لاتزال الحرب السودانية مشتعلة رحاها بين قوات الدعم الشريع والجيش السودانى بعد مرور أكثر من عام، وتستمر الاشتباكات فى عدة مدن، وتشهد قرى الحوش والحصاحيصا بولاية الجزيرة في أواسط السودان موجة نزوح جديدة جراء عمليات دهم تنفذها قوات الدعم السريع خلفت ثمانية قتلى وعشرات الجرحى المدنيين بحسب صحيفة سودان تريبون.
وأجبر بعض مواطني قرى غريقانة، القلمونة، عبد الفضيل، أبو عدارة واللعوتة الماحي على النزوح بشكل شبه كامل إلى المناقل وعبود الواقعة غرب ولاية الجزيرة وتحت سيطرة الجيش الى جانب النزوح إلى شرق السودان.
وتواجه قرى الجزيرة وجنوب الجزيرة موجات انتهاكات، وتتنامى دعوات التسليح الشعبي في الجزيرة وسط موجات نزوح متتالية.
وبدأ الجيش والحركات المسلحة عملية عسكرية لاستعادة السيطرة على الجزيرة لكن سرعان ما توقفت.
فيما ذكرت تقارير سودانية أن المواجهات العسكرية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في ولايتي الخرطوم وسنار، تشتد حيث استخدم الطرفان خلالها كافة أنواع الأسلحة.
ودارت معارك عنيفة دارت بين القوتين في منطقة جبل موية تمكن خلالها الجيش من صد الهجمات وإجبار الدعم السريع على التراجع.
ووسط اشتعال الحرب، لاتزال الأوضاع الانسانية متدهورة، فقد حذرت وكالات أممية من تدهور الوضع الغذائى للأطفال والأمهات بشكل سريع مع احتدام الحرب في السودان، ودعت إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية جيل كامل من سوء التغذية والمرض والموت.
وقد أظهر تحليل حديث أجرته اليونيسف وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الصحة العالمية أن الأعمال العدائية المستمرة في البلاد تفاقم مسببات سوء التغذية لدى الأطفال، بما في ذلك عدم الحصول على الطعام المغذي ومياه الشرب الآمنة وخدمات الصرف الصحي، وزيادة خطر الإصابة بالأمراض، والتي يضاعفها جميعا النزوح الجماعي.
وأصدرت الوكالات تحذيرا صارخا من أن السودان يواجه خطرا متزايدا لوقوع مجاعة ناجمة عن الصراع، والتي ستكون لها عواقب كارثية.
وفي بيان مشترك، أشارت الوكالات إلى أن معدلات سوء التغذية بين الأطفال في السودان وصلت إلى مستويات الطوارئ، حيث يواصل العاملون في المجال الإنساني نضالهم من أجل توصيل المساعدات وسط تزايد العنف والعقبات البيروقراطية. وحذرت من أن الوضع تدهور خلال الأشهر الأخيرة، فيما لا توجد “علامات على التراجع.
وقالت: إن سوء التغذية والمرض يعززان بعضهما البعض، حيث يصاب الأطفال المرضى بسوء التغذية بسهولة أكبر، ويمرض الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية بسهولة أكبر، ويعانون من نتائج أسوأ. وحتى عندما يتعافى الأطفال، يمكن أن يكون لسوء التغذية آثار مدى الحياة على النمو البدني والمعرفي. يخاطر السودان بضياع جيل، مع ما يترتب على ذلك من آثار خطيرة على مستقبل البلاد.
ودعت المديرة التنفيذية لليونيسف كاثرين راسل أطراف النزاع إلى السماح بشكل عاجل بوصول المساعدات الإنسانية إلى الأطفال في السودان، الذين يعانون من العنف المروع والنزوح والصدمات- ويواجهون الآن مجاعة محتملة.
وكانت اندلعت الحرب فى السودان فى 15 أبريل 2023 بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع وقتل آلاف المدنيين ودفعت الحرب الملايين إلى شفا المجاعة وتسببت فى أكبر أزمة نزوح فى العالم وأشعلت فتيل موجات من عمليات القتل والعنف بدوافع عرقية فى منطقة دارفور بغرب السودان.