تتزايد حدة المعارك فى مدن السودان وسط تقارير لصحف سودانية تفيد بمعارك دامية بين موالون للجيش وآخرون لقوات الدعم السريع، وتحشيد فى مدينة الفاشر التاريخية.
تأتى هذه التطورات فيما أعلن والي الخرطوم أحمد عثمان حمزة، حالة الطوارئ في الولاية وقرر تشكيل خلية أمنية ترصد حركة قواعد الدعم السريع، وبحسب صحيفة سودان تريبون وافق رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان على توصية ولاية الخرطوم بإعلان الطوارئ والتعامل مع الأجانب.
وأصدر والى الخرطوم أمر طوارئ بتكوين الخلية الأمنية لتعمل على إحالة القضايا التي تحتاج إلى عمل أمني تقليدي طويل المدى إلى القوات النظامية مثل حركة الحواضن المجتمعية من مناطق وجود العدو ــ في إشارة للدعم السريع ــ إلى مناطق سيطرة الجيش.
وأفاد البيان بأن مهام الخلية تتمثل في جمع المعلومات وتحليلها وتصنيفها والتعامل معها، إضافة إلى عملها كجهاز إنذار مبكر للقوات النظامية والتركيز على المعلومات الاستخباراتية والأمنية العاجلة التي تُشكل تهديد ماثل لا يقبل البطء في التعامل معه بالطريقة التقليدية.
وتُدير حكومة الخرطوم شؤون الولاية من محلية كرري التي يسيطر عليها الجيش إضافة لأحياء أم درمان القديمة، فيما تخضع أحياء أم درمان الأخرى ومعظم مناطق الخرطوم والخرطوم بحري لسيطرة الدعم السريع.
فيما أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، عن مقتل 2 من وإصابة 3 من موظفيها جرّاء إطلاق نار من قِبل مسلحين في ولاية جنوب دارفور بغرب السودان التي تقع تحت سيطرة قوات الدعم السريع.
وأوضحت اللجنة في بيان لها أنّ الفريق كان في طريق العودة لتقييم الوضع الإنساني في المناطق المُتضرِّرة من العنف المسلح في المنطقة.
وبشأن الأوضاع الإنسانية، قالت رئيسة فريق طوارئ أطباء بلا حدود في السودان، كلير نيكوليه، إن الوضع كارثي في مخيم زمزم في ولاية الفاشر في السودان مع ازدياد الحوادث الأمنية في المدينة وضواحيها، وإن 30% في المخيم يعانون من سوء التغذية كما رصدت المنظمة الكثير من حالات من الحصبة، معبرة عن قلقها مع اقتراب موسم الملاريا.
وأبلغت نيكوليه وكالة أنباء العالم العربي (AWP) اليوم الخميس بصعوبة الوضع الأمني في الفاشر والذي يتسبب بتدهور الوضع الإنساني فيها خاصة في مخيم زمزم، وقالت "الوضع حالياً في الفاشر صعب، بسبب الحوادث الأمنية والقصف الجوي والمزيد من الضغط حول المدينة ومن نقاط التفتيش، ولسوء الحظ فإن الوضع الإنساني يتدهور كثيرًا. وعدد الفاعلين (من منظمات) قليل جداً على الأرض. يعاني مخيم زمزم من سوء التغذية بشكل كبير جداً، ومع الوضع الحالي من الصعب تقديم المساعدة".
وشددت رئيسة فريق طوارئ أطباء بلا حدود على أن نقص الطعام هو العامل الأكثر إثارة للقلق بالنسبة لهم مع ما يسببه من سوء التغذية التي تشهدها المنطقة.
وأكدت نيكوليه أن 30% من سكان مخيم زمزم يعانون من سوء التغذية، بينهم أطفال دون الخامسة ونساء حوامل ومرضعات، وهو مايعني أن الوضع كارثي حقا، لأن هذا رقم كبير ويتعدى عتبة الطوارئ. وأضافت "الحاجة ملحّة للطعام في مخيم زمزم، نحن نتحدث عن قرابة نصف مليون شخص يعانون من الجوع، ليس لديهم طعام مناسب منذ عام كامل".
وبالنسبة للأمراض الأخرى المنتشرة إضافة إلى سوء التغذية، قالت نيكوليه "لدينا الآن حالات اشتباه في الإصابة بالحصبة ونعلم أن الحصبة هي مرض قاتل كبير جدًا وترافقت مع سوء التغذية، سيكون الوضع كارثياً، وقريبًا جدًا سيكون موسم الملايا ويمكن تخيل وضع الأطفال الذي يعانون من سوء التغذية وأجسامهم ضعيفة في الأصل. ويمكن أن نشهد معدلات وفيات عالية".
وتحدثت رئيسة فريق طوارئ أطباء بلا حدود في السودان عن قلة المستشفيات والمراكز الصحية وقالت "فوق هذا طبعاً نستقبل الجرحى بسبب القتال، تلقينا على سبيل المثال خلال الأسبوعين الماضيين 125 مصاباً بسبب الضربات والقتال".
وأضافت "المدينة كبيرة، ووضع الرعاية الصحية حرج لا يوجد سوى مستشفى واحد يعمل حالياً في الفاشر كلها وكذلك الوضع بالنسبة لزمزم التي بها اثنان من مراكز الرعاية الصحية الصغيرة وهذا ليس كافياً، كما أن التحرك صعب الآن بوجود القتال والعنف، الوضع كارثي وطالما استمر القتال سيكون الوضع أصعب".