"السمسمية وبطولات الفدائيين وقناة السويس" غالبًا ما تكون هذه العناصر الثلاثة أول ما يتبادر إلى الذهن حين يذكر اسم مدن القناة أمامك، وهو ما جمعه طلاب قسم الإذاعة والتلفزيون في كلية الإعلام جامعة السويس بمشروع تخرجهم "ضمة سرية" وهو عبارة عن فيلم دوكيو دراما عن أبطالنا السويس من الفدائيين.
وتم اختيار اسم فيلم "ضمة سرية" ليكون معبرًا بدقة عن موضوعه، حيث تشير كلمة "ضمة" إلى جلسة الضمة التي يجلسها الأفراد وهم يعزفون السمسمية، وكلمة "سرية" تشير إلى الفدائيين الذين كانوا يجلسون نفس الجلسة لكي يقوموا بعمل خططهم بشكل سري.
وتحدث هشام سلطان أحد طلاب المشروع عن سبب اختيارهم لذلك المشروع قائلًا: أن الطلاب المشاركين في المشروع معظمهم من مدن القناة كما أننا ملتحقين بجامعة السويس وهي إحدي جامعات مدن القناة، ونحن تطبعنا بطباع مدن القناة وعشنا ذلك التراث العظيم معاً، ونتيجة لذلك فإن البيئة التي نعيش بها هي التي أثرت فينا وألهمتنا لاختيار تلك الفكرة".
الفدائيون ابطال الفيلم
ويتحدث الفيلم عن 3 من فدائيي مدن القناة الثلاث وهم فوزي أبو الطاهر، وهو فدائي بورسعيدي عمره 104 سنة، وشارك في 5 حروب من عام 1948، ومازال على قيد الحياة حتى الآن. وعبدالجواد سويلم، وهو فدائي من إسماعيلية، ولقب بالشهيد الحي نتيجه فقده لقدميه ويد وعين وإصابته بفتح في الظهر واحتراق نتيجة تلقيه قنبلة من طيار إسرائيلي. والكابتن غزالي، وهو شاعر المقاومة بالسويس المشهور بكتابة أغنية "فاتك كتير يا بلدنا" التي غناها محمد منير، ويستضيف الفيلم الحاج أحمد نجل الكابتن غزالي ليتحدث عن دور المقاومة الشعبية في الدفاع عن السويس، حيث كانت السمسمية تعتبر السلاح المعنوي بالنسبة لهم في ذلك الوقت، ويتحدث أيضًا عن أبرز الأغاني التي عبرت عن حالتهم وقت الهزيمة، ووقت النصر والتي تغنت على أوتار السمسمية.
وقال عشان عن اختيار الفدائيين: كان هدفنا إلقاء الضوء على أشخاص على قيد الحياة حتى يتناسب ذلك مع البناء الدرامي الذي نقوم بإنتاجه، ولكن بالنسبة لكابتن غزالي الذي توفاه الله فهو مازال محافظ على التراث وعلى روح السمسمية التي مازالت موجودة حتى الآن، واختيار هؤلاء الأشخاص بالتحديد كان بسبب أن لكل شخص منهم قصة ملهمة في حد ذاتها، كما أن الشعار الخاص بنا هو " ضمة سرية.. أنت بطل حكايتك" فكنا حريصين على اختيار أكثر الأشخاص الذين لديهم قصة ملهمة ودور بطولي حقاً.
وقال هشام عن التحديات التي واجهتهم: أن هناك تحديات كثيرة واجهتنا ولكن أكثر الصعوبات التي واجهتنا هي أخذ مواعيد مع هؤلاء الأبطال لأنهم دائمًا مطلوبين لإعطاء ندوات وأعمال أخرى، كما أن ضيق الوقت كان له تأثير كبير علينا، وكان اختيار أماكن التصوير بمثابة عقبة لدينا فنحن كنا حريصين على اختيار الأماكن التي تناسب دورهم البطولي وتناسب ظروفهم بحكم سنهم الكبير، ولكن في النهاية تغلبنا على كل ذلك وأتمنى أن نحقق هدفنا في تعريف الأجيال الجديدة بهؤلاء الأبطال الشجعان وبهذا التراث العظيم.