تمر، اليوم، ذكرى انتصار السلاجقة على الصليبيين فى معركة حران، وذلك فى 7 مايو عام 1104م، وهى أول معركة كبرى ضد الدول الصليبية الناشئة حديثاً في أعقاب الحملة الصليبية الأولى لتكون نقطة تحول ضد توسع الفرنجة. كان للمعركة تأثير كارثي على إمارة أنطاكية حيث استرد السلاجقة الأراضي التي كانوا قد فقدوها..
والدولة السلجوقية أو دولة بني سلجوق أو دولة السلاجقة العظام (يطلق عليها الاسم الأخير لتمييزها عن دول السلاجقة اللاحقة التي ظهرت بعد تفككها وانهيارها) وهي واحدة من الدول الكبرى في تاريخ الإسلام وإقليم وسط آسيا، وهي سلالة تركية تنحدر من قبيلة قنق التي تنتمي بدورها إلى مجموعة أتراك الأوغوز. حكمت الدولة السَلْجُوقيَّة في أوج ازدهارها كافَّة إيران وأفغانستان ووسط آسيا وُصولاً إلى كاشغر في الشرق، فضلاً عن العراق والشام والأناضول غرباً وُصولاً إلى مشارف القسطنطينية.
ووفقا لكتاب "الأخلاق عند الغزالي" لزكي مبارك، فإن عشيرة السلاجقة انقسمت إلى خمسة بيوت: الأول السلاجقة العظمى، وهي التي كانت تملك خراسان، والري، والجبال، والعراق، والجزيرة، وفارس، والأهواز. والثاني سلاجقة كرمان. والثالث سلاجقة العراق. والرابع سلاجقة سورية. والخامس سلاجقة الروم.
أما السلاجقة الكبرى فهي الدولة التي أسسها ركن الدين أبو طالب طغرل بك، وحياتها 93 سنة: من 429هـ/1039 إلى سنة 522هـ/1127م. وقد انقضت دولتهم على أيدي شاهات خوارزم.
وأما سلاجقة كرمان فكانوا من عشيرة قاروت بك بن داود بن ميكائيل بن سلجوق، وهو أخو ألب أرسلان، ومدة ملكهم 150 سنة، من 432هـ/1041م إلى 583هـ/1188. وقد انقضت دولتهم على أيدي الغز التركمان.
وأما سلاجقة العراق وكردستان فقد ابتدأت دولتهم سنة 511هـ/1117م. وانتهت سنة 590هـ/1194م على أيدي شاهات خوارزم بعد أن مكثت 79 سنة.
وأما سلاجقة سورية فكانوا من بيت تنش بن ألب أرسلان بن داود بن ميكائيل بن سلجوق. وقد ابتدأت دولتهم سنة 487هـ/1094م. وانتهت سنة 511هـ/1117م. على أيدي الدولتين: النورية والارتقية، فكانت حياتها 24 سنة.
وأما سلاجقة الروم: ملوك قونية واقصرا، فكانوا من بيت قطامش بن إسرائيل بن سلجوق، وقد ابتدأت دولتهم سنة 470هـ/1077م. وانتهت سنة 700هـ/1300م، فهي أطول دول السلاجقة حياة، إذ مكثت 230 سنة، وقد انقضت على أيدي الأتراك العثمانيين والمغول، والذي كان يرتبط تاريخه من هذه البيوتات بتاريخ الدولة العباسية لدخول بغداد في حوزتهم السلاجقة العظمى وسلاجقة العراق، الذين كان لهم السلطان على العباسيين من سنة 447 إلى سنة 590، أي 143 سنة.
واستخلف من آل العباس في عهد الدولة السلجوقية تسعة خلفاء، أولهم القائم بأمر الله الذي انتهى في عهده العصر البويهي، وآخرهم الناصر لدين الله الذي انتهى في عصره ملك السلاجقة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة