لايزال باب الترشح مفتوح فى الانتخابات الإيرانية المبكرة فى دورتها الـ14، المقررة 28 يونيو، لاختيار خليفة الرئيس الايرانى الراحل إبراهيم رئيسي، ويستمر حتى 3 يونيو، وفى ثالث أيام التقدم للترشح، فيما يبدو بدأ سباق محتدم بين جبهة المحافظيين والاصلاحيين فى تقديم مرشحيهم.
ومن أبرز الأسماء التى قدمت أوارق الترشح اليوم، السبت، كان وحيد حقانيان النائب التنفيذى لرئيس مكتب المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، الذى يخوض للمرة الأولى هذا السباق، وقد يقلب الموازين عبر دعم التيار المتشدد له كونه مقرب من هرم السلطة المرشد الأعلى.
حقانيان هو قيادى بالحرس الثورى، وهو دائم الظهور خلف المرشد الأعلى يرافقه فى أى مناسبة، واتخذ لقب الجنرال الذى لا يفارق ظل المرشد، وعمل مساعد رئيس مكتب خامنئى، وسكرتير خاص، ويتمتع بنفوذ وتأثير قوى فى إيران، ومنذ عام 2009 وما شهدتها هذه الفترة من احتجاجات فى العاصمة عزز حقانيان من ظهوره خلف المرشد فيما يبدو لحراسته، وفى 2019 جرى وضعه على لائحة العقوبات الأمريكية.
ومن بين الكوادر الاصلاحية التى تقدمت للترشح كان مسعود بزشكيان، النائب الإصلاحي، كما سجل أحمد رسولي نجاد، النائب السابق.
وفى اليومين الماضيين، كانت أبرز الأسماء التى تقدمت لخوض السباق سعيد جليلي، وجليلي هو (محافظ متشدد) شغل منصب الأمين السابق لمجلس الأمن القومي وعضو فى مجلس الأمن القومي الأعلى، والمفاوض النووى السابق الذى خدم فى الحرس الثورى وشارك فى الحرب العراقية الإيرانية وانسحب فى انتخابات 2013 الرئاسية لعدم امتلاكه حظوظ للفوز، كما يشغل قبل ذلك منصب مساعد وزير الخارجية الإيرانية لشؤون أوروبا وأمريكا، وبدأ نشاطه الدبلوماسي ملحقا في الخارجية منذ عام 1989 وتولى مسؤوليات مختلفة مثل الملحق السياسي ورئيس دائرة التفتيش وسكرتير السفارة ومساعد دائرة أمريكا الشمالية والوسطى والمدير العام لمكتب مرشد الثورة الإيرانية ومستشار رئيس الجمهورية.
كما تقدم علي لاريجاني، بأوراق ترشحه فى ثانى ايام فتح باب الترشح، ولاريجانى ينتمى إلى تيار المعتدلين الذي يضم الإصلاحيين والمحافظين التقليديين، وتولى منصب رئيس مجلس الشورى الإيراني لمدة 12 عاما ويتمتع بخبرة كبيرة، ومن بين المعتدلين أيضا المحتمل خوضهم السباق الرئاسى علي مطهري وعلي جنتي ومحمود واعظي.
ويخشى المعسكر الاصلاحى عملية اقصاء جديدة داخل مجلس صيانة الدستور المنوط إليه صلاحية المصادقة النهائية على المرشحين لخوض الانتخابات أو رفضهم، كتلك التى مورس بحق اعضاءه فى الانتخابات التشريعية مارس 2023، وفى هذا الاطار عقدت الجمعية العامة لجبهة الإصلاح الإيرانية، اجتماعا لتحديد مرشحها للتسجيل في الانتخابات، الاجتماع الذي استمر 5 ساعات، خرج عنه استراتيجية الجبهة الاصلاحية التى أكدت على أن مشاركة جبهة الإصلاح الإيرانية في هذه الانتخابات ستكون مرهونة بتأييد واحد على الأقل من مرشحيها فى مجلس صيامة الدستور.
ويأتى هذا الاستحقاق المقرر 28 يونيو، فى الوقت الذى تمر فيه إيران بحالة عدم يقين غير مسبوقة، يطبعها هدوء حذر فى الداخل الذى عاش أواخر عام 2022 على وقع مشاهد حركة احتجاجية نادرة إثر وفاة الشابة مهسا أمينى، وحالة ترقب على المستوى الإقليمى بعد أن خرجت الحرب الخفية بين طهران وإسرائيل إلى العلن بعد تبادل الجانبين للضربات المباشرة فى حدث غير مسبوق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة