تعتبر كسوة الكعبة، من أهم مظاهر الاهتمام والتشريف والتبجيل للبيت الحرام ويمثل تاريخ كسوة الكعبة، جزءا من تاريخ الكعبة نفسها، حيث اهتم الخلفاء العباسيون بكسوة الكعبة المشرفة اهتماماً بالغاً، لم يسبقهم إليه أحد، نظراً لتطور النسيج والحياكة والصبغ والتلوين والتطريز، مما جعل الخلف يصل إلى ما لم يصل إليه السلف.
تعد قرية شطا بمحافظة دمياط، من أوائل من صنع كسوة الكعبة في العصر العباسي، فعندما بحث العباسيون عن خير بلد يصنع أجود أنواع الحرير، فوجدوا غايتهم في (مدينة تنيس) المصرية التي تقع بمحافظة دمياط، والتي اشتهرت بالمنتجات الثمينة الرائعة، فصنعوا بها الكسوة الفاخرة من الحرير الأسود على أيدي أمهر النساجين.
وكانت تنيس لها قريتان (تونة وشطا) فصنعوا كسوة الكعبة سنة 190 هـ بقرية تونة، وصنعوا كسوة الكعبة المشرفة عام 191 هـ بقرية شطا.
وتعتبر قرية شطا من أقدم وأشهر قرى دمياط وبوابتها من جهة تنيس، واشتهرت شطا على مر العصور بالتطريز والنسيج، وشرفت بصناعة كسوة الكعبة لفترة كبيرة.
قال محب الفولة، الباحث الأثري من أبناء محافظة دمياط، أن محافظات مصر كانت تصدر كسوة الكعبة الي السعودية عبر سنوات طوال ولاسيما مدن محافظة دمياط.
وأضاف إن أول كسوة جاءت من مصر من أقباط الفيوم. وكانت هناك العديد من المدن المصرية التي حظيت بشرف صناعة الكسوة، وفي العصر العباسي خصص لها بيت خاص لنسجها في مدينة دمياط.
وأضاف محب الفول في العصر الفاطمي تركزت صناعة كسوة الكعبة المشرفة في دمياط ومدن بحيرة تنيس (الموجودة حاليا) شطة وتنيس وتونة ودبق، حيث برع أهل المنطقة في صناعة كسوة الكعبة المشرفة.