دخل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة شهره التاسع مع استمرار جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي التي يرتكبها المحتل الإسرائيلي ضد النازحين الفلسطينيين في شمال ووسط القطاع، واستشهد عدد من المدنيين الفلسطينيين وإصابة آخرين بجروح مختلفة جراء القصف المدفعي الإسرائيلي على مناطق شمال رفح الفلسطينية جنوب غزة، بحسب ما أكدته مصادر طبية فلسطينية.
استشهد فلسطينيان، وأصيب آخرون بجروح مختلفة، جراء قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي منزلا في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.
وشنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي غارات جوية على مدينة دير البلح وسط القطاع، ومنطقة أبو العجين، تزامنا مع قصف مدفعي شرق المدينة.
وأطلقت زوارق الاحتلال الاسرائيلي عشرات القذائف صوب شاطئ مدينة غزة، فيما فتحت مدفعيتها النار تجاه منازل الفلسطينيين في حي تل الهوا جنوب غرب مدينة، وحي الزيتون، جنوب شرق المدينة.
بدورها، أكدت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة ، أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 5 مجازر ضد العائلات الفلسطينية في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 40 شهيدا و218 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية.
أشارت الصحة الفلسطينية إلى أنه ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم، مؤكدة ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي إلى 37124 شهيدا و84712 إصابة منذ السابع من أكتوبر الماضي.
في القاهرة، وصل وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن، الاثنين، لمواصلة الجهود من أجل إحلال هدنة، لكن مساعيه غير مضمونة النتائج على ضوء الانقسامات الشديدة داخل حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وعدم إصدار الفصائل الفلسطينية أي موقف بشأن المقترح.
وطلبت واشنطن من مجلس الأمن التصويت على مشروع قرار يدعو إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة إلى وقف إطلاق النار وأرسلت وزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى المنطقة، للتشاور حول سبل التوصل لاتفاق هدنة إنسانية وصفقة لتبادل الأسرى.
على جانب آخر، أعلن عضو مجلس الحرب الإسرائيلي بيني جانتس، خلال مؤتمر صحفي، مساء الأحد، استقالته من حكومة الطوارئ.
كما أعلن عضو مجلس الحرب غادي آيزنكوت استقالته من حكومة الطوارئ الإسرائيلية، أسوة بالقرار الذي أعلنه جانتس رئيس حزب "معسكر الدولة" الذي ينتمي إليه آيزنكوت.
في سياق آخر، أكد المتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" جوناثان فاولر، الإثنين، أن مستوى الدمار الذي خلفه العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة كبير جدا، ويحتاج أكثر من 20 عاما لمحوه وإعادة الإعمار.
وأشار جوناثان في تصريحات صحفية أن إعادة الإعمار ستكون مهمة ضخمة للغاية، سيما عند إعادة بناء نظام التعليم، واستقبال الأطفال وضمان عودتهم إلى المدارس، وإعادة بناء العيادات المتضررة.
وأرجع صعوبة عملية الإعمار في غزة إلى مستوى الدمار الكبير جدا؛ تلال وأكوام من الأنقاض والحطام، فضلا عن الناس الذين يعيشون بين الأنقاض، والأماكن المليئة بالقنابل والذخائر غير المنفجرة، مشيرا إلى أن نحو 170 من منشآت وكالة الأونروا في قطاع غزة تعرضت للقصف، ولحقت بها أضرار بدرجات متفاوتة.
ولفت إلى أن أكثر المنشآت تضررا هي المدارس بسبب توقف التعليم منذ بداية العدوان، وتحولها إلى ملاجئ طوارئ للنازحين الفلسطينيين، الذي نزحوا إليها بحثا عن مكان آمن تحت حماية علم الأمم المتحدة.
وأوضح أن نحو 450 فلسطينيا قتلوا وأصيب أكثر من 1400 آخرين، في الغارات الإسرائيلية على منشآت وكالة الأونروا، أو بالقرب منها منذ بداية العدوان.
وأكد أن "الأونروا" ستواصل العمل في غزة، رغم الدعوات الإسرائيلية لاستبدالها بوكالات أممية أخرى، وقال: "نحن مكلفون من الجمعية العامة للأمم المتحدة، ولدينا مهمة محددة للغاية".
إلى ذلك، بعث المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة السفير رياض منصور، الأحد، ثلاث رسائل متطابقة إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن لهذا الشهر (جمهورية كوريا)، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، بشأن ارتكاب إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، مجزرة أخرى بحق المدنيين الفلسطينيين عندما اجتاحت قوات الاحتلال بناء على تعليمات مباشرة من القادة السياسيين والعسكريين الإسرائيليين، مخيم النصيرات للاجئين في قطاع غزة.
وأضاف منصور أن مجزرة النصيرات أسفرت عن استشهاد 274 طفلا وامرأة ورجلا، وإصابة 698 آخرين، منوها أنه من المتوقع أن يزداد عدد الضحايا نظرا للظروف التي تهدد حياتهم، في ظل عدم قدرة المستشفيات والطواقم الطبية على العناية بمئات الضحايا الذين يكافحون للتغلب على الإصابات الناجمة عن العدوان الإسرائيلي، في الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل حرمان غزة من الأدوية، والمعدات الأساسية، والمياه، والغذاء، والوقود.
وشدد على أن الحل لإنهاء هذه الأزمة وإنهاء عقود من التطهير العرقي والفصل العنصري والإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني يتمثل في احترام القانون الدولي وحقوق الإنسان، وليس بالقنابل والصواريخ والرصاص التي تواصل إسرائيل الحصول عليها من حلفائها.