كشف عالم الآثار المصرى الدكتور زاهى حواس حواس عن أسرار ومفاجآت كبرى مرت عليه فى مشواره الأثرى الطويل، وأجاب "حواس" خلال حواره مع الزميل أحمد العدل على تليفزيون اليوم السابع، على أسئلة عديدة تشغل تفكير الجميع، وخاصة ما يدور بشأن خروج سيدنا موسى من مصر، وكل ما يخص "لعنة الفراعنة" والمصرى القديم..
وإلى نص الحوار..
س: هل بالفعل رغم حجم الاكتشافات الأثرية مازال هناك 70% لم يكتشف بعد؟
ج: هذا تقدير أنا قمت به نتيجة لأن مصر الحديثة بالكامل مقامة فوق مصر القديمة، كل بلد فى الدلتا والصعيد تجد الناس بهم ساكنين فوق الآثار، لدرجة أنه من الممكن أن يحفر بداخل داره ويجد آثار، فأنا استطيع أن أقول اننا لم نكتشف اكثر من 30% من آثارنا حتى الآن ومازال هناك 70% فى باطن الأرض.
س: كيف نعرف أن هذا المكان بالتحديد به آثار من عدمه؟
ج: الأماكن الأثرية فى مصر مسجلة بالفعل على خرائط، لان هناك تفتيش آثار بكل محافظة، وبكل محافظة هناك تفاتيش فرعية، وبالتالى كل مناطق الآثار مسجلة على خرائط مساحية موجودة فى المجلس الأعلى للآثار، لذلك نحن على علم بأماكن تواجد الآثار، ولكن فى بعض الأحيان هناك أماكن غير مسجلة وتعتبر وقت اكتشافها أماكن مكتشفة "بالمصادفة البحتة".
س: من أول من يدخل مقبرة جديدة عند اكتشافها ومن الفريق المختص بذلك؟
ج: عند اكتشاف المقبرة وتحديد بابها من قبل العمال بوجود الأثريين للمراقبة والحيلولة دون ارتكاب أى أخطاء قد تؤدى لدمار المقبرة، يبدأ الأثريين فى توجيه العمال بتنظيف مدخل المقبرة ثم تنظيف الطريق للداخل، ثم يقوم مدير البعثة وهو أول فرد يدخل المقبرة ومعه بعض الأثريين لاكتشاف الموجود بالداخل.
س: د.زاهى كمدير للعديد من البعثات فى تاريخه، هل كنت تتعرف فورا أثناء دخولك أى مقبرة مكتشفة جديدة ما إذا كانت مسروقة أم أنها لم تفتح من قبل؟
ج: طبعا.. لان المقابر التى لم تسرق من قبل قليلة جدا، قمثلا عام 1925 كان هناك مقبرة واحدة فى الجيزة هى التى عثر عليها كاملة وهى مقبرة الملكة "حتب حرس"، ومن حوالى 15 إلى 20 عام كان هناك مقبرة فى أبو صير لرئيس القصر الملكى وعثر عليها كاملة أيضا، اما سقارة لا يوجد فيها أى مكان تم اكتشافها وكان مغلق بالكامل، الأقصر ومقبرة توت عنخ امون المقبرة الكاملة، إذا المقابر التى لم تفتح من قبل هى قليلة، لكن أغلب هذه الآثار نهبت فى العصر الفرعونى نفسه، كان قديما الملك يدفن وفى اليوم التالى للدفن يأتى اللصوص لسرقة المقبرة، ولحسن الحظ أن هذا لم يحدث فى مقبرة توت عنخ أمون والتى تم محاولة سرقتها قديما بعد دفنه ولكن تم اغلاقها من قبل "بوليس الجبانة" إلى أن اكتشفها "هوارد كارتر".
س: انتشر مؤخرا موضوع البيوت الموجود تحتها آثار والثار المعروضة للبيع والمقابر المعروضة للبيع على الإنترنت.. ماقصة هذه الأمور؟
ج: بالنسبة للبيوت الموجود تحتها آثار فكلها "مصادفات" فقط ليس إلا، لكن كلها أيضا عند اكتشافها تجدها غير مهمة كفخارة مثلا أو تمثال مكسور.
أما عن موضوع الاشاعة المتعلقة بكلمة "كنوز" وجدناها فكل هذا كلام ليس له أساس من الصحة وكلها اشاعات، وأنا بنفسى تلقيت العديد من المكالمات لأشخاص يدعون أن معهم مقابر وتماثيل مغطاة بالمياه والطين، أقوم بابلاغهم أنها آثار مقلدة وهى طرق منتشرة للنصب.
س: هناك باحثة أثرية قدمت بلاغ ضدك وادعت انك تتربح من مكتبة إسكندرية وانك تحصل على منح خاصة، فما هو الرد على هذا البلاغ؟
ج: هذه السيدة تريد الشهرة وهى ليست أثرية وليس لها مقالات علمية، وتقوم بعمل بلاغات كاذبة دوما، وقدمت فى الآثار حوالى 20 بلاغا، وأنا الوحيد الذى أقوم بالرد لاعرفها أنها على خطأ.
وكل ما قيل فى البلاغ المقدم للنائب العام ليس له أى أساس من الصحة، ونحن قدمنا لنيابة الأموال العامة كل المستندات التى تثبت صحة كلامنا.
أنا قمت بتعيين محاسبين لتسجيل الإيصالات المتعلقة بكل ما يتم صرفه بالكامل وإرساله لمن أرسل هذه الأموال، وأنا رفضت أن أتقاضى "مليما واحدا" كمدير للبعثات من أى بعثة قمت بها بالرغم من أنها من قوانين البعثات ولاحتى تذكرة طيران.
وأنا بتقدم للجنة الدائمة واحصل على الموافقات، وتم إرسال كل الإجراءات للأمن القومى والامن الوطنى للموافقة على أعضاء البعثة، وكل إجراءاتنا إجراءات رسمية تماما، وتم تقديم كل المستندات للأموال العامة، وأنا لم أُطلب اطلاقا.
س: جزئية أخرى عن قصة الأنبياء وخصوصا بنى إسرائيل وعدم وجودهم فى مصر، اثرت الجدل بهذه التصريحات وتم مهاجمتك من قبل وسائل إعلام إسرائيلية ورجال دين، ما الرد على هذه النقطة؟
ج : أنا كمسلم لا اكذب أى شئ ذكر فى الكتب السماوية، إذا موضوع سيدنا موسى وموضوع الخروج طبقا للكتب الدينية حدث ولا اكذبه
لكن كعالم آثار لو سألتنى هل ذكر اسم سيدنا موسى أو الخروج فى الآثار! الإجابة ستكون بالطبع لا لم تذكر.
الفرعون هُزم من سيدنا موسى وبالتالى لا يمكن للفرعون أن يسجل هزه الهزيمة لا على مقبرة ولا على معبد، لانه أن سجلها لن يكون اله فى معتقده لان هذا ضد عقيدته، وفى نفس الوقت هناك احتمال أن تخرج معلومة تتحدث عن الخروج قريبا. ولكن اين سقطة زاهى حواس! زاهى حواس لم يكذب ما جاء فى القرآن أبدا.
س: هل من الواجب الربط بين الاديان السماوية فى التاريخ وما بين الآثار؟
ج: فى بعض الأحيان يجوز الربط، لكن من رأيى عدم الربط، لأن ليس كل ما كتب فى القرآن الكريم له دليل تم اكتشافه، ومنقدرش نكذبه، لكن لا تسالنى كعالم آثار هل ذكر سيدنا موسى فى الآثار؟ هل ذكر الخروج فى الآثار؟ لا لم يذكروا.
س: جزئية تبليط الهرم أو مشروع القرن، قيل أن المشروع توقف بسبب الحديث على السوشيال ميديا وتدخل الدكتور زاهى حواس.. ما صحة هذا الكلام؟
ج: الدكتور مصطفى وزيرى أخطأ فى أنه اعلن عن المشروع بدون وجود مشروع، أولا لم يكن هناك تبليط للهرم إطلاقا كما أطلق عليه.
فالهرم التالت مغطى بالجرانيت فى جزء من أجزائه، وعندما يسمع المواطن العادى كلمة تبليط ويرى الجرانيت يقول "بلطتوا الهرم" ولم يتم ذلك.
بالتالى الوزير أحمد عيسى وزير السياحة والآثار كان يجب أن يشكل لجنة ولم يكن هناك غيرى أنا وزميلى "مارك لينر" لأنه تخصصنا، فتم تشكيل اللجنة برئاستي، ومعى مارك لينر، ومدير المعهد الألمانى، والدكتور هانى هلال والدكتور مصطفى الغمراوى والدكتور ممدوح الدواطى، وكان يجب أن نقول راينا العلمى ولا نستطيع مجاملة أحد ولم أقول أى شيء ضد الدكتور مصطفى وزيرى أو ضد الوزير، أنا بعيد تماما عن الموضوع وهو شأن داخلى بينهم.
س: انتشرت مؤخرا دراسة عن اكتشاف فره نهر نيل جاف طوله 64 كيلو متر وانه السبب فى بناء الأهرامات على ضفافه، رأيك فى هذه الدراسة؟
ج: ده "فنكوش" للأسف، وأنا لا أتصور مجلة علمية بهذا القدر أن تقوم بهذه المقالة ولا ترسل لعلماء المصريات لمراجعتها، ما قيل فى هذا االمقال ليس له صلة بالكشف عن آثار الأهرامات إطلاقا، هم يتحدثوا عن النهر الموازى وهذا النهر من 53 عاما تم رسمه واسمه على الخرائط بحر "الليبيني"، واكتشفنا موانئ الملوك خوفو وخفرع وتم رسم ما حدث من النيل إلى الهرم، وخرج فى 2013 كشف هم لا يعرفوا عنه شيئا وهى بردية "وادى الجرف" وهى من اهم الاكتشافات الأثرية التى تفسر كل ما تحدثوا عنه فى مقالهم.
س: لماذا لا ينتهى الجدل حول طريقة بناء الأهرامات؟
ج: لا طبعا.. كل هذا منشور فى الكتب لكن نحن لا نقرأ.
كل الأحجار المبنى بها هرم خوفو مأخوذة من الناحية الجنوبية من الهرم بعيدا عن القاعة بـ300 متر فقط، وهناك طريق من المحجر للهرم، وكان ذلك وقتها هو المشروع القومى لمصر، الآن لن نستطيع بناء هرم مثل هرم خوفو، لن نستطيع إحضار 10000 عامل يوميا لمدة 28 عاما من العمل المتواصل لبناء هرم واحد فقط.
نحن نعلم كيف كان يتم نقل الأحجار ومن أين أتت ومن أين أتى الكساء ونعرف الطريق الصاعد للحجارة، وكل هذه معلومات معروفة تم كشفها وتم كتابتها وبناء الهرم لم يعد سرا إطلاقا، ويجب تغيير المناهج فى المدارس والجامعات وان يكون تاريخ مصر القديمة مادة أساسية فى كل الكليات والمعاهد.
د. زاهى لو تسمح نسألك مجموعة من الأسئلة السريعة المتعلقة بك شخصيا..
س: ماهو أعظم اكتشاف أثرى فى تاريخك؟
ج: المدينة الذهبية بالأقصر.
س: ما هى المقبرة التى يتمنى د. زاهى اكتشافها؟
ج: مقبرة الملكة نفرتيتى بوادى الملوك.
س: ماهى أكثر لحظة أحبطتك فى مشوارك الأثري؟
ج: لحظة عدم اكتشافى لمقابر العمال بناة الأهرام للرد على الأكاذيب الخاصة بالهرم.
س: هل دخلت مقبرة وكنت متخوف منها عند دخولها؟
ج: نعم.. مقبرة حاكم الواحات البحرية.
س: هل شعرت فى أى وقت بهاجس لعنة الفراعنة وهل أصابك؟
ج: نعم أحسست بها عند وضعى مومياء توت عنخ آمون تحت جهاز الأشعة وتوقف الجهاز.
س: أن لم تكن عالم آثار فماذا كنت ترغب أن تكون؟
ج: سأكون عالم آثار "بمنتهى السرعة والثقة فى الرد"
س: من تختار من شخصيات ملوك مصر القديمة لتكون الأقرب لشخصك؟
ج: اختار شخصية الملك خوفو.
س: رافقت الكثير من المشاهير فى رحلاتهم لمصر، من ستختار منهم من وجهة نظرك ليكون الأكثر حبا للحضارة المصرية القديمة هل "ميسى أم كلينتون أم الأميرة ديانا أم الرئيس الأمريكى أوباما"؟
ج: جميعهم كان لديهم هذا الشغف بحضارتنا بالإضافة "لبيونسيه وكيتى بيري" ورفضت أن يمتطى أوباما الجمل حتى لا تنتشر صورته بالجمل وتصبح هى السائدة عن مصر على عكس الحقيقة .
س: أى كتاب تنصح به لمن يرغب فى معرفة تاريخ الحضارة المصرية القديمة؟
ج: كتاب "سيدة العالم القديم" .
د. زاهى حواس عالم الاثار خلال الحوار
د. زاهى حواس عالم الاثار خلال الحوار
