أثارت التحركات العسكرية لقوات الاحتلال الإسرائيلي في رفح غضب المنظمات الدولية، حيث أكدت علي أن ما يحدث من إعلان عن إخلاء مناطق في رفح والتهجير القسري للنازحين الفارين عدة مرات خلال أشهر قليله غير إنساني، مع عدم وجود ملجأ أمن للانتقال إليه وسط وجود الالف الأطفال بدون ذويهم.
من جانبه شدد أنطونيو جوتيريش أمين عام الامم المتحدة، علي الضرورة الملحة لبذل كل جهد لازم للتوصل إلى اتفاق ووقف المعاناة الحالية عن الفلسطنيين، وفي بيان منسوب للمتحدث باسمه، أعرب الأمين العام عن القلق البالغ بشأن المؤشرات التي تفيد بالقيام بعملية عسكرية واسعة النطاق في رفح، قائلا: نشهد بالفعل تحركات للناس، الكثير منهم في حالة إنسانية يائسة وقد تم تهجيرهم بشكل متكرر. إنهم يبحثون عن أمان حُرموا منه مرات كثيرة".
وذكر الأمين العام الأطراف بأن حماية المدنيين لها أهمية قصوى في القانون الدولي الإنساني، وجدد الأمين العام نداءه بشأن ضرورة التوصل إلى اتفاق وأهمية عدم تضييع الفرصة السانحة، وقال جوتيريش إن الغزو البري في رفح سيكون غير محتمل بسبب عواقبه الإنسانية المدمرة، وتأثيره المزعزع للاستقرار في المنطقة.
فيما حذر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك من مغبة ارتفاع الوفيات والمعاناة والدمار في صفوف المدنيين إلى مستويات لا تطاق في أعقاب أوامر قوات الاحتلال الإسرائيلي للفلسطينيين بإخلاء أجزاء من رفح قبل هجوم جديد.
وأكد مفوض حقوق الإنسان في بيانه: أولئك الذين يختارون الاستهزاء بالقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان يجب أن يخضعوا للمحاسبة".
وقال تورك إن سكان غزة لا يزالون يتعرضون للقنابل والأمراض وحتى المجاعة، واليوم، قيل لهم إنه يجب عليهم الانتقال مرة أخرى مع تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح، ووصف هذا الأمر بأنه غير إنساني فهو يتعارض مع المبادئ الأساسية للقانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان، الذي يضع الحماية الفعالة للمدنيين في مقدمة أولوياته. وفق بيان أممى.
ونبّه فولكر تورك إلى أن انتقال مئات الآلاف قسرا من رفح إلى مناطق سويت بالأرض - وحيث لا يتوافر لهم سوى القليل من المأوى وحيث تنعدم إمكانية الحصول على المساعدة الإنسانية اللازمة لبقائهم على قيد الحياة أمر لا يمكن تصوره. ولن يعرضهم سوى لمزيد من الخطر والبؤس.
وأفاد بيان المفوض السامي بمقتل ما لا يقل عن 26 فلسطينيا في رفح، معظمهم من الأطفال والنساء خلال الليل. واليوم، تم إغلاق معبرين مؤديين إلى رفح، مما أدى إلى وقف تدفق المساعدات الإنسانية الشحيحة بشكل كامل.
وأضاف المسؤول الأممي، أنه تشكل النساء والأطفال أكثر من 70 % من أكثر من 120 ألف قتيل وجريح ومفقود، مؤكدا على ضرورة أن يكون هناك وقف لإطلاق النار والسماح بتدفق المساعدات الإنسانية بحرية وعلى نطاق واسع.
وأضاف المسؤول الأممي، أنه بعد أكثر من نصف عام من الغارات المتواصلة التي تشنها القوات الإسرائيلية في جميع أنحاء غزة، لا يوجد موقع خارج رفح يتمتع بالبنية التحتية والموارد اللازمة لاستضافة النزوح الجماعي لأكثر من مليون شخص.
وقال المفوض الأممي، أن الفلسطينيين الذين بقوا في رفح سيظلون معرضين لخطر الموت والإصابة، سواء بسبب القصف العشوائي، أو القتل غير المشروع، أو فقدان إمكانية الوصول إلى الغذاء والماء والرعاية الصحية مشددا انه لا يجب السماح بحدوث ذلك".
ومن جانبها حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) من أن الحصار العسكرى والتوغل البرى فى رفح سيشكل مخاطر كارثية لـ600 ألف طفل يحتمون حاليا فى المنطقة. وبالنظر إلى الأوضاع فى رفح بما فى ذلك التركيز الكبير للأطفال وشدة العنف المحتملة واحتمالية أن تكون ممرات الإخلاء مليئة بالألغام أو الذخائر غير المنفجرة.
وقالت اليونيسف إن العمليات العسكرية ستؤدى إلى سقوط عدد كبير جدا من الضحايا المدنيين والتدمير الكامل للخدمات الأساسية القليلة المتبقية والبنية التحتية التي يحتاجونها للبقاء على قيد الحياة.
ومن جانبها قالت كاثرين راسل المديرة التنفيذية لليونيسف: تسبب أكثر من 200 يوم من الحرب بخسائر لا يمكن تصورها فى حياة الأطفال لافته الي ان رفح الآن مدينة الأطفال، الذين ليس لديهم مكان آمن للذهاب إليه في غزة. إذا بدأت عمليات عسكرية واسعة النطاق، فلن يتعرض الأطفال لخطر العنف فحسب، بل أيضا للخطر المصاحب للفوضى والذعر، فى وقت تعانى فيه حالتهم الجسدية والعقلية من الضعف أصلا.
ودعت اليونيسف إلى وقف فورى ودائم لإطلاق النار لأسباب إنسانية والإفراج عن الرهائن فورا ووضع حد لأية انتهاكات جسيمة ضد جميع الأطفال، وحماية المدنيين والبنية التحتية التي تدعم احتياجاتهم الأساسية والحماية المستمرة للأطفال وأسرهم إذا كانوا غير قادرين أو غير راغبين في التحرك بعد صدور أمر الإخلاء.
كما أكدت اليونيسف ضرورة ضمان الوصول الآمن والمستمر للمنظمات الإنسانية وعاملى الإغاثة إلى الأطفال وعائلاتهم بالمساعدات المنقذة للحياة، أينما كانوا في قطاع غزة.
ومن جانبها نددت لويز ووتدريدج مسئولة بقسم الإعلام بوكالة الأونروا والموجودة حاليا فى غزة بأوامر الإخلاء التي أطلقتها قوات الاحتلال الإسرائيلي للنازحين في منطقة المواصي برفح الفلسطينية، لافتة إلى رفض الأمم المتحدة لهذه الأوامر بالإخلاء لأنها تعد تهجيرا قسريا، كما أكدت أنها لن تكون طرفا في أي تهجير قسري للناس في غزة مؤكدة انه لا يوجد مكان يمكن لسكان غزة الموجودين في رفح الفلسطينية التوجه إليه.
وأكدت المسئولة الأممية أنه يقيم في منطقة المواصى أكثر من 400 ألف شخص، وفق آخر تقديرات الأونروا التي أفادت بتدفق النازحين إلى المنطقة من خان يونس القريبة.وقالت ووتدريدج إن المواصي منطقة مكتظة بالفعل وليس بها البنية الأساسية اللازمة لإقامة هذا العدد الكبير من النازحين.