يستعد ملايين المسلمين فى جميع أنحاء العالم لإحياء سنة النبى، صلى الله عليه وسلم، وإحياء شعيرة من شعائر الله وهى الأضحية، ولكن الكثير يجهل كيفية ذبح الأضحية أو كل ما يؤكل من البهائم، بالرغم من أن السنة النبوية أوضحت لنا كيفية الذبح، ونشرت دار الإفتاء عدد من فتاوى الاضاحى على النحو الآتى:
هل يجوز الادخار من لحم الأضحيَّة؟
يجوز شرعًا ادِّخار لحوم الأضاحى عند جمهور الفقهاء، لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «...ونَهَيْتُكُمْ عَنْ لُحُومِ الأَضَاحِى فَوْقَ ثَلاَثٍ فَأَمْسِكُوا مَا بَدَا لَكُمْ» أخرجه مسلم.
هل يجوز للناذر الأكل من الأضحيَّة المنذورة؟
اختلف الفقهاء فى المسألة، وما عليه الفتوى: عدم جواز الأكل من الذبيحة المنذورة.
ما حكم الشرع فى تجميع جلود الأضاحى ثم بيعها فى مزاد علنى بمعرفة إحدى الجهات الخيرية، ثم يصرف مقابلها فى المصارف الخيرية؟
جمع جلود الأضحيَّة من أصحاب الأضاحي صدقة منهم وتبرعًا للأغراض المذكورة جائز، والممنوع عند الأكثرين إنما هو أن يبيع صاحب الأضحيَّة شيئا منها لينتفع هو بثمنه.
كيف توزع الأضحيَّة؟ وهل الأحشاء توزع وكذا الرأس؟
يستحب تقسيم الأضحيَّة إلى ثلاثة أثلاث، يأكل المضحى وأهل بيته ثلثها، ويهدى ثلثها، ويتصدق بثلثها، فلو أكل أكثر من الثلث فلا حرج عليه، وإن تصدق بأكثر من الثلث فلا حرج عليه، لأن تقسيمها على الاستحباب لا على الوجوب؛ لقول ابن عمر رضى الله عنهما: "الضحايا والهدايا: ثلث لك، وثلث لأهلك، وثلث للمساكين".
وأما ما يقسم من الأضحيَّة فهو اللحم؛ لأنه المقصود الأعظم، وهو الذى يعود نفعه على المستحقين، وأما أحشاؤها من كبدٍ وغيره فإنه يستحب تقسيمه، وإن لم يقسمه المضحى فلا حرج فى ذلك، والرأس لا تقسم بل تكون لصاحب الأضحيَّة، ولا يبيعها ولا يعطيها للجزار مقابل أجره.
ما هو الأفضل فى الأضحيَّة من أنواع الأنعام؟
اختلف الفقهاء فى ذلك وما عليه الفتوى أن الأفضل فى الأضحيَّة الغنم ثم الإبل ثم البقر؛ لأن النبى صلى الله عليه وسلم كان يضحى بالكباش من الغنم؛ وورد ذلك فى أحاديث كثيرة منها: عن أنس بن مالك رضى الله عنه قَالَ: «كَانَ النَّبِى صلى الله عليه وسلم يُضَحِّى بِكَبْشَيْنِ وَأَنَا أضحى بِكَبْشَيْنِ» أخرجه البخارى.
ما حكم ذبح الأضاحى فى الشوارع وترك مخلفاتها فى الطرقات وعدم القيام بتنظيف هذا؟
لا يجوز شرعًا ذبح الأضاحي فى الشوارع وترك مخلفاتها فى الطرقات؛ لأن فيه إيذاء للناس، ونشر للأوبئة، فإذا انضاف لذلك الفعل مخالفة التعليمات المقررة من الجهات المختصة فيما يتعلق بذبح الأضاحى كان الإثم أشد وفاعل ذلك إنما يتخلق بأخلاق بعيدة عن أخلاق المسلمين؛ فقد قال النبى صلى الله عليه وسلم قَالَ: «الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِه» أخرجه البخاري.
ما هو وقت ذبح الأضحيَّة؟
يدخل وقت ذبح الأضحيَّة بعد طلوع شمس اليوم العاشر من ذى الحجة، وبعد دخول وقت صلاة الضحى، ومُضى زمان من الوقت يسع صلاة ركعتين وخطبتين خفيفتين، وينتهى وقت الذبح بغروب شمس اليوم الثالث من أيام التشريق، وهو رابع أيام العيد، وأفضل وقت لذبح الأضحيَّة، هو اليوم الأول، بعد فراغ الناس من صلاة العيد، لما فيه من المسارعة إلى الخير.
هل يجوز إعطاء الجزار جلد الأضحيَّة كأجرة له؟ وهل يجوز بيع شيء من الأضحية؟
لا يجوز أن يعطى الجزار شيئًا من الأضحية مقابل أجره؛ ولا مانع من إعطائه منها على سبيل التفضل والهدية أو الصدقة، كما لا يجوز بيع شيء من الأضحية. فعَنْ عَلِىٍّ بن أبى طالب رضى الله عنه قَال: ((أَمَرَنى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أن أَقُومَ عَلَى بُدْنِهِ وَأَنْ أَتَصَدَّقَ بِلَحْمِهَا وَجُلُودِهَا وَأَجِلَّتِهَا وَأَنْ لاَ أُعْطِى الْجَزَّارَ مِنْهَا، قَالَ: نَحْنُ نُعْطِيهِ مِنْ عِنْدِنَا)). أخرجه مسلم.
ما يستحب للمضحى فعله بالذبيحة قبل الأضحية؟
الجواب: يستحب قبل الأضحية أمور:
1- أن يربط المضحى الأضحيَّةَ فى مكان ظاهر قبل يوم النحر بأيام أن تيسر له ذلك، وعلى ألا يضر غيره، لما فيه من الاستعداد للقربة وإظهار الرغبة فيها.
2- أن يعلق شيئًا فى عنق الأضحية ليُعلَم أنها أضحيَّة، ويغطيها بشئ صيانة لها؛ وذلك قياسًا على الهدي
3- أن يسوقها إلى مكان الذبح برفق وهدوء.
4- أن يعرض الماء على الذبيحة قبل الذبح.
5- ويستحب أن يدعو فيقول: بسم الله، الله أكبر، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم، اللهم منك وإليك، أن صلاتى ونسكى ومحياى ومماتى لله رب العالمين لا شريك له، وبذلك أمرت، وأنا من المسلمين.
6- ينتظر حتى تسكن جميع أعضاء الذبيحة تمامًا قبل سلخها.
7- أن يأكل منها ويطعم ويدخر.
هل يحرم على المضحى الأخذ من شعره وأظافره؟
يستحب - ولا يجب - لمن أراد أن يضحى ألَّا يقص من شعر جسده أو أظفاره شيئًا، وذلك من ليلة اليوم الأول من ذى الحجة إلى الفراغ من ذبح الأضحيَّة، فإن فعل ذلك لا يكون آثما، إنما تاركًا للفضيلة فحسب.
هل يجوز الاقتراض من أجل الأضحيَّة وإذا فعل ذلك هل تجزئه؟
الأضحيَّة سنة فى حق المستطيع فقط، ولكن من اشترى أضحيته بالتقسيط أو الثمن المؤجل لأجل معلوم وضحَّى بها؛ أجزأه ذلك.