أنا الجيش صلبا لا ألين.. أقسمنا لا نركع إلا لبارينا
في خضم اليأس نحرس أرضها.. ليبقى الآباء أسمى أمانينا
لمرضاة الله نبغيه عملا.. ومن غدر الاعادي رضاكم يداوينا
من جبال مصر أخذنا مسكنا.. وفي صحرائها قبورا تنادينا
صمتنا العزم .. وفي خطانا النار.. والجحيم لينظر من يعادينا
تحيي مصر خلال هذه الأيام ذكرى تحرير سيناء، وأثناء تواصلى مع عدد كبير من مشايخ القبائل، وكذلك بعض المعنيين والمتابعين للملف، أدركت أن قيمة سيناء ليست فى حاضرها فقط، بل أن تاريخها دائما حاضر فى وجدان الشعب المصرى، وفى نفس الوقت هناك دائما استهداف لها، وكما يقول الكاتب الدكتور جمال حمدان فإنه لما كان طريق الخطر الخارجى البرى إلى مصر هو الشام أساسا، وكانت سيناء تحتل النقطة الحرجة بين ضلعى الشام ومصر اللذين يكونان وحدة استراتيجية واحدة، فقد أصبحت طريق الحرب تماما، إنها معبر أرضى، جسر استراتيجى عبرت عليه الجيوش منذ فجر التاريخ.. ومن هنا فسيناء أهم وأخطر مدخل لمصر على الاطلاق".
ومع تلك القيمة العظيمة لشبه جزيرة سيناء، زادت قيمة وأهمية القوات المسلحة المصرية وأجهزة الدولة المعنية فى ذلك الاتجاه الاستراتيجي الهام والمؤثر، ولذلك أدرك صانع القرار المصرى أن إعداد العدة و التجهيز والتأمين هى مهام ذات أولوية قصوى، لأن المثل الشعبى يقول " الأرض عرض"، فلا ريب أن ذلك الربط صنع تلك القوة المتدافعة للجيش المصرى والأجهزة المعنية فى الحفاظ على تراب مصر عموما، وعلى أرض سيناء خصوصا.
"يا دنيا سمعانى يا دنيا سمعانى.. أبويا وصانى.. ما خللى جنس غريب يخش أوطانى.. الأرض دى أرضى أحميها أنا وولدى.. أفديها بالأرواح وتعيشى يا بلدى".. فرقة أبناء الإسماعيلية
عملية تجهيز وتسليح الجيش المصرى، والتى مرت على مراحل متطورة ومرنة، حتى وصلت للجهوزية الكاملة فى تنفيذ المهام، يجب أن نربطها ربطا أساسيا بزيادة الاشكاليات والتحديات، وفى ذلك الاطار نضع جزءا رئيسيا من خطاب الرئيس السيسى بعد إعلان تنصيبه رسميا رئيسا للجمهورية فى إبريل الماضى، حيث وضع مستهدفات العمل الوطنى فى الفترة المقبلة، وجاءت النقطة الأولى فى خطابه حول علاقات مصر الخارجية باعتبارها أولوية يجب أن تتضمن حماية وصون أمن مصر القومى، وذلك فى محيط إقليمى ودولى مضطرب، وهو ما يؤكد القوة التى يجب أن يعتمد عليها صانع القرار والأمن القومى فى مصر، لذلك كانت قوة الجيش المصرى نابعة من قوة القرار المصرى، والذى يعي جيدا قيمة ومعنى " جمهورية مصر العربية".
طالعلك يا عدوي طالع
طالعلك لو جبل النار
هاعملك من دمي ذخيرة
واعمل من دمك انهار
وقوة الجيش المصرى وجهوزيته، جعلته قادر على تطهير الأرض وطيها فى نفس الوقت، وطهر سيناء بالكامل من الإرهاب والتطرف، وهى معركة غاصت فيها جيوشا ولم تحققها، لكن المعادلة المصرية كانت اذكى فى التنفيذ، فتضافرت الجهود وصولا للنتيجة التى أعلنها الرئيس السيسى أمام العالم باعتبار مصر دولة خالية من الإرهاب، ولم تبخل اليد التى كانت تطهر فى أن تعمر سيناء وتنميها، وهو ما تم فى أرقام ضخمة بالمليارات، وصلت مجتمعة عملية التطهير والتعمير إلى أكثر من 700 مليار جنيه.
يامصر.. شهيد أنا بجيش الفدا.. أصد الكيد أمنع العدا
الله أكبر أنشودتي.. والشهادي لي عين الرضا
لا تسألو عن حياتي.. فمن غير الجهاد حياتي سُدى
وأخيرا ونحن فى خضم تداخلات اقليمية، واشكاليات حول أولويات التحركات فى الاقليم، فإن هناك مظاهر تتنافى مع المنطق ومسارات الذكاء، ويقود تلك المظاهر شخصيات سيطر عليها الوهم أكثر من فهمهم للواقع، ولذلك فالأيام المقبلة شاهدة، و كما قالها الرئيس السيسى فى إحدى المناسبات " اللى قدر يعملها مرة، قادر على فعلها كل مرة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة