى طبيعة إخراج العمل غير التكنيك المتميز للتصوير والتعامل مع التفجيرات واستخدام المركبات والطائرات الحربية، هو حفاظ المخرج على أن تخرج من العمل وأنت تشعر بالفخر كونك مصريا، تشعر بأنك على أرض ثابتة ومن خلفك قيادات تتخذ من البطولات منهجا، وهو ما ظهر بشكل جلى فى حرص المخرج احمد جلال على ألا يظهر صراخ وعويل أمهات الشهداء بل اكتفى بأن يقدم المشهد بشكل تعبيرى دون سماع صراخهن مكتفيا بالموسيقى التصويرية للمؤلف الموسيقى عمرو إسماعيل والتى عبرت بشكل كبير عن حالة الفيلم واوصلت مشاعر أمهات الشهداء، لينزل بيان نجاح مهمة السرب فى الثأر لـ21 من خيرة شباب مصر.
العمل يحمل شحنات وطنية وإنسانية كبيرة ضفرها مؤلف الفيلم عمر عبدالحليم مستندا على القصة الحقيقية للعمل، وتداخل معها الكثير من الخطوط الدرامية التى تفضح جماعة داعش الإرهابية وتعرى تجار الدين وتبرز بطولات الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية، قدرة مصر على الثأر.
على مستوى الأداء التمثيلى أيضا جاء اختيار آسر ياسين وكريم فهمى وأحمد حاتم وأحمد صلاح حسنى ومحمد فراج وإسلام جمال وميدو عادل ومحمود البزاوى مميزا، فرغم صغر حجم أدوارهم بالمقارنة بباقى أبطال الفيلم، إلا أنهم قدموا أدوارهم بشكل متميز، أيضا الفنانة صبا مبارك أجادت دورها بشكل كبير، وقدمت اللهجة الليبية بشكل متقن، إضافة إلى نيللى كريم، والتى شكلت «ديو» ناجحا مع محمد ممدوح الذى لعب دور أمير جماعة داعش، دياب أيضا والذى لعب دور «العقرب» قائد الجناح العسكرى للجماعة، قدم دوره بشكل احترافى، وهو الدور النقيض تماما لدوره فى مسلسل مليحة.
بعد عرض فيلم السرب، تأتى تحية الشركة المتحدة على إنتاجها الضخم للفيلم، وعلى اهتمامها الكبير بتقديم جرعة جديدة من دراما الوعى تفضح تجار الدين والجماعات الإرهابية وتزيد وتعزز من الحس الوطنى والانتماء، وهو العمل الذى يجب أن يعرض على المنصات العالمية وتتم ترجمته لجميع اللغات الأجنبية خاصة، أنه يثمن قيمة الأجهزة الأمنية، ويعبر عن بطولات حقيقية يجب أن يروج لها ويعلمها العالم كله، فإذا كانت السنيما الأمريكية تمجد من قيمة الجندى الأمريكى وتمنحه بطولات وهمية تجعل العالم كله يصدقها، يجب استثمار بطولات ولاد مصر، فهم يستحقون التمجيد، وإظهار بطولاتهم، وهى البطولات الحقيقية التى يشهد لها القاصى والدانى.
فيلم السرب