كاتبة مغربية لها العديد من الإصدارات التي تخاطب الصغار واليافعين، كما أنها تمتلك الكثير من الترجمات من الإسبانية للعربية والعكس، فعملت على انتقاء ما يلائم مجتمعاتنا العربية، وقدمت سلسلة قصصية مترجمة عن كتب اليافعين، هي الكاتبة قمر عبد الرحمان أعراس، وقد حاورها اليوم السابع خلال مشاركتها في مهرجان الشارقة القرائى للطفل بدورته الـ 15، والمستمر حتى 12 مايو الحالي، إلى نص الحوار..
ــ هل تشعرين أن الكتابة للأطفال تحمل الكاتب مسئولية أكبر بالمقارنة مع الكتابة للكبار؟
أعتبر أن الكتابة للأطفال سهل ممتنع، ولا أنكر أنها مسئولية، وإن كنت متخصصة في أدب اليافعين، بحكم أنني معلمة، أتعامل مع الفئة العمرية التي تتراوح بين سن 11 و17 عامًا، لما يزيد عن الخمسة عشرة عامًا، فألمس تطلعاتهم، أفكارهم، وأحلامهم، أؤثر فيهم بشكل أو بآخر عندما أقدم معلومة وأرغب في أن يستوعبونها، وأسلك الطريق الأقرب إلى عقولهم، لقد كتبت روايتين إلى الآن لهذه الفئة العمرية، ولا يفوتني أن أشير إلى أن الأدب الخاص بفئة اليافعين قليل جدًا في وطننا العربي، وهو فكر وأدب بدأ حديثا لدينا، لذلك قررت، بحكم اطلاعي على الأدب الإسباني، وكوني عاشقة لهذا النوع من الكتابات، أن أنقل بعضا من الأدب اللاتيني إلى القراء العرب، عن طريق ترجمة بعض المؤلفات، مع الحرص على انتقاء ما يلائم مجتمعاتنا العربية والإسلامية، قدمت سلسلة قصصية مترجمة عن كتب اليافعين، ونجحت الفكرة، خاصة هنا في الإمارات، وربما أكون أنا الكاتبة الوحيدة التي تملك كتبا مترجمة عن اللغة الإسبانية في معرض الشارقة.
ــ ما الذي يشجع دور نشر عربية على إصدار كتب مترجمة من اللغة الإسبانية؟
في رأيي عندما يكون الكاتب المترجم على اطلاع بتقاليد وعادات المنطقة التي ينتمي إليها الكاتب الأصلي، يتفوق في منح الكتاب الذي يترجمه رونقا خاصا، ولا تكون الترجمة حرفية خالية من الروح، وأنا بحكم أنني من شمال المغرب، وكاتبة قصص أطفال تحمل كتاباتي من الخصوصية الكثير، وهو ما لمسه العديد من دور النشر، مشيدين بما قدمته لهم من أعمال أدبية.
ــ كيف تؤثر بالنسبة لك الرواية المصورة على فئة اليافعين؟
الطفل بعادته يرى أكثر مما يسمع ويقرأ، وتثير الألوان والصور اهتمامه بشكل أكبر، لذلك لابد من أن تتضمن كل صفحة من قصص الصغار رسومات دالة على ما يقرأه، علما أنه كلما تقدم الطفل بالعمر، ينجذب نحو الفكرة أكثر، وهو ما يفسر قلة الرسومات في كتب اليافعين، في محاولة لاستمالة خيالهم، وجعلهم يكونون بأنفسهم صورا تمثلهم وتعكس ما استوعبوه من القصص التي يطالعونها.
ــ ما التحديات التي تقابل الكاتب في ظل الذكاء الاصطناعي وصعوبة جذب انتباه طفل القرن 21 المهووس بالتكنولوجيا والتقنيات الحديثة؟
تأكد أن الخيط الناظم بين الطفل والكاتب هي المشاعر، هذه الأخيرة التي يعجز الذكاء الاصطناعي عن توفيرها مهما قدم من معلومات وحاول تأليف القصص، وهي بالتالي تشكل الحد الفاصل بين ما يمكن أن يقدمه هذا الأخير من معلومات وما يكتبه الكاتب في روايته، فكما لا يمكن لجهاز الروبوت أن يربي أطفالا ويبني أجيال المستقبل بدلا عن الآباء، فلا أرى أن بإمكانه تربية جيل من خلال الكتابة، فالكاتب هو أولا وقبل كل شيء إنسان ومربي، يراعي هذه الخصوصية في ما يقدمه لهذه الفئة، فتحركه مشاعره قبل مخيلته، وبالتالي ينعكس ذلك على ما يقدمه لهؤلاء الأطفال من إنتاجات فكرية، بعيدة تماما عن أي جمود معلوماتي.
ــ هذه هي المشاركة الثانية لك ضمن فعاليات مهرجان الشارقة القرائي للطفل، ماذا يمثل لك ذلك.. وبماذا تشاركين في الدورة 15؟
سعيدة جدًا بحضوري للسنة الثانية على التوالي للمهرجان، بعد أن حضرت العام الماضي ضيفة على فعالياته، وقدمت مجموعة من الكتب منها المترجم من اللغة الإسبانية إلى العربية، وروايات أخرى لليافعين، أما هذا العام، فكانت الدعوة مختلفة، إذ أشارك في مجموعة من اللقاءات التفاعلية مع الأطفال، عبر جولة في المدارس، أقدم من خلالها مجموعة من مؤلفاتي، كما يشمل حضوري هذه العام الحالى، المشاركة في ندوة تتحدث عن بناء المجتمعات من خلال الروايات المصورة، وهل من نماذج محددة يمكن الاستشهاد بها في هذا السبيل، في مقارنة بين التجربتين العربية والغربية.
ــ ما هو انطباعك عن الدورة الـ 15 من مهرجان الشارقة القرائى للطفل؟
أحيي في إدارة المهرجان حرصها على الجمع بين الكتابة والأدب، والموسيقى، وفن الرسم والرسوم المتحركة في حدث ثقافي واحد، وأرى أنه كشكول إبداعي يجمع مشاركين من كافة أنحاء العالم، الشيء الذي يسمح بتبادل الأفكار والثقافات، وينمي في كل الزوار روح وشغف البحث عن الآخر والتعرف عليه.
ــ نريد أيضًا أن نعرف انطباعك عن مؤتمر الشارقة الرسوم المتحركة الذى حل عليه ضيوف عالميين في مجال صناعة أفلام الكارتون؟
أؤكد على أن الاهتمام بالمجال البصري من خلال مؤتمر الشارقة للرسوم المتحركة، الذي ينظم هذا العام على مدى 5 أيام، مبادرة فريدة تخلق متعة أكبر لجيل الألفية الذي يختم بالصورة والمؤثرات البصرية أكثر من أي وقت فات.
ويحرص المهرجان أيضا على الانفتاح على دول أخرى من خلال تنظيم مسابقات دولية، إذ التقيت هنا رسامين لقصص الأطفال من إسبانيا والمكسيك، إلى جانب سوريا وفلسطين وغيرها، وسعدت بتلاقي الحضارات العربية وجهة أمريكا اللاتينية.