أكتب لحضراتكم والحديث يدور حول رفح الفلسطينية، وهي المدينة التي يظنها نتنياهو ورفقته أنها الأخيرة، تحت زعم وجود 4 كتائب لحركة حماس فيها، لكنهم جميعا يصنعون مسارا، و في خططهم مسارات أخرى، فهم جميعا أعينهم على تصفية القضية الفلسطينية، ودفع الفلسطينيون للنزوح، وهو تصور درامي في عقول المخططين في تل أبيب، لكنه لا ينطبق مع الواقع إطلاقا، فالعملية ليست قرارا في يد حكومة الحرب الإسرائيلية، لكنه قرار يرتبط بحياة ومصير أكتر من مليون ونصف بني آدم فلسطيني، يعيشون في عدة كيلومترات بسيطة، من جملة 365 كم هي مساحة قطاع غزة بالكامل.
لعل الأرقام كثيرة ويمكن لحضراتكم متابعتها في القنوات والمواقع، لكني في هذا المقال أتحدث عن المواطن الفلسطيني، الذى ذاق كل صنوف العذاب، و شاهد التخريب والتدمير المتواصل على مدار 7 شهور، وشاهد بعينه استشهاد آلاف من أصدقائه وأسرته وجيرانه، في حرب فاقت كل معايير العالم، واخترقت كل قوانين الدنيا، و رغم كل تلك الكوارث لم تنتبه الفصائل الفلسطينية أن عليها دورا سياسيا هو توحيد شكلهم السياسي، حتي تكون صورتهم القانونية واضحة أمام العالم، لأن العالم يحترم الشكل أيضا.
حجم التدمير والدماء في غزة يستدعى أن يتجرد الجميع من مصالحهم، ويذهب الجميع لطاولة تجميع حقيقية، هذه الطاولة تنهي معاناة الانقسام ولا تتحدث عن مواطن الاختلاف، وبذلك نكون قد وفرنا الدماء التي يعشقها كيان الاحتلال وجنوده، و نكون قد وفرنا تطورات رهيبة و متوقعة في رفح الفلسطينية.
وأخيرا رسالة صدق للجميع، مدينة رفح صارت أيقونة للانسانية مع كلمة غزة، ولذلك فالمعركة في رفح هي معركة فاصلة في تاريخ الانسانية، ونتائجها خطيرة للغاية على الجميع، لعلهم يعقلون.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة