واحدة من المهن القديمة المعروفة لدى القدماء المصريين، وكانت تستخدم فى تنقية القمح من الأعشاب قبل طحنة، وكانت تعمل بها عائلات كاملة وتعتمد على القوة البدنية وجسم الإنسان، هى مهنة المقرقر، الذى يقوم بتنقية المحاصيل مثل الكمون والينسون من الأتربة قبل بيعه بالأسواق.
قال جرجس محروس الذى يعمل فى المهنة: "أقوم بفصل البذرة من التبن وهى المرحلة الأخيرة فى عملية الحصاد، وهى عملية الفصل وتجهيز الينسون للشرب، مرحلة الفصل تتم عن طريق مرحلتين الاولى بالغربال الكبير، والثانية بالغربال الصغير، بعدها يتم تحميل الينسون، والفدان هذا العام يصل انتاجه الى 800 كيلو".
وأضاف: "نعمل مع الهواء فاذا توقف الهواء نتوقف حتى يعود.. وهذا يجعلنا ناخذ وقت أطول فى القرقرة، ولكن عملية الدريس اصبحت افضل، حيث وفرت الماكينة الوقت والجهد على المزارع، فبعد ان كنا نجمع العمال بعد الحصاد نضرب المحصول لفصل العود عن السنبلة، ثم ياتى شخص يدعى المقرقر، وهو يقوم بفصل السبلة عن الحبوب وعزلها من خلال غربال.
وتابع: مهنة المقرقر كانت فى الماضى تسخدم لمحصول القمح، لكن هذه الايام للينسون والكمون بعد التطور فى الماكينات، وأنا علمت أبنائى القررة حتى يكون لهم مجال لكسب لقمة العيش بجانب الدراسة، لأن المهنة مطلوبة وتساعد على مقاومة الحياة، ومهنة المقرقر لن تنتهى ويتوارثها الاجيال.
وتشتهر محافظة المنيا، بالزراعة وتنوع الحاصلات بها نظرا لتمتعها بطقس مميز فى فصول السنه المختلفة، لذا تجد زراعة كافة المحاصيل الزراعية من الشمال للجنوب، ولكل مثل طبيعة المحافظة فهى تتفوق فى بعض المحاصيل على محاصيل أخرى، ومنها البطاطس الذى كان يتم تصديره الى الخارج، والتى تشتهر به قرية البرجاية التابعة لمركز المنيا، بينما تشتهر أيضا بزراعة النباتات الطبية والعطرية بانواعها المختلفة.
وتعد قرية صفط الغربية التابعة لمركز المنيا، الأولى فى زراعة العديد من انواع تلك النباتات واشهرها الكمون والينسون والريحان والكسبرة وغيرها من التبات الطبية والعطرية التى تستخدم فى تحضير الادوية، وكانت فى الماضى تستخدم لعلاج بعض الامراض، ويصنع منها الادوية للمرضى، وقد توسع المزارعون هذا العام فى الرقعة المزروعة من النباتات الطبية والعطرية، عن العام الماضى وذلك لعدد من الاسباب منها الانتاجية المرتفعة، وكذلك امكانية التصدير للخارج، اسعار تلك الحاصلات والاقبال عليها.
وقد زاد الاقبال على زراعة النباتات الطبية والعطرية بشكل كبير هذا العام وهذه زيادة ملحوظة خاصة فى محصول الكمون والينسون والكزبره والكراوية، حتى أنها انتشرت فى اغلب القرى لكن بمساحات مختلفة، إلى جانب ايضا المساحات المزروعة فى الظهير الصحراوى، وهى ايضا مساحات كبيرة.