لم تكن جائزة الدولة للتفوق في الآداب أول جائزة يحصل عليها عبد الرحيم كمال، لكنها تعتبر الأهم بالنسبة له؛ فتكريم الدولة لمبدعيها، يُظهِر مدى اهتمامها بالثقافة والفنون، ويعبر عن قيمة ما يُقَدِّمونه للمجتمع وقد كانت لحظة إعلان فوزه بالجائزة من أهم اللحظات الفارقة في مسيرته الأدبية، لكنها لم تكُنِ الأولى.
في صيف عام 2021، استضافته الإعلامية عزة مصطفى في إحدى حلقات برنامج صالة التحرير، المذاع على قناة صدى البلد، وفي هذا اللقاء.. فوجئ الجميع باتصال الرئيس عبد الفتاح السيسي بالبرنامج، والذي أشاد فيه بعبد الرحيم كمال، وجدَّدَ دعمه الكامل لصُنّاع الأدب والدراما في مصر.. وكانت تلك لحظة فارقة أخرى في مسيرته الأدبية.
والمدهش.. أنك كلما بحثت في حياته، واستمعت إليه وهو يحكي مشواره الأدبي، تشعر وكأنه يحكيه لأول مرة، وتكتشف أنه يمتلك قدرة هائلة في سرد القصة، تعادل قدرته في الكتابة!
تمكَّن عبد الرحيم كمال، من بناء مكانة خاصة له في قلب جمهوره المُحِبِّ للأدب والفن، ذاك الجمهور الذي يتطلع لمعرفة كيف كانت البداية.. بداية الأستاذ.
وُلِد السيناريست والروائي عبد الرحيم كمال، في الـ30 من أكتوبر عام 1971، في إحدى قُرى سوهاج.. وانتقلت أسرته إلى القاهرة وهو في السادسة من عمره، وعاش في حي شبرا، لكنه عاد إلى سوهاج للالتحاق بالمدرسة الثانوية العسكرية، ثم عاد إلى القاهرة لإتمام دراسته الجامعية.
خلال دراسته بكلية التجارة الخارجية، عرف أصدقاؤه موهبته في كتابة القصة القصيرة والشعر، وفي العام الثاني في الكلية، أخبره أحد أصدقائه عن مسرحية الفنان الراحل نور الشريف، التي بدأ بالعمل عليها، وعن طلبه لمواهب شابة..
بالفعل اتجه حيث مكان المسرحية، والتقى بنور الشريف، -والذي كان يستعد لمسرحية محاكمة الكاهن في تلك الفترة-، لذا طلب من المتقدمين إعداد بحث عن الملك توت عنخ آمون، ليتمَّ قبول بحثه، وينضمَّ لفريق عمل المسرحية، ليتعلم فنًّا جديدًا من فنون الكتابة، كما جمعت بينه وبين نور الشريف علاقة جيدة، دفعت الأخير لطلب العمل معه أكثر من مرة، حتى جاءت الفرصة في مسلسل الرحايا، الذي كان انطلاقة لعبد الرحيم كمال في عالم السيناريو.
التحق عبد الرحيم بالمعهد العالي للسينما، وتخرج فيه عام 2000، وكتب عدة أعمال من بينها مسلسل "شباب أون لاين بجزأيه الأول والثاني"، وفيلم على جنب يا أسطى".
ألف عبد الرحيم كمال العديد من المسلسلات، والأفلام، والروايات، فمن أبرز المسلسلات: "الرحايا، شيخ العرب همّام، الخواجة عبد القادر، دهشة، ونّوس، يونس ولد فضّة، أهو ده اللي صار، نجيب زاهي زركش، القاهرة كابول، جزيرة غمام، الحشّاشين"، ومن أبرز أفلامه فيلم الكنز.
أما عن أعماله الأدبية، فمنها:"أبناء حورة، ظِلّ ممدود، قصص بحجم القلب، بوّاب الحانة، أنا وأنت وجنة وشهد، المجنونة، صاحب الوردة، منطق الظِلّ، كُل الألعاب"، ورواية كل الألعاب ومسلسل الحشاشين هما آخر أعماله لهذا العام.
أما عن حياته الشخصية، فهو شخص مرتبط بأسرته الصغيرة بشكل كبير، يحب ابنتيه جنّة وشهد كثيرًا، ويستشير زوجته في أعماله.
وقد تحول عبد الرحيم كمال مع الوقت إلى علامة دالة على العمل الجيد، فاسمه صار يكفي أن تعرف أنك أمام عمل يستحق المشاهدة أو القراءة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة