بعد أن انتهت دار "ديوان" من طبع الأعمال الكاملة لنجيب محفوظ أعلنت عن إطلاق مشروع محفوظ المصوَّر، بهدف تحويل أعمال كاتب نوبل إلى روايات مصوَّرة، وطرحت بالفعل أول نتاجات المشروع وهو رواية "اللص والكلاب" المصورة. في هذا الحوار يتحدث أحمد القرملاوي مدير النشر بـ"ديوان" عن هذه التجربة الجديدة.
كيف بدأ التفكير في مشروع الكوميكس؟
بدأ التفكير في مشروع تحويل أعمال نجيب محفوظ لروايات مصورة مبكرًاً، منذ تأسيس مشروع نجيب محفوظ بهدف جذب شرائح جديدة من القراء إلى عالمه، خاصة أن المشروع وضع ضمن أولوياته وأهدافه دعوة فنانين شباب للتفاعل مع عالم كاتب نوبل واستلهامه لإنتاج إبداعهم الخاص.
والآن وقد اكتملت أعمال محفوظ في طبعتها الجديدة عن دار ديوان للنشر، والتي تعكس الهوية البصرية الحداثية للمشروع، وتم تقديم عشرات الفنانين الشباب من خلالها، فقد تقرر إطلاق مشروع نجيب محفوظ المصوَّر كخطوة جديدة ومهمة على طريق تحقيق أهداف مشروع نجيب محفوظ.
لماذا تم البدء برواية "اللص والكلاب"؟
رأينا أن رواية "اللص والكلاب" هي الأنسب بين أعمال محفوظ الروائية لاستهلال مشروع نجيب محفوظ المصور، وإطلاق أول نتاجاته، فالرواية شديدة الحيوية من حيث الأحداث والمشاهد بما فيها من تشويق ومطاردات أثناء رحلة البطل سعيد مهران للانتقام من أعدائه، كما تتضمَّن تنويعة من الأماكن المتميزة على المستوى البصري مثل بيت الشيخ وقهوة طرزان وبيت نور وفيلا رؤوف علوان، كما أنها رواية قصيرة نسبيًّا مكثفة الأحداث تدمج بين الواقعية والخيال، وجميعها أسباب تجعلها مناسبة تماماً للتحول إلى الوسيط البصري.
اللص والكلاب
هل ترى أن سوق القراءة يرحب بهذه النوعية؟
أرى أن سوق النشر العربية بحاجة لمواكبة السوق العالمية بإيقاع أسرع وكفاءة أعلى، والرواية المصورة وكتب الكوميكس تجتذب شريحة واسعة من القراء على مستوى العالم، كما تقع في منطقة بينية تتوسط فنون السرد والتصوير، وعليه فإن بإمكانها أن تجسر العلاقة بين جمهور الفنون السردية وجمهور الفنون البصرية، وتصنع لغة أكثر معاصرةً في زمن تغلب عليه اللغة البصرية أكثر من غيرها.
ما ردود الفعل التي وصلتكم عليه؟
ردود الفعل حتى الآن شديدة الإيجابية خاصة فيما يتعلق بفكرة تحويل أعمال نجيب محفوظ لروايات مصورة، أما الرواية المصورة في ذاتها فلا زالت حديثة الإصدار بحيث يصعب الحكم على رأي القراء وكيفية استقبالهم لها. وقد تكرر وصف المشروع بالأهمية، بل والقول بأن هذه الخطوة تأخرت نسبيَّاً وآن لها أن ترى النور، كما تكرر السؤال عن أهداف المشروع وإن كان يستهدف روايات أخرى أم رواية اللص والكلاب فحسب، وقد أوضحنا لكل من يطرح هذا السؤال أن مشروعنا المصور الطموح يستهدف تحويل أغلب أعمال محفوظ إلى الوسيط البصري.
هل تحاول ديوان تقديم محفوظ بشكل عصري؟
بالتأكيد، وهذا ما اعتزمته "ديوان" منذ تأسيس مشروع نجيب محفوظ، فاستدعت فنانين شباباً لقراءة محفوظ والتعرف عليه وتقديمه لمجايليهم بلغتهم المعاصرة وطبقًا لفهمهم واستيعابهم لعوالمه وشخصياته، ليس فقط عن طريق أغلفة الكتب وتصميمها الداخلي ولكن أيضاً البورتريهات والمنتجات التي تعيد تقديم محفوظ للمجتمع المعاصر كـ"براند" معاصر وحيوي وجذاب.
ما كواليس العمل بين ديوان والفنان؟
كواليس العمل تبدأ باقتراح الأعمال التي تراها ديوان مناسبة للتقديم عبر الوسيط البصري والنقاش حولها مع دار "المحروسة" شريكنا في مشروع نجيب محفوظ المصور، ومن ثم الاتفاق مع الفنانين ومتابعة مراحل الإعداد والتصميم ثم كتابة السيناريو وتنفيذ الكادرات وصولًا إلى المنتج النهائي ومراجعته لغويَّاً واعتماده للطباعة، كل ذلك بالتعاون مع فريق المحروسة والتنسيق المستمر.
نجيب محفوظ اللص والكلاب
ما العمل القادم ولماذا؟
هناك ثلاثة أعمال تم العمل عليها بالفعل، صدر منها "اللص والكلاب"، بينما هناك عملان آخران قيد المراجعة التي تسبق الطباعة، أحدهما رواية شيقة تدور أحداثها في الإسكندرية وأخرى تُعَد الأشهر في مشوار محفوظ والتي نالت إشارة خاصة في حيثيات فوزه بجائزة نوبل للآداب، وسيتم الإعلان عن كل التفاصيل قريباً.
هل هناك صعوبة في تحويل بعض الأعمال؟
للوهلة الأولى تبدو بعض الأعمال صعبة في التحول إلى الوسيط البصري، إما لطولها الشديد مثل الثلاثية أو لشدة اختزالها مثل أصداء السيرة الذاتية أو لاعتمادها على السرد دون الحوار والتفاعل بين الشخصيات مثل رواية "المرايا"، لكن مع أول جلسة مع الفريق الإبداعي تتكشف معالجات جديدة مبتكرة بإمكانها أن تنقل كل ما كتبه محفوظ للوسيط البصري بوسائل متنوعة، وهذا ما نعتزم تحقيقه من خلال مشروع نجيب محفوظ المصور.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة