تستمر الدولة المصرية فى تكثيف جهودها لوقف الحرب على غزة التى شنها الاحتلال الإسرائيلي فى تداعيات أحداث السابع من أكتوبر، وذلك على الرغم من تصرفات الكيان الصهيونى غير المسؤولة وأكاذيبها المتتالية للتقليل من دور مصر فى دعم أهل فلسطين، ولكن الدولة المصرية لم تلتفتت لكل هذه المهاترات وتستكمل مسيرة دعمها لأهالى غزة وجهودها فى وقف إطلاق النار وهو ما شاهدناه الأيام الحالية من إرسال المساعدات الإنسانية فقد تم إدخال أكثر من 950 شاحنة مساعدات من مصر إلى غزة الأسبوع الماضى حيث انطلقت طائرات النقل العسكرية المصرية على مدار الأيام الماضية يرافقها نظيراتها من الدول الشقيقة والصديقة ضمن التحالف الدولى من المملكة الأردنية الهاشمية إلى قطاع غزة، لتنفيذ أعمال الإسقاط الجوى لعشرات الأطنان من المساعدات بالمناطق التى يصعب الوصول إليها داخل القطاع للتخفيف من جراح وآلالم السكان، وذلك استمرارًا للتحركات المصرية المبذولة لإيقاف الحرب داخل قطاع غزة والحد من تفاقم الأوضاع الإنسانية والعمل على إنفاذ المساعدات بالكميات الكافية لإنقاذ أهالى القطاع، وتأكيدًا على دعم مصر للقضية الفلسطينية.
ولم يقتصر الأمر على إرسال المساعدات فحسب بل استقبلت الدولة المصرية اجتماع ثلاثى يضم الوفد الأمنى المصرى ووفود الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، وقد تمسكت مصر بموقفها الثابت نحو ضرورة الانسحاب الإسرائيلى من الجانب الفلسطينى لمعبر رفح، حتى يتم استئناف تشغيله مرة أخرى.
كما أكد الوفد الأمنى المصرى على مسئولية إسرائيل الكاملة عن عدم دخول مواد الإغاثة والمساعدات الإنسانية لقطاع غزة، وتمسك الوفد المصرى بضرورة العمل الفورى لإدخال ما لا يقل عن 350 شاحنة مساعدات للقطاع يوميًا تشمل كافة المواد اللازمة سواء غذائية أو طبية أو وقود.
كما تقود الدولة المصرية تحركات مكثفة لوقف العدوان الإسرائيلى على غزة والعمل على إنجاز هدنة إنسانية يتم خلالها إبرام صفقة لتبادل الأسرى تدفع نحو إطلاق نار شامل ومستدام فى غزة، فضلا عن ملاحقة إسرائيل على جرائمها فى المحافل الإقليمية والدولية بدعم من المجموعة العربية والإسلامية.
وفى هذا السياق أكد أشاد النائب عصام هلال وكيل اللجنة الدستورية والتشريعية بمجلس الشيوخ، بمجهودات الدولة المصرية وقيادتها السياسية وموقفها وأضح وارسخ منذ اللحظة الأولى من اندلاع الحرب اللاإنسانية التى شنها الكيان الصهيونى على أهلنا فى غزة مؤكدا أن موقف مصر الثابت تجاه القضية الفلسطينية وبحكمة وشجاعة الرئيس عبد الفتاح السيسى يتمحور حول موقف مصر الموقف العالمى بعدما كان الموقف العالمى منحاز انحيازا كاملا للاحتلال، ومتبنيا لوجهة نظر الكيان الصهيونى فقط ومؤيدين لجرائمه، فبدأت وجهة النظر تسير فى مسارها الطبيعى إلى حد ما بعد الموقف المصرى الشجاع، مشددا على دور مصر فى الوساطة لجمع كافة الأطراف المعنية على طاولة المفاوضات لإيقاف نزيف الدم المستمر منذ عدة أشهر للمدنيين الأبرياء.
ومن جانبه أكد الدكتور طارق البرديسى خبير العلاقات الدولية، أن الدور المصرى مستمر فى كل وقت وحين على مدار التاريخ فى دعم القضية الفلسطينية ولم ولن يتوقف لأنها مصر ولن تستطع قوة ولا كل شياطين الأرض أن تنال من الدور المصرى ومعدنه الأصيل الذى صهرته العصور وقوته الدهور، فمرت عليه المحن والنوائب، لتزده تماسكا وصلابة ولمعانا يتحدى كل عوامل الهدم والخراب والتعرية الإنسانية وغوائل هدم الحضارة والقيم المصرية الأصيلة.
