قُتل اليومين الماضيين، نحو 35 شخصًا على الأقل فى الفاشر إثر القصف المدفعى العنيف الذى نفذته قوات الدعم السريع على أحياء المدينة المختلفة وفقا لصحيفة تريبون سودان.
فيما تواصلت المواجهات العنيفة بين الجيش وحلفائه من الحركات المسلحة ضد قوات الدعم السريع فى العاصمة التاريخية لإقليم دارفور، ومع استمرار الاشتباكات لأكثر من شهر، تزداد يوميًا أرقام الضحايا وسط المدنيين.
وقال مصدر طبى للسودان تربيون إنه "خلال يومين فقط، قُتل ما يزيد عن 35 مدنيًا متأثرين بالقصف المدفعى الذى أطلقته قوات الدعم السريع على الأحياء المكتظة، بينهم متطوعون فى حى تمباسي".
وقالت منظمة ضحايا دارفور على منصة اكس، إن 8 من الشباب المتطوعين فى أحد المطابخ الخيرية بحى تمباسى قتلوا الثلاثاء الماضى اثر سقوط قذيفة على الحي.
وأشار المصدر الطبى إلى تفاقم الوضع الصحى فى المدينة بعد خروج مستشفى الفاشر الجنوبى عن الخدمة وافتقار مركز سيد الشهداء لكثير من المعينات الطبية، موضحًا بأن ضحايا القصف المدفعى يتم نقلهم إلى السلاح الطبى التابع للجيش، بينما يتم معالجة آخرين فى المنازل.
وفى الأثناء، واصلت قوات الدعم السريع هجماتها على المدينة، فى محاولة للتوغل إلى عمق المدينة، فى ظل استماتة القوة المشتركة والمقاومة الشعبية فى التصدى لموجات الهجوم المتواصل.
وأفاد شهود عيان بأن معارك ضارية دارت بين الدعم السريع والقوة المشتركة فى الأجزاء الشمالية والجنوبية والشرقية لمدينة الفاشر، استخدم خلالها الطرفان كافة أنواع الأسلحة.
فيما تأثرت أحياء تمباسى، ومحيط السوق الكبير، وبشارية، وبرنجية، وأحياء أولاد الريف، والثورة، ومكركا بالقصف المدفعى الذى نفذته قوات الدعم السريع، حيث تعرض عدد كبير من المنازل للتدمير الكامل وأُصيب عدد كبير من المدنيين.
وفى السياق نفسه، قالت لجان مقاومة مدنى، فى بيان، أن قوات الدعم السريع تفرض حصارًا جزئيًا على مدينة العزازى، مشيرة إلى تهجير معظم القرى الواقعة جنوب وجنوب شرق قرية ود النورة.
وبحسب لجان مدنى تعانى ولاية الجزيرة من انقطاع الاتصالات والانترنت للشهر الرابع على التوالى، مما أسهم فى التعتيم الإعلامى على ما يجرى داخل الولاية من انتهاكات وترويع على أيدى الدعم السريع والطيران الحربى للجيش.
وقالت لجان مدنى فى بيان: ما زالت معاناة المواطنين تتواصل داخل ولاية الجزيرة نتيجة لانقطاع شبكات الاتصالات والإنترنت للشهر الرابع على التوالي.
من جانبها صفت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان ما يحدث فى الفاشر، حاضرة إقليم دارفور، وما حولها بالكارثة الإنسانية الكبرى التى تهدد حياة الملايين داخل وخارج المدينة، وحتى الفارين إلى دول الجوار الإقليمي.
وقالت فى بيان، إن إنسان دارفور، صاحب السلطنات المتعددة والتاريخ الباذخ والإرث الأخلاقى والدينى العظيم، يعانى من ويلات النزوح منذ عام 2003 بعد أن فرضت عليه حرب تغذيها الأطماع والعصبية القبلية وتفاقمت المأساة منذ عام 2013 بعد ظهور قوات الدعم السريع فى الساحة.
وأضافت: “خلال هذه الحرب، عانى مواطن دارفور، وخاصة أولئك الموجودين فى المعسكرات، أشد المعاناة من الألم والقهر من ترك أرض الأجداد والنزوح، ونقص الإعانات والخدمات الطبية فى معظم المعسكرات بشكل كبير، والتعرض المتكرر للهجمات من قبل مليشيا الدعم السريع”.
وتابعت بالقول: “حتى مراكز المنظمات لم تسلم، وآخرها مركز الصليب الأحمر فى معسكر أبو شوك الذى تم قصفه أثناء علاج مصابى الأحداث فى المعسكر. أصبح دم إنسان دارفور رخيصًا، والمجتمع الدولى لا يتحرك بما يتناسب مع حجم الكارثة وربما لا يقدم سوى إبداء القلق”.
وطالبت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان كل من الأمم المتحدة ومجلس الأمن بالعمل على إنقاذ المدنيين وإيجاد سبل لتوصيل الأغذية والمعينات والخدمات الصحية.
وأكدت أن المنظمات الدولية العاملة فى المجال الصحى والإنسانى صارت أهدافًا ولم تعد قادرة على المواصلة، وتوقف عمل بعضها بالفعل بعد وفاة وإصابة منتسبيها وانقطاع الإمداد.
فيما أطلق مكتب المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية، حملة تدعو لتقديم المعلومات والتعاون فيما يتعلّق بمزاعم ارتكاب جرائم بدارفور بالسودان.
ودعا المكتب فى الحساب الرسمى لمكتب مدعى المحكمة بمنصة إكس، أى شخص لديه معلومات ذات صلة بالجرائم الدولية المزعومة فى دارفور إلى تقديمها.
وقال المدعى العام لدى المحكمة: «نحقق بشكل عاجل بشأن مزاعم ارتكاب جرائم دولية واسعة النطاق فى الفاشر بشمال دارفور والمناطق المحيطة بها». ووضعت المحكمة رابطًا على التغريدة لتقديم المعلومات من خلاله.
وقال المنسق الأممى للإغاثة مارتن غريفيث، أن العُنف المُتَصَاعِد فى مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور السودانية وجّـه ضربة ساحقة للمدنيين.
واتّهم وزير الصحة بحكومة إقليم دارفور السودانى بابكر حمدين، قوات الدعم السريع، بتعمُّد إيقاف عمل المؤسسات الخدمية، خُصُوصًا المستشفيات فى مدينة الفاشر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة