يتزايد الضغط على الإدارة الأمريكية لتغيير سياستها الداعمة لإسرائيل فى حربها الوحشية المستمرة فى غزة منذ أكثر من 8 أشهر الآن، وأحدث حلقة فى مسلسل الرفض الداخلى لنهج البيت الأبيض كشفتها شبكة سى أن أن بيتعاون مجموعة من المسئولين الأمريكيين الذين استقالوا بسبب سياسة إدارة بايدن فى ملف غزة لدعم المعارضة المستمرة والضغط على البيت الأبيض لتغيير مساره فى التأييد غير المشروط لإسرائيل.
وفقا لشبكة سى أن أن، ترك أكثر من 6 أشخاص فى مختلف قطاعات الحكومة الأمريكية وظائفهم قائلين إنهم لم يعد بإمكانهم العمل فى الإدارة مع الأخذ فى الاعتبار أن المزيد منهم غادروا فى هدوء، وقال العديد من المسئولين الذين استقالوا علنا بسبب موقف واشنطن من حرب غزة، إنهم سيسعون إلى التأثير خارج الحكومة.
وقال المسؤولون السابقون الذين استقالوا علنا جوش بول، وهاريسون مان، وطارق حبش، وأنيل شيلين، وهالا هاريت، وليلى جرينبيرج كول، وأليكس سميث، وستايسى جيلبرت إنهم شعروا أن وجهات نظرهم وخبراتهم ومخاوفهم لم يتم الالتفات إليها، وأن الإدارة تتجاهل الخسائر الإنسانية الناجمة عن الحملة العسكرية الإسرائيلية وتحدثوا عن الضرر الذى شعروا به بسبب سياسة الولايات المتحدة بشأن الحرب على مصداقية البلاد والشعور بأن الإدارة لم تدرك بشكل كامل هذا التأثير.
وقال جميع المسؤولين الذين استقالوا علنًا وتحدثوا مع CNN أن لديهم العديد من الزملاء الذين ما زالوا داخل الحكومة لكنهم يوافقون على قرارهم بالمغادرة وقالوا أن تقديم الدعم والمشورة لهؤلاء سواء اختاروا المغادرة أو الاستمرار فى المعارضة من الداخل يعد أحد الأسباب الرئيسية التى جعلتهم يجتمعون معًا وإن السبب الرئيسى الآخر هو زيادة الضغط على الإدارة لتغيير مسارها.
وكشفت جيلبرت، وهى دبلوماسية لاكثر من 20 عاما سبب استقالتها حيث كانت تعمل على التقرير الذى طال انتظاره حول استخدام إسرائيل للأسلحة الأمريكية وما إذا كانت قد فرضت قيودًا على المساعدات الإنسانية ولكن بعد ذلك على حسب وصفها "فى مرحلة ما، أصبح الموضوع محل اهتمام"، وتمت ازالة الخبراء العاملون على التقرير من مناصبهم وتمت ترقيتهم.
وقالت انهم لم يطلعوا على التقرير حتى وقت نشره فى 10 مايو، ووجدت أنه من المعقول تقييم أن الأسلحة الأمريكية قد استخدمت من قبل القوات الإسرائيلية فى غزة بطرق تتعارض مع القانون الإنسانى الدولى، لكنها لم تصل إلى حد القول رسميًا أن إسرائيل انتهكت القانون. وخلصت أيضا إلى أن إسرائيل لم تمنع المساعدات الإنسانية عن غزة رغم التقارير التى تؤكد عكس ذلك.
وقالت جيلبرت إنه فى حين أن الاستنتاج الأول كان أكثر صدقًا من قبل، فإن الاستنتاج الثانى كان "غير صحيح على الإطلاق".
وأضافت: "هذا ليس رأى الخبراء فى الحكومة الأمريكية، الخبراء فى المساعدات الإنسانية. وليس رأى المنظمات الموجودة على الأرض فى غزة. لذا فإن رؤية ذلك فى التقرير، يجعلنا نقيم أن إسرائيل لا تمنع المساعدات الإنسانية كان الأمر مروعًا عندها قررت الاستقالة، ووصفت نتائج التقرير بأنها "سياسية".
وقالت مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، سامانثا باور: " الوضع سيء. ويعيش المدنيون فى رعب وحرمان لا يمكن تصوره لذلك، إذا لم يكن هناك أشخاص، لا سيما فى وكالة مثل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، التى لها جذورها فى مهمة إنسانية وإنمائية، غير راضين عن ما نحن فيه، فإن ذلك سيكون أمرًا صعبًا".
ووفقا لشبكة سى أن أن "المستقيلون" كانوا على اتصال ببعضهم ويأملون فى استخدام القوة الجماعية ومصممون على استخدام نفوذهم المشترك للضغط من أجل تغيير موقف الحكومة بشأن الصراع. إنهم يهدفون إلى توفير شبكة داعمة للذين ما زالوا يعملون فى الإدارة ولكنهم يشاركونهم مخاوفهم، ويأملون فى خلق نقطة ضغط يمكن أن تؤدى إلى سياسة مختلفة.
وقال بعض المسؤولين الذين استقالوا علنًا إنهم أدركوا فى أعقاب عملية طوفان الأقصى أن رد فعل الحكومة الإسرائيلية سيكون متطرفا وقال جرينبرج كول، الموظف السابق فى وزارة الداخلية والذى أصبح أول معين سياسى يهودى يستقيل، لشبكة CNN: “أمضيت الأسابيع القليلة الأولى بعد ذلك أعانى من التعامل مع الصدمة وتأثير ذلك والحزن على فقدان الناس، ولكن أدركت أيضًا على الفور تقريبًا أن كل ما سيحدث، كرد فعل، سيكون وحشيًا حقًا، وفظيعًا حقًا، وأضاف: "لقد وصلت للتو إلى نقطة لم يعد بإمكانى فيها شخصيا أن أكون صادقا مع نفسى وأمثل الإدارة". وغادرت فى مايو.
اتخذ مان، ضابط الجيش الذى عمل فى وكالة استخبارات الدفاع، قرار الاستقالة فى نوفمبر، بعد أسابيع فقط من 7 أكتوبر وهو يهودى وأول عضو فى مجتمع الاستخبارات يقدم استقالته علنًا وقال: "لقد كنت يائس بشأن مسار الحرب فى غزة .. بدا وأضحا له فى وقت مبكر أن الإسرائيليين سيقتلون أعدادًا كبيرة من المدنيين بشكل عشوائي". وأوضح أن الاستقالة كانت "عملية بطيئة للغاية ومطولة"، ولم يخبر الناس عن سبب استقالته حتى وقت قريب خوفًا من الانتقادات.