تمر اليوم ذكرى فك أسر لويس التاسع من مصر وبالتحديد فى مدينة المنصورة، حيث تم فك أسره فى مثل هذا اليوم 7 مايو 1250م بعد شهر تقريبًا من أسره فى دار ابن لقمان الذى أُسر فيه بمدينة المنصورة، وذلك على إثر انهزام الصليبيين على يد الجيش المصري خلال الحملة الصليبية السابعة التي كانت تحاول احتلال مصر، وجاءت الحملة ردًا على استرداد بيت القدس من قبل المسلمين في عام 642 هـ، 1244م.
وحسب ما جاء في كتاب تاريخ المغول وغزو الدولة الإسلامية للدكتورة إيناس محمد البهيجي فقد ترتب على هزيمة لويس التاسع عام 1250م/648هـ مجموعة من النتاج من أهمها:
- إرتفاع شأن ومكانة المماليك: فقد تبين بوضوح الدور البارز الذي قام به المماليك في معركة فارسكور وكيف أن جهادهم أعداء الإسلام كلل بالنجاح، وفي حقيقة الأمر، أن ذلك الدور كان له أثره في ارتفاع شأنهم وبذلك سيصيح لهم السند التاريخي في الوصول إلى العرش، وليس غريباً أن العام الذي شهد الانتصار علىٍ الغزاة وهو عام 1250م/ 648 هـ هو ذاته الذي شهد نهاية تورانشاه حريقا غريقا لتنتهي الدولة الأيوبية؛ ويتم إفساح الطريق لدولة المماليك الأفذاذ لتدافعم عن الإسلام بقوة وعزم ونشاط وحيوية جهادية رائعة.
- عجز فرنسا عن تحقيق أهدافها: والملاحظ أن فعاليات فرنسا في دعم الحركات الصليبية وفي التوجه إلى البعد الأفريقي نالها الخسران المبين وعجزت فرنسا عن صنع واقع حربي وسياسي في المنطقة على حساب الأيوييين وبذلك تأكد للدارسين كيف أن كافة الحاولات الصليبية لاخضاع مصر سواء في القرنين الثاني عشر والثالث عشر الميلادي/ السادس والسابع الهجريين لم تحقق أدنى نجاح، ولا شك في أن صورة أسرة آل كايبة الحاكمة في فرنسا، ضعف أمرها بين الأسر الحاكمة في أوربا بسيب الهزيمة الشنيعة التي تعرض لها لويس التاسع ووقوعه في الأسر.