أثارت وفاة أسطورة الكرة الأرجنتينية، دييجو أرماندو مارادونا، جدلا واسعا بعد أكثر من 3 سنوات من وفاته التي كانت في نوفمبر 2020، حيث كشف تقرير طبى جديد عن وفاة دييجو مارادونا، عن مفاجأة جديدة قبل شهر من محاكمة 8 من أطبائه المتهمين بالإهمال الذى أدى إلى الوفاة.
وتصدر مارادونا الصحف الأرجنيتينة والعالمية مرة أخرى رغم مرور سنوات على وفاته، وأيد مكتب المدعي العام في سان إيسيدرو طلب أبنائه، بنقل رفاته إلى الضريح الواقع في حي بويرتو ماديرو بمدينة بوينس آيرس، لكن هذا الدعم يأتي مع بعض التحفظات التي تقتضي تطبيق إجراءات أمنية مشددة، حسبما قالت صحيفة باخينا 12 الأرجنتينية.
ووافق المدعيان باتريسيو فيراري وكوزمي إيريبارين على طلب أبناء دييجو مارادونا نقل رفاته إلى الضريح، لكنهما طلبا شروطا معينة، بما في ذلك تفاصيل الطريق من مقبرة بيلا فيستا إلى الوجهة النهائية، وإجراءات النقل، وتقدير حجم الجثة، و الوقت اللازم وسرية العملية، والآن القرار النهائي يقع على عاتق المحكمة الجنائية الشفهية.
وقدم الالتماس لنقل جثمان مارادونا إلى الضريح، المعروف باسم، نصب تذكاري ديل دييز، كل من دالما وجيانينا وجانا وفيرونيكا أوجيدا، وممثلين لابنه الأصغر دييجو فرناندو.
وطلب أبناء دييجو مارادونا نقل رفات لاعب كرة القدم السابق من مقبرة جاردين دي بيلا فيستا في سان ميجيل إلى بويرتو ماديرو، الهدف هو توفير قدر أكبر من الأمن والسماح للأرجنتينيين والناس من جميع أنحاء العالم بتكريمه وزيارته.
وكانت وفاة مارادونا أثارت الجدل في الأيام الماضية بعد أن كشف تقرير الطب الشرعى حول وفاة مارادونا أثار حالة من عدم اليقين فى دعوى إهمال جنائى ضد 8 أطباء، وتظهر الأدلة، التي قدمها طبيب الطب الشرعي بابلو فيراري، قبل شهر من محاكمة المتهمين بتهمة القتل، في 4 يونيو، حسبما قالت صحيفة لابانجورديا الإسبانية.
وأعرب أبناء الأسطورة الأرجنتينى دييجو مارادونا، عن غضبهم بسبب التقرير الجديد الصادر عن وفاته، والذى قال إن وفاته كانت لأسباب طبيعية وليس بسبب الإهمال، مما يبرئ الأطباء الثمانية المتهمين، وأظهر التقرير الطبي الأخير أن مارادونا توفى بسبب توقف القلب والجهاز التنفسى الناجم عن وذمة رئوية حادة، وأنه ناتج عن تعاطيه للمخدرات أو الكحول، وهو ما أثار غضب ابنتيه، دالما وجيانينا، حسبما قالت صحيفة انفوباى الأرجنتينية.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الموقف أثار ردود فعل من ابنتي النجم الأرجنتينى، حيث نشرتا دفاعاتهما على مواقع التواصل الاجتماعي للتعبير عن غضبهما، وبدأت دالما غاضبة: يشرح لي أحدكم، لماذا بعد كل هذا الوقت، تولد فرضيات جديدة دون أدلة جديدة؟، وفي وقت لاحق، قالت ساخرة: يجب أن تخجل من رغبتك في إلقاء اللوم على والدي بسبب سوء الإدارة الذي قمت به .
كما تحدثت جيانينا أيضًا وحذرت من عناصر الدفاع المزعومة التي سيستخدمها المتهمون للدفاع عن أنفسهم في المحاكمة المقرر إجراؤها في 4 يونيو: إنهم يريدون إثبات وجود كحول، أو مخدرات في جسد والدي، إنهم أوغاد وقتلة.
وكانت دالما مارادونا وشقيقتها جيانينا تظهران دائمًا على أنهما ثنائي مقرب جدًا، وقد أدت وفاة والدهما دييجو مارادونا إلى تأكيد العلاقة بشكل أكبر، ومع ذلك، لا يبدو أن التواطؤ الذي أظهره كلاهما يشمل بقية أشقائهم، جانا ودييجو جونيور ودييجو فرناندو.
وأجرى خبير الطب الشرعي الدراسة بناء على طلب أحد المتهمين الرئيسيين، جراح أعصاب مارادونا، ليوبولدو لوكي، بهدف الطعن في الفحص الطبي لعام 2021، وحمل مكتب المدعي العام في الرسالة لوكي وأطباء آخرين مسؤولية وفاة مارادونا، حيث اعتبروا وفاته أمرا يمكن تجنبه.
وخلص تقرير الطبيب الشرعي بابلو فيراري، والذي صدر الاثنين الماضى، إلى أن ضربات قلب مارادونا السريعة وغير المنتظمة كانت إما طبيعية أو ناجمة عن عامل خارجي، ربما بسبب مخدر مثل الكوكايين الذي كان مارادونا معروفا بتعاطيه في الماضي.
وأوضح فيراري أنه لا يستطيع إعداد تقرير السموم بناء على عينة بول مارادونا غير الكافية، حيث تتناقض هذه النتائج مع نتائج لجنة طبية مكونة من 20 عضوا تم تعيينها للتحقيق في وفاة مارادونا.
فيما شكك تقرير فيراري في خطورة ذلك، معتبرا أن عدم انتظام ضربات القلب لا يمكن أن يسبب الألم لأكثر من بضع دقائق أو بضع ساعات على الأكثر.
وتتناقض النتائج الأخيرة مع نتائج لجنة طبية مكونة من 20 عضوا تم تعيينها للتحقيق في وفاة مارادونا. واتهم هذا التقرير، الصادر في عام 2021، الفريق الطبي لمارادونا بالتصرف بطريقة غير لائقة وناقصة ومتهورة، مما ترك لاعب كرة القدم يتألم وبدون مساعدة لأكثر من 12 ساعة قبل وفاته.
تحول جذرى فى القضية
وقال فاديم ميشانشوك، محامي الدفاع الذي يمثل الطبيب النفسي لمارادونا، إن هذا تحول جذرى فى القضية حيث أكد تقرير فيرارى أن عدم انتظام ضربات القلب لا يمكن أن يسبب الألم لأكثر من بضع دقائق، أو على الأكثر، بضع ساعات، على عكس ما تشير إليه تقارير 2021، وقالت أوجستينا كوساتشوف: يمثل هذا تحولًا جذريًا في القضية، وينتقل الأمر من حدث قلبي يستمر عدة أيام إلى حدث يستمر دقائق.
وعلى الرغم من التقرير الطبي الجديد، انتقد مكتب المدعي العام وثيقة الطبيب الشرعى لأنه تم إعدادها على عجل، لأنه تم فى 72 ساعة فقط، واتهم فيراري بإهمال أربع سنوات من الأدلة لصالح جزء ضئيل من الأدلة التي قدمها الدفاع ، وبالمثل، أعلن ممثلو الادعاء: ليس هناك أي تطور في القضية.