«الشجر الناشف بقى ورور والطير بقى لعبى ومتهور.. ده الدنيا ربيع والجو بديع»، فصل الربيع هو أجمل وأزهى فصول السنة والذى يكون فيه الجو مشمسا ودافئا والشوارع وكأنها لوحة فنية مزينة بالورود المبهجة ذات الروائح العطرية، وخاصة فى الغيطان والأراضى الزراعية بالقرى.
«فسحة وخضرة وفسيخ ورنجة وبيض ملون»، هذه هى أركان الاحتفال بشم النسيم التى اعتدنا عليها، ولشم النسيم طابع خاص واحتفال مميز فى الريف، وفى هذا التقرير نستكشف كيف يحتفل أهالى القرى بشم النسيم.
رنجة على الكانون وبيض ملون
«شم النسيم حدث مهم فى دسوق بمحافظة كفرالشيخ»، هكذا بدأ الدكتور محمد شريف، حديثه عن احتفالات شم النسيم بمحافظته وقريته.
وقال شريف: «شم النسيم هو اليوم اللى بنتجمع فيه مع الأسرة ودى عادة متعودين عليها من صغرنا، بيبدأ يومنا من الساعة 6 الصبح بنروح جزيرة الرحمانية ودى موجودة فى محافظة البحيرة، لكنها قريبة مننا جدا بيننا وبينها النيل فقط، بنروح علشان نستمتع بجمال الطبيعة وسط حقول البرسيم، ومعانا طبعا ملاية كبيرة علشان نفرشها على الأرض قصاد الترعة وبنكون محضرين أكلة اليوم وهى الفسيخ والرنجة والبيض الملون ودى عادة ورثناها عن أجدادنا، الفسيخ بنعمله عندنا فى البيت لأن والدتى شاطرة جدا فى تخليل الفسيخ بطريقة نظيفة وحلوة وكمان بتعمل السردين البلدى الحلو، والرنجة بنشتريها ونشويها فى الغيط على الكانون، وبنعمل عيش بلدى فى الفرن وبصل أخضر أساسى».
محمد شريف
وأضاف شريف: «بنفضل فترة الظهر فى الغيط، والعصر بنقعد تحت شجر التوت، لأن الفترة دى كل الأشجار بتكون خضرة وفيها ورق كتير بيظلل الأرض وخاصة شجر التوت، وبعد الأكل بنتمشى فى الغيط نأكل فول أخضر وتوت ونشم الهواء الحلو من ريف بلدنا الجميلة، ولأنى عايش بعيد عن الريف فاليوم ده بالنسبة ليا بيخرجنى بره الدوشة والزحمة وبيخلينى مبسوط لشهور قدام».
هيلا هيلا فى القناطر
«حدائق القناطر والمركب هى فسحتنا الأساسية فى شم النسيم والأعياد عموما»، هذا ما قالته تقى محمود، من سكان القناطر الخيرية بمحافظة القليوبية.
وعن احتفالات شم النسيم قالت: «شم النسيم عندنا يوم عائلى من زمان جدا، العيلة بتتجمع وبنروح كلنا على الحدائق العامة اللى بتطل على النيل وبناخد معانا الكولمن والمفرش والأكلة المعروفة رنجة وفسيخ وبنلعب وبنهزر، وآخر اليوم بناخد جولة بالمركب فى النيل، بيبقى يوم حلو بنتصور كتير ولغاية دلوقتى لازم فى شم النسيم نخرج مع العيلة».
الساقية أحلى من الملاهى
قال المهندس محمود أحمد الشوربجى، من الدقهلية مركز المنزلة قرية العربان: «شم النسيم بيكون ليه طعم مختلف تماما فى القرى والأرياف بعيدا عن الزحمة والمدن والمواصلات، فى الأرياف عندنا هواء نظيف بننزل نقعد وسط الأراضى فى الخضرة والمناظر الطبيعية مع أكلة فسيخ ورنجة، وطبعا اليوم ده بيدى فرصة لكل العائلات إنها تتجمع ونتمشى وسط الزرع والخضرة الجميلة والهواء النقى، عندنا الساقية أحسن من الملاهى بنلعب عليها بدل المراجيح وبنفضل نضحك ونهزر وبترجعنا لأيام زمان».
وأضاف الشوربجى: بنصحى من الساعة خمسة الصبح بنجهز فطار فلاحى أصيل جبنة وفول وطعمية وعيش بلدى وعسل، ونروح نفطر مع بعض فى الأرض وسط المناظر الطبيعية، ومن الساعة 4 بنبدأ نجهز الغدا، عبارة عن أسماك مملحة وفسيخ ورنجة وبصل وسلطة وبطاطس محمرة ونطلع وناكل وسط الخضرة والطبيعة».
شجر توت وسط الغيطان والخضرة
قرى الجيزة من أجمل القرى فى مصر وتتميز بطبيعتها الخلابة وأشجار التوت، وقالت نسمة السيد: «شم النسيم عندنا مختلف لأن إحنا عايشين فى الأرياف وسط الخضرة والغيطان، فشم النسيم عندنا بيكون له طعم خاص والطبيعة عندنا بتبقى زاهية وجميلة، بنستنى اليوم ده من السنة للسنة وبنروح الغيطان والأراضى الزراعية بتاعتنا وبناخد معانا راكية الشاى والرنجة والفسيخ والخضرة والعيلة كلها بتتجمع وبناكل مع بعض وبنتصور كتير، وكلنا كبار وصغار بنلعب مع بعض».
وأضافت: «قرية المنوات بالجيزة مميزة بأشجار التوت عشان كده اليوم ده بناكل توت كتير جدا وبيكون طازة وطعمه حلو ومميز عن أى توت تانى ممكن تاكله».
الفسيخ من صنع إيدينا
قال زكى محمد، من محافظة المنصورة: «فى شم النسيم دايما بنروح حديقة جزيرة الورد ودى من الحدائق المشهورة جدا وبعض القرى الريفية بتروح الغيطان والأراضى الزراعية، وبياخدوا معاهم الراكية والخضار والفسيخ والرنجة، لأن المنصورة مشهورة بصناعة الفسيخ فى منطقة اسمها نبروه، وبيعملوه بطريقة ممتازة جدا بخلاف أى محافظة تانية».
شاى على الراكية وحلويات طول اليوم
«كل القرية بتستعد من الفجر عشان تقضى شم النسيم فى الأرض بتاعتها»، هو ما قاله الشاعر ممدوح بدران، عن أجواء شم النسيم فى كفر العزازى بالشرقية والتى تتميز بالغيطان والأراضى الزراعية.
وأضاف بدران: «عندنا كل عيلة لازم يوم شم النسيم تطلع على الغيطان بتاعتها أو بتاعة جيرانها وبيكون معانا الفسيخ والرنجة والبيض اللى بنلونه وحلويات وكيك، بنقضى اليوم كله تقريبا فى الغيط طول النهار وبنعمل شاى على الراكية، والأطفال بيجيبوا كرة وبيلعبوا طول اليوم».
قاعدة حلوة فى الشخلوبة ومصيف فى بلطيم
«شم النسيم هو عيد البهجة عندنا فى الأرياف»، هذا ما قاله محمد الحفناوى، عن احتفالات شم النسيم فى كفر الشيخ.
محمد الحفناوى
وأضاف الحفناوى: «احنا متعودين فى الأعياد وخصوصا عيد شم النسيم بنكون مجهزين الفسيخ وعاملينه من قبلها وبنعلمه عندنا فى البيوت، وطبعا كفر الشيخ من أشهر المحافظات اللى بيتعمل فيها الفسيخ وبيتصدر لكل حتة، ففى الغالب بنعمل الفسيخ فى البيت وبنروح الحدائق اللى عندنا أو الغيطان وطبعا الجو بيبقى جميل لا برد ولا حر وبيبقى حلو أوى، ممكن نروح بحيرة البرلس ونركب مركب ونقضى يوم حلو على بعض الجزر فى المنطقة عندنا أو المناطق المجاورة، والأطفال بتبقى فرحانة فى شم النسيم، وفيه ناس عندنا بتيجى مخصوص وتعمل المراجيح والألعاب للأطفال وحاجات للكبار زى نيشان البندقية والعربيات اللى بالكهرباء».
خيرى هاشم
ومن جانبه، قال خيرى هاشم: «شم النسيم عندنا يعنى الشخلوبة وبلطيم، الشخلوبة من أحلى الأماكن فى مصر وهى جزيرة وسط البحر الناس بتجيلها من كل حتة من العالم، بنروح ناخد الأكل بتاعنا واللى غالبا بيكون فسيخ ورنجة وبيض ملون وشاى الراكية ونقضى يوم هناك، وممكن كمان نروح بلطيم وده المصيف المعتاد عندنا».
محمود الشوربجى
ممدوج بدران