أقيمت ندوة مشروعات لحفظ الشعر العربي: "أمير الشعراء" و"ديوان الشعر المصري" والإبداع العربي، شارك فيها الكاتب الصحفي والشاعر علي عطا رئيس تحرير سلسلة "الإبداع العربي"، والدكتور حمزة قناوي الشاعر والناقد الأدبي، وحاورهما خلالها الكاتب مروان حماد.
بدأ حماد بالتعريف بالكاتبين والشاعرين، ثم ترك لكل منهما طرح رؤيته عن عنوان الجلسة، فتحدث الكاتب والشاعر علي عطا، عن ما تقوم به الهيئة المصرية العامة للكتاب من دور في هذا الاتجاه، فعناية وزارة الثقافة وقيادة الهيئة باختيار الشاعر الكبير أحمد الشهاوي لتولي رئاسة المشروع الإبداعي «ديوان الشعر المصري» شيء تحمد عقباه، وهو مشروع يجمع التراث الشعري المصري لألف عام سابقة، حيث إنه في دورة معرض القاهرة الدولي للكتاب الماضية، قدم المشروع أربعة دواوين، لاقت إقبالا من القراء، والمشروع يكمل منجزه خلال الفترة الحالية والمقبلة.
وقدم الشكر على اختياره لتولي مسؤولية رئاسة تحرير سلسلة «الإبداع العربي» في إصدارها الثالث، وقد أخرجت السلسلة ثلاثة أعمال لمبدعين عرب، ونكمل خطة إخراج بعض الأعمال الأخرى، وضمن هذه الإصدارات دواوين شعر معاصرة، ومع أن كثير من دور النشر تحجم عن نشر الشعر، إلا أن هيئة الكتاب تُعنى بذلك الموروث والإبداع الحديث على حد سواء. وتحدث عن مشروع الحفاظ على الشعر العربي من خلال برنامج «أمير الشعراء» وأنه يقدم فرصة لاهتمام المتلقي بالشعر من خلال ما يقدم.
وختم بأهمية أن يُعرف إسهام مصر في الشعر العربي، وأن يعرف الشباب أهمية دور الشعر المصري في المنتج الشعري العربي.
وتحدث الشاعر والناقد د. حمزة قناوي، من خلال طرح ورقة تحت عنوان: (بين استبقاء المآثر وتخليد الفن الأدبي/ مشروعات حفظ الشعر العربي.. «ديوان الشعر المصري»، وبرنامج «أمير الشعراء» و«الإبداع العربي»)، عن أن ثمة خصيصة نوعية متعلقة بالشعر العربي، ربما لها تمايزها عن الشعر في الثقافات الأخرى، أولها الطبيعة التي يمثلها الشعر للذائقة والقريحة العربيتين، فهو ديوان العرب ومناط التعبير، والكيفية الأساسية لمجابهة الدواخل البشرية.
وأضاف أن المحاولات التي تعمل على حفظ الشعر هي محاولات قليلة مقارنة بحجم التحديات التي يتعرض لها، ولعلنا بحاجة إلى أن نوضح المقصد من كلمة «الحفظ» هنا، ماذا نعني بحفظ الشعر العربي؟ وماذا نعني ببرامج الحفاظ على الشعر العربي؟
وقال إن حفظ الشعر العربي في جوهره عملية إبلاغ، إيصال شعر الشاعر إلى مستمعيه ومتلقيه، وهي عملية برع فيها العرب تاريخيًا، حتى أنه كان هناك رواة متخصصون لروي الشعر، وهي الفكرة المتشابهة والمستنسخة من فكرة روي الأحاديث.
وأكد أن الثقافة العربية مرت بعصور ضعف واضمحلال أثرت بشكل كبير في مثل هذا التلقي، ولولا أن أوجد الله لهذه الثقافة من يبعثها من جديد، ويقدم الثقافة العربية والشعرية العربية في عصر النهضة العربي المعاصر، لربما كنا ولا نزال نغرق في شعر المحسّنات اللغوية والتلاعب اللفظي وشعر حساب الجُمل وغيرها من أنماط سادت في وقت ضعف الشعر وضعف الشعرية. ولكن كان أحد أهم أسباب نهضة الشعر إعادة نشر الدواوين القديمة، مثل دواوين المتنبي ودواوين البحتري وغيرها من الدواوين التي ساعدت إعادة طباعتها ونشرها بين القراء العرب على عودة القريحة العربية للتأليف الشعري.
وختم هناك مشاريع عربية مثل «ديوان الشعر المصري» تختص بإحياء صوت الشعراء المصريين الذين ربما مع الوقت وزحام الثقافة العربية لم ينتبه إليه أحد، أو إن شئنا الدقة لم يتم الانتباه لخصوصيتها.
وأضاف، أيضًا تأتي مسابقة «أمير الشعراء» بوصفها أحد أهم مشاريع حفظ وتوثيق الشعر، والأهمية تأتي لمجمع الإجراءات التي يتم اتخاذها في المسابقة، فهو برنامج أدبي يأخذ شكل المسابقة.
وعقب المداخلات التي أثرت الجلسة، اختتم الدكتور حمزة قناوي بقصيدة من ديوانه «لا شيء يوجعني» وكان من فقرات البرنامج الثقافي أيضًا، إذاعة فيلم من إنتاج القاهرة الوثائقية تحت عنوان: "عالم نجيب محفوظ".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة